العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كيف نواجه هذا التهديد الجديد لأمننا الصحي؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

قضية‭ ‬صحية‭ ‬جديدة‭ ‬وعاجلة‭ ‬بدأت‭ ‬أبعادها‭ ‬الخطيرة‭ ‬تتضح‭ ‬وتنضج‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وتبينت‭ ‬انعكاساتها‭ ‬المهددة‭ ‬لحياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فقيرة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية،‭ ‬أو‭ ‬غنية‭ ‬وثرية‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الحديثة‭ ‬والمتطورة‭. ‬

وهذه‭ ‬القضية‭ ‬ستتحول‭ ‬إلى‭ ‬وباء‭ ‬مزمن‭ ‬يصعب‭ ‬علاجه‭ ‬مهما‭ ‬أنفقنا‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬وبذلنا‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬إذا‭ ‬تجاهلت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تحدياتها‭ ‬الواقعية‭ ‬العصيبة،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتحد‭ ‬جميعاً‭ ‬وتتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعض،‭ ‬وتتبادل‭ ‬المعارف‭ ‬والخبرات‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬مبكراً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتفاقم‭ ‬وتستفحل‭ ‬وتتجذر‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬البشري‭. ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬البشري‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وزارات‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تُشمر‭ ‬عن‭ ‬ساعديها‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬لفرض‭ ‬الحلول‭ ‬العملية‭ ‬المناسبة‭ ‬والكفيلة‭ ‬بمحوها‭ ‬من‭ ‬مجتمعنا‭. ‬

وقد‭ ‬تنبهتْ‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬جدية‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الحيوية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانكشاف‭ ‬وظهور‭ ‬الميكروبات‭ ‬التي‭ ‬تقاوم‭ ‬وتُبْطل‭ ‬عمل‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬للإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬ومردوداتها‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬فاستضافت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬الخاص‭ ‬بمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬للميكروبات‭ ‬المقاومة‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‮»‬‭ ‬‭(‬antimicrobial‭ ‬resistance‭ ‬or‭ ‬AMR‭).‬‮ ‬

وتزامناً‭ ‬مع‭ ‬انعقاد‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الدولي‭ ‬الصحي‭ ‬المهم،‭ ‬نُشْر‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬دولي‭ ‬شامل‭ ‬يسبر‭ ‬غور‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬والظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬الخطيرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬31‭ ‬عاماً‭ ‬وغطى‭ ‬204‭ ‬دول،‭ ‬فيؤكد‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬واقعية‭ ‬وخطورة‭ ‬التهديدات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تُشكلها‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬المتفاقمة‭ ‬حالياً‭ ‬ومستقبلاً‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭. ‬وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬اللانست‮»‬‭ ‬الطبية‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬العبء‭ ‬الدولي‭ ‬لمقاومة‭ ‬مضادات‭ ‬الميكروبات‭ ‬البكتيرية‭ ‬1990‭ ‬إلى‭ ‬2021‭: ‬تحليل‭ ‬منهجي‭ ‬وتنبؤات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬أخرى‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الطبيعة‮»‬‭ ‬الموثوقة‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬40‭ ‬مليون‭ ‬وفاة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭: ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬العدوى‭ ‬المقاومة‭ ‬للأدوية‭ ‬إلى‭ ‬70%‮»‬‭.‬‮ ‬

وتكونت‭ ‬عينة‭ ‬البحث‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬520‭ ‬مليون‭ ‬إنسان،‭ ‬وغطت‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1990‭ ‬إلى‭ ‬2021،‭ ‬كما‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬22‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الميكروبات‭ ‬المرضية‭ ‬و11‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬حيث‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬العامة‭ ‬التالية‭:‬

أولاً‭: ‬يقدر‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجراثيم‭ ‬المقاومة‭ ‬للعدوى‭ ‬والأمراض‭ ‬المصاحبة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬بنحو‭ ‬4,71‭ ‬ملايين،‭ ‬ويتضمن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬1,14‭ ‬مليون‭ ‬وفاة‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬المقاوم‭ ‬لوظيفة‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭. ‬ثانياً‭: ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة،‭ ‬وهي‭ ‬31‭ ‬عاماً‭ ‬تغيرت‭ ‬نسبة‭ ‬أنماط‭ ‬الوفيات‭ ‬بحسب‭ ‬الأعمار‭ ‬والمناطق‭. ‬ففي‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1990‭ ‬إلى‭ ‬2021‭ ‬انخفضت‭ ‬أعداد‭ ‬الوفيات‭ ‬بنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50%‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬تطعيم‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬ارتفعت‭ ‬النسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬للذين‭ ‬تتجاوز‭ ‬أعمارهم‭ ‬السبعين‭ ‬سنة‭ ‬لأنهم‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬وقوة‭ ‬على‭ ‬المناعة‭ ‬من‭ ‬العدوى،‭ ‬وهذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬

ثالثاً‭: ‬تشير‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬من‭ ‬الجراثيم‭ ‬المقاومة‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بها‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬10,13‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬معظمها‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬والكرايبين‭.‬

رابعاً‭: ‬تتنبأ‭ ‬الدراسة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2025‭ ‬إلى‭ ‬2050،‭ ‬سيشهد‭ ‬العالم‭ ‬وفاة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬39‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭ ‬بسبب‭ ‬الالتهابات‭ ‬والميكروبات‭ ‬المقاومة‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية،‭ ‬والتي‭ ‬تُطلق‭ ‬عليها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام (Superbug).

خامساً‭: ‬معظم‭ ‬الوفيات‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬التعرض‭ ‬للعدوى‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬البكتيريا‭ ‬هو‭ ‬(Staphylococcus aureus)‭ ‬الذي‭ ‬يُعدي‭ ‬الجلد،‭ ‬والدم،‭ ‬والأعضاء‭ ‬الداخلية‭ ‬لجسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الزيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬90,29%‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬البكتيريا‭ ‬المقاومة‭ ‬للمضادات‭ ‬والعدوى،‭ ‬ويُطلق‭ ‬عليها‭ ‬(gram-negative bacteria)، مثل‭ ‬(Escherichia coli) و(Acinetobacter baumannii).

فهذه‭ ‬الحالة‭ ‬المرضية‭ ‬المعقدة،‭ ‬وهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬المتشابكة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬والموجودة‭ ‬حالياً‭ ‬التي‭ ‬ستتفاقم‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬تُحذر‭ ‬منها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬وتصفها‭ ‬في‭ ‬وثائقها‭ ‬الرسمية‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التهديدات‭ ‬العالمية‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ ‬والتنمية‮»‬‭. ‬ولذلك‭ ‬فالعلاج‭ ‬الجذري‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬موحدة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭. ‬فقد‭ ‬تبنت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الخطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الدولية‭ (‬Global‭ ‬Action‭ ‬Plan‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬أثناء‭ ‬اجتماع‭ ‬‮«‬جمعية‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬وتعهدت‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأممي‭ ‬بتطوير‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬قومية‭ ‬متعددة‭ ‬القطاعات،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مدخل‭ ‬صحي‭ ‬واحد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الظاهرة‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬تعاونت‭ ‬عدة‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لها‭ ‬ووضعها‭ ‬للدول‭ ‬منها‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ومنظمة‭ ‬الغذاء‭ ‬والزراعة،‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬لصحة‭ ‬الحيوان،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬انبثق‭ ‬عن‭ ‬الخطة‭ ‬برنامج‭ ‬توعوي‭ ‬وتثقيفي،‭ ‬حيث‭ ‬أقرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أسبوعاً‭ ‬كاملاً‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تطوير‭ ‬خطتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬القومية‭.‬‮ ‬

وهناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬بروز‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالإنسان،‭ ‬والحيوان،‭ ‬والنبات‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬للإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مضادات‭ ‬حيوية‭ ‬للبكتيريا،‭ ‬أو‭ ‬الفيروسات،‭ ‬أو‭ ‬الفطريات،‭ ‬أو‭ ‬الطفيليات‭. ‬وسوء‭ ‬الإدارة‭ ‬يعني‭ ‬بالتحديد‭ ‬كثرة‭ ‬وتكرار‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المضادات‭ ‬ولحالات‭ ‬لا‭ ‬تستدعي‭ ‬وصف‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬للمريض،‭ ‬سواء‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الحيوان‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التخلص‭ ‬غير‭ ‬السليم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المضادات،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تصرف‭ ‬مع‭ ‬مياه‭ ‬المجاري،‭ ‬وهذه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الحيوان‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الجراثيم‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأدوية‭ ‬ومقاومة‭ ‬تأثيرها،‭ ‬كما‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬كفاءتها‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬دخول‭ ‬وغزو‭ ‬الأدوية‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬الخلايا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬فاعلية‭ ‬المضاد‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬الجراثيم،‭ ‬فلا‭ ‬تموت‭ ‬هذه‭ ‬الجراثيم‭ ‬وإنما‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬التكاثر‭ ‬والنمو‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭ ‬آخر‭.‬‮ ‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الحظ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الصحي‭ ‬القادم‭ ‬واضح‭ ‬ومعروف‭ ‬المعالم،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأسباب‭ ‬والعلاج،‭ ‬ولذلك‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬العلاج‭ ‬حتى‭ ‬نُجنب‭ ‬المجتمع‭ ‬البشري‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬المهلكة‭ ‬للإنسان‭ ‬والحيوان‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا