العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قصة المكيف وإدارة الجودة الشاملة

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تعطل‭ ‬المكيف‭ ‬في‭ ‬منزلي،‭ ‬مما‭ ‬اضطرني‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬مكيف‭ ‬جديد،‭ ‬لأني‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬الكثيرون‭ ‬‭ ‬حاولت‭ ‬إصلاحه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬لمفك‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬للرجاءات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬بثثتها‭ ‬في‭ ‬الهواء‭.‬

رحت‭ ‬أجوب‭ ‬السوق،‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬أرشدني‭ ‬أحد‭ ‬الأخوة‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ (‬ودعوني‭ ‬أتحفظ‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬الشركة‭ ‬مؤقتًا‭)‬،‭ ‬علمًا‭ ‬أني‭ ‬قد‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬فذهبت‭ ‬وأنا‭ ‬كلي‭ ‬رجاء‭ ‬أن‭ ‬أجد‭ ‬المكيف‭ ‬المناسب‭ ‬والخدمة‭ ‬المناسبة،‭ ‬ومن‭ ‬الأكيد‭ ‬السعر‭ ‬المناسب‭.‬

دخلت‭ ‬الشركة،‭ ‬سألت‭ ‬عن‭ ‬المكيفات،‭ ‬فأرشدني‭ ‬شاب‭ ‬بحريني‭ ‬وشرح‭ ‬لي‭ ‬مواصفات‭ ‬وجميل‭ ‬مزايا‭ ‬هذا‭ ‬المكيف‭ ‬الذي‭ ‬لديهم،‭ ‬وبدأت‭ ‬عمليات‭ ‬التسويق‭ ‬الجميلة‭ ‬المزينة‭ ‬بالألوان‭ ‬الزاهية،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أتخذ‭ ‬القرار،‭ ‬قال‭ ‬الشاب‭: ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬نرسل‭ ‬لك‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬المكيفات‭ ‬حتى‭ ‬يعاين‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬وضع‭ ‬المكيف‭ ‬فيه‭ ‬وبقية‭ ‬الأمور‭ ‬اللوجستية‭ ‬حتى‭ ‬نتأكد‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬مناسب،‭ ‬والطاقة‭ ‬مناسبة،‭ ‬وكل‭ ‬الأمور‭ ‬مضبوطة‭.‬

وبالفعل‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أيام،‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الشركة،‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬موقع‭ ‬المنزل،‭ ‬فأرسلته‭ ‬له،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬سويعات‭ ‬وكان‭ ‬عند‭ ‬باب‭ ‬المنزل،‭ ‬أدخلته‭ ‬المنزل‭ ‬وأرشدته‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬فيه‭ ‬المكيف‭.‬

جال‭ ‬ببصره‭ ‬في‭ ‬الصالة،‭ ‬وضرب‭ ‬الجدار‭ ‬بيده‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬ثم‭ ‬نظر‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬الموضع‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المقترح‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬فيه‭ ‬آلة‭ ‬التشغيل‭ (‬الكمبرسر‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬الاختبارات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يفعل،‭ ‬قال‭ ‬لي‭: ‬تمام،‭ ‬المكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر،‭ ‬ثم‭ ‬غادر‭.‬

وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬ساعة،‭ ‬جاءتني‭ ‬رسالة‭ ‬عبر‭ ‬الواتساب‭ ‬بسعر‭ ‬المكيف‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬إكمالها،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬طبعًا‭ ‬تم‭ ‬الموافقة‭. ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ ‬لإتمام‭ ‬الإجراءات‭ ‬ودفعت‭ ‬المبلغ‭ ‬المطلوب‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بحسب‭ ‬الأصول‭ ‬المتبعة‭.‬

بعدها‭ ‬بحوالي‭ ‬ساعة‭ ‬جاءني‭ ‬اتصال‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الشركة،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬أنه‭ ‬يمكنهم‭ ‬تركيب‭ ‬المكيف‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬عمل‭ ‬لديهم‭ ‬بعد‭ ‬الظهر،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬أوافق‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬سريع‭ ‬جدًا،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد‭ ‬جاء‭ (‬3‭) ‬عمال‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬يشابهونهم،‭ ‬فلم‭ ‬أسأل‭ ‬عن‭ ‬جنسيتهم‭.‬

طلب‭ ‬مني‭ ‬مسؤولهم‭ ‬أن‭ ‬يعاين‭ ‬المكان،‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يعمل،‭ ‬فلم‭ ‬أجادل،‭ ‬فأنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬ذا‭ ‬جودة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أتعب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬دخل‭ ‬المنزل،‭ ‬وبدأت‭ ‬عملية‭ ‬المعاينة،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬قال‭ ‬بلكنته‭ ‬الهندية‭: ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تركيب‭ ‬المكيف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭. ‬سألته‭: ‬لماذا؟‭ ‬قال‭ ‬وبكل‭ ‬وقاحة‭ ‬وصلافة‭: ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬لا‭ ‬يصلح،‭ ‬خلاص‭. ‬وبدأ‭ ‬يشرح‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬الجدار‭ ‬وطرق‭ ‬توصيل‭ ‬الأنابيب‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬فنية‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬منها‭ ‬شيئا،‭ ‬ولكني‭ ‬قلت‭: ‬ولكن‭ ‬مندوب‭ ‬الشركة‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬التركيب‭ ‬والتثبيت‭. ‬فصرخ‭ ‬في‭ ‬وجهي‭ ‬وقال‭: ‬أنا‭ ‬أقول‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬يعني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭. ‬ثم‭ ‬سأل‭: ‬ما‭ ‬اسم‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬جاءك؟‭ ‬قلت‭: ‬لا‭ ‬أعرف،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتي‭ ‬أن‭ ‬أعرف‭ ‬أسماء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬يكفيني‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الشركة‭.‬

صرخ،‭ ‬وصرخ‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أتصل‭ ‬بالشخص‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬لي‭ ‬رسالة‭ ‬يطلب‭ ‬مني‭ ‬استكمال‭ ‬الإجراءات‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يجب،‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أتصل‭ ‬بالشخص‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لمعاينة‭ ‬المكان،‭ ‬وكذلك‭ ‬لم‭ ‬يجب،‭ ‬ثم‭ ‬سألت‭ ‬نفسي‭: ‬ماذا‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أفعل؟‭ ‬لا‭ ‬شيء‭.‬

قلت‭ ‬للشخص‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لتركيب‭ ‬المكيف‭: ‬خلاص،‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬تركيب‭ ‬المكيف،‭ ‬اتصل‭ ‬بالشخص‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬شركتكم‭ ‬وقل‭ ‬له‭ ‬ذلك،‭ ‬مع‭ ‬ذكر‭ ‬الأسباب‭ ‬حتى‭ ‬أذهب‭ ‬في‭ ‬الغد‭ ‬وأستعيد‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬دفعته‭ ‬للمكيف‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكلام‭ ‬استفزه‭ ‬بشدة‭ ‬لأنه‭ ‬أصبح‭ ‬بعدها‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الصراخ‭ ‬والوقاحة،‭ ‬ولكني‭ ‬أتذكر‭ ‬أنه‭ ‬قال‭: ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتي،‭ ‬اذهب‭ ‬أنت‭ ‬بنفسك‭.‬

عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬أغلقت‭ ‬الباب‭ ‬ودخلت‭ ‬المنزل،‭ ‬اعتقادًا‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬فلا‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬الصراخ‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬وأمام‭ ‬الناس‭. ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬دقائق‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أكلمه‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬لي‭ ‬سابقًا‭ ‬عبر‭ ‬الواتساب‭ ‬تعليمات‭ ‬الدفع‭ ‬واستكمال‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وهو‭ ‬يستفسر‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬الاتصال،‭ ‬فشرحت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬جرى،‭ ‬فطلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أحول‭ ‬الهاتف‭ ‬إلى‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬يركب‭ ‬المكيف،‭ ‬وبالفعل‭ ‬جرى‭ ‬حديث‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬فحواه،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬أمره‭ ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬المكيف‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أعاد‭ ‬لي‭ ‬الهاتف،‭ ‬وابتعد‭ ‬مع‭ ‬رفاقه،‭ ‬ودخلت‭ ‬المنزل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وأغلقت‭ ‬الباب‭.‬

بعد‭ ‬حوالي‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬سيحاول‭ ‬أن‭ ‬يركب‭ ‬المكيف‭.‬

وبالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬العمل،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أصف‭ ‬طريقة‭ ‬عمله‭ ‬وأسلوبه‭ ‬في‭ ‬الكلام،‭ ‬وكأني‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬المكيف‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬بتركيبه‭ ‬مسروق‭ ‬أو‭ ‬هدية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬صدقة،‭ ‬ولكن‭ ‬دعوني‭ ‬أذكر‭ ‬أمرين‭ ‬فقط‭:‬

الأمر‭ ‬الأول‭: ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بالتوصيلات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬ترك‭ ‬السلك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تثبيت،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬هل‭ ‬ستترك‭ ‬السلك‭ ‬هكذا؟‭ ‬فقال‭ ‬بلكنته‭ ‬الهندية‭: ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬كهربائيًا،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬في‭ ‬الكهرباء،‭ ‬يمكنك‭ ‬إحضار‭ ‬كهربائي‭ ‬يركب‭ ‬لك‭ ‬السلك‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭. ‬طبعًا‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬بصراخ‭ ‬واستحقار‭ ‬وكأني‭ ‬أطلب‭ ‬منه‭ ‬معروفا‭.‬

ومن‭ ‬الظريف‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بمد‭ ‬السلك‭ ‬الكهربائي،‭ ‬لم‭ ‬يطفئ‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬المصدر‭ ‬الأساسي،‭ ‬لذلك‭ ‬حدث‭ ‬ماس‭ ‬كهربائي‭ ‬وانطفأت‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬المنزل‭ ‬تمامًا،‭ ‬وهي‭ ‬يقول‭ ‬لي‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬الكهرباء‭ ‬موصلة،‭ ‬علمًا‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬مضاءة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬يعمل،‭ ‬عجبي‭.‬

الأمر‭ ‬الثاني‭: ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بمد‭ ‬خرطوم‭ ‬الماء،‭ ‬حتى‭ ‬يتسرب‭ ‬ماء‭ ‬المكيف‭ ‬للخارج،‭ ‬ذهبت‭ ‬لمعاينة‭ ‬خرطوم‭ ‬الماء،‭ ‬فكان‭ ‬الخرطوم‭ ‬غير‭ ‬مثبت‭ ‬في‭ ‬الجدار،‭ ‬وإنما‭ ‬تركه‭ ‬هكذا‭ ‬في‭ ‬الجو،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬المكيف‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الماء‭ ‬يتساقط‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أي‭ ‬تحكم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مراعاة‭ ‬للشارع‭ ‬أو‭ ‬المارة،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتساقط‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬أو‭ ‬المارة‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يسير‭ ‬تحت‭ ‬منزلي،‭ ‬عجبي‭.‬

فطلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬قطعة‭ ‬خرطوم‭ ‬أخرى‭ ‬فهذا‭ ‬المنظر‭ ‬ليس‭ ‬حضاريًا‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬مراعيًا‭ ‬للنواحي‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية،‭ ‬ثم‭ ‬يثبته‭ ‬في‭ ‬الجدار،‭ ‬أو‭ ‬بطريقة‭ ‬يمكن‭ ‬توصيله‭ ‬ببعض‭ ‬الأنابيب‭ ‬الموجودة‭ ‬سابقًا‭ ‬التي‭ ‬تتسرب‭ ‬منها‭ ‬مياه‭ ‬المكيفات‭ ‬إلى‭ ‬شبكة‭ ‬المجاري‭ ‬مباشرة‭. ‬

وهنا‭ ‬حدث‭ ‬الكارثة،‭ ‬انفجر‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬وكأني‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬المستحيل،‭ ‬وبدأ‭ ‬يصرخ‭ ‬ويقول‭ ‬لي‭: ‬أنت‭ ‬لا‭ ‬تفهم،‭ ‬وأنا‭ ‬لست‭ ‬سباكًا،‭ ‬اذهب‭ ‬وأحضر‭ ‬سباكا‭ ‬حتى‭ ‬ينهي‭ ‬لك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تريد،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أعمل‭ ‬عندك‭ ‬حتى‭ ‬تأمرني‭ ‬بكل‭ ‬هذا،‭ ‬وكلام‭ ‬كثير‭ ‬وقح‭ ‬لا‭ ‬أحب‭ ‬ذكره‭. ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أتصل‭ ‬بالشخص‭ ‬الذي‭ ‬اتصل‭ ‬بي،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬استجاب‭ ‬بسرعة،‭ ‬فشرحت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الأمور،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭: ‬صور‭ ‬الأخطاء،‭ ‬ثم‭ ‬سجل‭ ‬لي‭ ‬بصوتك‭ ‬شكوتك‭ ‬وأنا‭ ‬أوصلها‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭. ‬وبالفعل‭ ‬فعلت‭ ‬ما‭ ‬أراد،‭ ‬وحتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬شيء،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬استجابة‭ ‬من‭ ‬الشركة‭.‬

عمومًا،‭ ‬قال‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لتركيب‭ ‬المكيف‭ ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬مبلغا‭ ‬قدره‭ (...) ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التركيب‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬الأنابيب‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فرفضت‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬ولكن‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬أرسلت‭ ‬له‭ ‬المبلغ‭ ‬عبر‭ ‬البنفت‭.‬

عمومًا،‭ ‬عملية‭ ‬بسيطة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬ببساطة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تجر‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬المرغوب،‭ ‬لذلك‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬اتصلت‭ ‬بالسباك‭ ‬والكهربائي‭ ‬لتعديل‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬ألا‭ ‬تحدث،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬حدثت،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬فإن‭ ‬الكهرباء‭ ‬والسباك‭ ‬أخذوا‭ ‬نصيبهم‭ ‬المالي‭ ‬أيضًا‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يعمل‭ ‬مجانًا‭.‬

هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وهذا‭ ‬الأحداث‭ ‬أثارت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤل،‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وخدمة‭ ‬العملاء،‭ ‬ومنظومة‭ ‬الكايزن‭ ‬للتحسين‭ ‬المستمر‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬كثير‭ ‬متعلقة‭ ‬بالإدارة‭ ‬والتسويق‭ ‬وخدمة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬البيع‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أمور،‭ ‬ودعونا‭ ‬نتوجه‭ ‬للسادة‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركة‭ ‬ومثلهم‭ ‬الكثير،‭ ‬ونسأل‭:‬

{‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الشركات‭ ‬بإنشاء‭ ‬قسم‭ ‬يعرف‭ ‬بإدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬للتدقيق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬عمالها‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬العامة؟

{‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬المؤسسات‭ ‬بإجراء‭ ‬اختبارات‭ ‬مهنية‭ ‬للعاملين‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المهنية،‭ ‬وعندما‭ ‬ينجح‭ ‬العامل‭ ‬يمكن‭ ‬إرساله‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬العملاء‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهمة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬والتي‭ ‬قام‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬أجلها؟

{‭ ‬أيها‭ ‬السادة،‭ ‬أيتها‭ ‬المؤسسات،‭ ‬هل‭ ‬تفهمون‭ ‬أن‭ ‬العميل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬رواتبكم‭ ‬وأعمالكم‭ ‬ويفتح‭ ‬مشاريعكم‭ ‬وذلك‭ ‬نظير‭ ‬شراء‭ ‬مكيف‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬جهاز‭ ‬كهربائي،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬سلعة؟

{‭ ‬هل‭ ‬تؤمنون‭ ‬أن‭ ‬العميل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعملون‭ ‬لأجله،‭ ‬فهو‭ ‬محور‭ ‬عملكم؟

{‭ ‬هل‭ ‬تعرفون‭ ‬أو‭ ‬هل‭ ‬اطلعتم‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر‭ (‬الكايزن‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬إن‭ ‬قام‭ ‬أي‭ ‬عامل‭ ‬أو‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬بخطأ‭ ‬ما‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعديل‭ ‬هذا‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ألا‭ ‬تتراكم‭ ‬الأخطاء‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬رضا‭ ‬وسعادة‭ ‬العميل؟

هل‭ ‬تفهمون‭ ‬ماذا‭ ‬يعني‭ ‬التحسين‭ ‬المستمر،‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة،‭ ‬خدمة‭ ‬العملاء‭ ‬والتمحور‭ ‬حول‭ ‬العميل،‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك،‭ ‬ربما‭ ‬أنا‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬وهذا‭ ‬صوتي‭ ‬فقط،‭ ‬فماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لو‭ ‬فتحنا‭ ‬الباب‭ ‬للعملاء‭ ‬للتحدث‭ ‬ترى‭ ‬ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقولوا؟‭ ‬هل‭ ‬تتوقعون‭ ‬الثناء،‭ ‬ربما،‭ ‬ولكن‭ ‬صوت‭ ‬عميل‭ ‬غاضب‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬راض‭ ‬سوف‭ ‬يفسد‭ ‬عليكم‭ ‬الكثير‭.‬

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا