عالم يتغير
فوزية رشيد
عملية «البيجر» من نفذها الكيان أم أمريكا؟!
{ تتزايد التساؤلات والشكوك حول أن الكيان هو من يمتلك القدرة التكنولوجية للقيام بعملية تفجير «البيجر» في لبنان، في الوقت الذي فشل فيه على مدار ما يقارب العام من السيطرة على غزة أو اختراق الأنفاق إلكترونيا، أو القدرة على إيقاف الخسائر الكبيرة في معداته وعناصر جيشه طوال تلك الفترة!
ولذلك تتجه الأنظار حول أن من يقف وراء الهجمة الإلكترونية النوعية هي الولايات المتحدة! وذلك في إطار تقنيات الحروب المستقبلية! مِن بين مَن أثار الشكوك وهم كثيرون ما أكد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق أن (إسرائيل لا تمتلك التقنية عالية الدقة المستخدمة لاستهداف الأجهزة اللاسلكية لحزب الله في لبنان وسوريا، مشددا على أن الجيش الأمريكي يقف خلف هذه العملية)! وما يؤكد شكوكه تلك الأخبار المتداولة حول رصد طائرة (EC-130H COMPASS CALL) للحروب الإلكترونية التابعة للقوة الجوية في جيش أمريكا قبالة سواحل لبنان قبل يوم من حدوث الهجمة الإلكترونية! وحيث الولايات المتحدة ضليعة في حروب واستخدامات التجسس الإلكترونية والمراقبة الجماعية في أنحاء العالم!
{ من الواضح أن عملية «البيجر» الإلكترونية تأتي في سياق أكبر لنوايا المخططات الأمريكية وتوسيع رقعة الحرب الإقليمية رغم تأكيداتها السياسية والدبلوماسية والإعلامية أنها تعمل من أجل تلافي حرب شاملة والعمل على استقرار المنطقة!
تلك التصريحات الأمريكية في العلن تتناقض تماما مع تحركات الولايات المتحدة العملية سواء من خلال الدعم المطلق للكيان الصهيوني وإمداده بكل أشكال الأسلحة الفتاكة، والتعاون الوطيد معه في التقنيات الإلكترونية والتجسس! أو نيات العقول المسيطرة في الحزب الديمقراطي على القيام بحرب عالمية وهذا ما أكده روبرت كيندي مؤخرا أن (الصقور مثل جورج بوش وديك تشيني وجون بولتون وغيرهم الذين سيطروا على الحزب الجمهوري، هؤلاء ومن يتبعهم هم من يدفعون تجاه حرب عالمية نووية وأنهم يغامرون بمستقبل الأرض والبشرية)! ولعل ما يؤكد كلامه هو سلوك الناتو في التصعيد تجاه روسيا عبر أوكرانيا وتجاه الصين عبر تايوان وسلوك أمريكا تجاه غزة والدعم المطلق للكيان الصهيوني والنفاق السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة تجاه دول المنطقة العربية في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة ما يسمى بـ«الضربة العالمية» في الجيش الأمريكي بدء بناء قاعدتين جديدتين (القاذفات الاستراتيجية النووية) بعيدة المدى من طراز (B21 RAIDER) وعزمه شراء (100 قاذفة) أخرى من هذا الطراز، مما يمكنه من توجيه ضربات جوية في أي نقطة في العالم انطلاقا من داخل أمريكا وخلال بضعة ساعات فقط!
{ المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة هو وراء كل الحروب التي شهدتها المنطقة والعالم خلال العقود الماضية، وهو المتربح الأكبر من الحروب كتجارة! وخلف الدمار الهائل الذي أصاب عددا من الدول العربية! ومهندس الحروب الاستبدادية التي تشنها الولايات المتحدة بين وقت وآخر! وحيث قال مؤخرا أيضا السيناتور روبرت كيندي إن (حزب الديمقراطيين هو حزب المجمع الصناعي العسكري وشركات الأدوية العالمية والبنوك العالمية، وأن هؤلاء وراء الكثير من الكوارث التي تحدث في العالم)! ولذلك فإن ديك تشيني أعلن دعمه لـ«كامالا هاريس» رغم أنه جمهوري!
تصريحات روبرت كيندي جاءت على رابط قناة https://t.me//madhajimn لمن يريد الاطلاع أكثر.
{ ولأن الكيان الصهيوني هو رأس الحربة كقاعدة نوعية للولايات المتحدة والاستعمار الغربي في المنطقة! فإن هذا الكيان رغم كل البروجندا الإعلامية حول تحكمه في الولايات المتحدة إلا أنه كيان عسكري وظيفي متقدم للولايات المتحدة! وكل ما يمتلكه هذا الكيان من استعراض للقوة والغطرسة على مستوى العالم وقيامه بكل أشكال جرائم الحرب ضد الإنسانية سواء في غزة وفلسطين أو في لبنان عبر عملية «البيجر» فهو بتوافق ودعم أمريكي في ظل الصهيونية العالمية والنخبة الشيطانية التي تدير المجمع الصناعي العسكري وشركات الدواء العالمية والبنوك العالمية والولايات المتحدة هي وراء كل الكوارث والاستخدامات الشيطانية حتى للعلم والتكنولوجيا والاستخبارات! ولم تكن عملية «البيجر» في لبنان إلا واحدة من تجاربها التي ظهرت على السطح مؤخرا إيذانا بحروب المستقبل التكنولوجية أو الإلكترونية رغم أن العنوان لتلك العملية هو الكيان الصهيوني!
{ هذه الولايات المتحدة والغرب الاستعماري اللذان يقفان بكل قوة خلف الكيان الصهيوني ولا يكتفيان بكل الكوارث التي أثخنا العالم والمنطقة العربية وشعوبها بها، ليبلغ التصميم الشيطاني هذه المرة بمحاولة المجازفة بفناء الأرض والبشرية، من خلال حروب انتقلت من مواجهة روسيا بأوكرانيا إلى مواجهة المنطقة العربية بالكيان الصهيوني، والدخول في التجريب الإلكتروني لحروب المستقبل «الجيل السابع» بدءا من لبنان وما قبلها بشكل خفي!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك