العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اللغة العربية بين غياب المسؤولية وضعف الانتماء

بقلم: د. طارق عباس

الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬وقت‭ ‬ليس‭ ‬بقليل،‭ ‬والحديث‭ ‬يدور‭ ‬عن‭ ‬الأزمة‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬سواء‭ ‬لتراجع‭ ‬مستواها‭ ‬وعدم‭ ‬تقدير‭ ‬أهلها‭ ‬لها‭ ‬وانصرافهم‭ ‬عنها،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬تدرك‭ ‬أهمية‭ ‬وقيمة‭ ‬التعاطي‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬اللغة‭ ‬وكيفية‭ ‬حلها‭.‬

ورغم‭ ‬خطورة‭ ‬أزمة‭ ‬اللغة‭ ‬وما‭ ‬أدت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬‮«‬ثقافيًّا‭ ‬وأخلاقيًّا‭ ‬ودينيًّا‮»‬،‭ ‬فلا‭ ‬تزال‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬تتفاقم‭ ‬وتتفاقم‭ ‬لتبتعد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬رويدًا‭ ‬رويدًا‭ ‬عن‭ ‬عقول‭ ‬وقلوب‭ ‬الناس‭ ‬وتفارق‭ ‬مكانتها‭ ‬اللائقة‭ ‬بها‭ ‬والمستحقة‭ ‬لها‭ ‬لتحل‭ ‬محلها‭ ‬وسيلة‭ ‬تعبير،‭ ‬لا‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬لغة،‭ ‬لا‭ ‬هي‭ ‬عربية‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬أجنبية،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬هجين‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬ومفردات‭ ‬وعبارات‭ ‬مكتسبة،‭ ‬تُكتَب‭ ‬فيها‭ ‬الكلمات‭ ‬باللاتينية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬وبالأرقام‭ ‬أيضًا،‭ ‬وتحاكى‭ ‬ألفاظًا‭ ‬مولدة‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬وسلوكياته‭ ‬وعاداته،‭ ‬وهى‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬بينما‭ ‬تفصلها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬المجتمع،‭ ‬الذى‭ ‬اختار‭ ‬لنفسه‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬اللغة،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أشد‭ ‬التزامًا‭ ‬بتقاليدها،‭ ‬لكنه‭ ‬أبعد‭ ‬إحساسًا‭ ‬بها‭ ‬وبأهميتها‭ ‬وقيمتها‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬المتناقضة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التعبير‭ ‬اللغوي‭ ‬المهجنة،‭ ‬يغرق‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬متاهة‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬استكشاف‭ ‬نفسه‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬هويته،‭ ‬ويعتقل‭ ‬نفسه‭ ‬طواعية‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬أجنبية‭ ‬يتعلمها،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬التميز‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬عربية‭ ‬مهترئة‭ ‬وممتلئة‭ ‬بأصوات‭ ‬وألفاظ‭ ‬غريبة‭ ‬وغربية،‭ ‬تمزق‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وتشرذم‭ ‬علاقاته‭ ‬لتجعلها‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬طبقي،‭ ‬الأعلى‭ ‬فيه‭ ‬لمَن‭ ‬يمتلك‭ ‬حظًّا‭ ‬وافرًا‭ ‬لأى‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وللأسف‭ ‬كلما‭ ‬كنت‭ ‬عارفًا‭ ‬بها‭ ‬ففرص‭ ‬العمل‭ ‬أمامك‭ ‬بلا‭ ‬حساب،‭ ‬وأبواب‭ ‬المجتمع‭ ‬مفتوحة‭ ‬لاحتضانك‭ ‬والفخر‭ ‬بإنجازاتك،‭ ‬وهنا‭ ‬مكمن‭ ‬الخطر‭ ‬لأن‭ ‬لكل‭ ‬لغة‭ ‬وطنًا،‭ ‬ومَن‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬لغته‭ ‬لا‭ ‬يعتز‭ ‬بوطنه‭ ‬الذى‭ ‬ينتمى‭ ‬إليه‭ ‬ولا‭ ‬يعنى‭ ‬بشؤونه‭.‬

ولا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬الإحساس‭ ‬بالانتماء‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬السقوط‭ ‬اللغوي،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجعت‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬برمتها‭ ‬‮«‬اقتصاديًّا‭ ‬واجتماعيًّا‮»‬‭ ‬وباتت‭ ‬متأثرة‭ ‬بصراعات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭.‬

وعندما‭ ‬تهون‭ ‬الأوطان‭ ‬سوف‭ ‬تهون‭ ‬اللغة،‭ ‬وعندما‭ ‬تغيب‭ ‬الثقافة‭ ‬فمَن‭ ‬الذى‭ ‬سيفكر‭ ‬في‭ ‬اللغة،‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬ستأتي‭ ‬الغيرة‭ ‬عليها؟

إن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لحماية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الفائتة‭ ‬لم‭ ‬تؤتِ‭ ‬ثمارها‭ ‬ولن‭ ‬تؤتيَ‭ ‬لأنه‭ ‬رغم‭ ‬مصداقية‭ ‬بعض‭ ‬مَن‭ ‬يبذلون‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬عندما‭ ‬وضع‭ ‬أبو‭ ‬الأسود‭ ‬الدؤلي‭ ‬‮«‬علم‭ ‬النحو‮»‬‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بتوجيه‭ ‬أعلى‭ ‬رأس‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وهو‭ ‬الخليفة‭ ‬‮«‬على‭ ‬بن‭ ‬أبى‭ ‬طالب‮»‬‭ ‬كرم‭ ‬الله‭ ‬وجهه‭ ‬ورضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬،لما‭ ‬استشعر‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وهويتها،‭ ‬بينما‭ ‬نجد‭ ‬الآن‭ ‬الكثيرين‭ ‬ينصبون‭ ‬الفاعل‭ ‬ويرفعون‭ ‬المفعول‭ ‬ويجرون‭ ‬الساكن‭ ‬ويسكنون‭ ‬المجرور‭ ‬ولا‭ ‬يقدرون‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬جملة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬السليمة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وسر‭ ‬وحدته‭ ‬المفترضة‭ ‬وهمزة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬أقطاره‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تفتقد‭ ‬للداعم‭ ‬الأكبر‭ ‬حسبما‭ ‬اعتادت‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬هنا‭ ‬فقط‭ ‬ستجد‭ ‬اللغة‭ ‬حراسًا‭ ‬لها‭ ‬يحمونها‭ ‬من‭ ‬الوافد‭ ‬والدخيل،‭ ‬ويحفظونها‭ ‬كلغة‭ ‬مقدسة‭ ‬نزل‭ ‬بها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وعندما‭ ‬يدرك‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬الوطن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬هو‭ ‬الأولى‭ ‬والأهم‭ ‬ستكون‭ ‬اللغة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬اهتماماتهم،‭ ‬فترى‭ ‬هل‭ ‬سيأتي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الزمن؟‭!‬

النجاح‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬أي‭ ‬أمة‭ ‬لن‭ ‬يتأتى‭ ‬إلا‭ ‬بتدمير‭ ‬ونسف‭ ‬لغتها،‭ ‬وتلك‭ ‬حقيقة‭ ‬وعاها‭ ‬الاستعمار‭ ‬جيدًا،‭ ‬لذلك‭ ‬استبدل‭ ‬باحتلاله‭ ‬الأرض‭ ‬احتلال‭ ‬العقول‭ ‬والضمائر،‭ ‬واستعاض‭ ‬عن‭ ‬استعمال‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة‭ ‬الغاشمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الغيورين‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬بمحاربته‭ ‬تراثهم‭ ‬وتاريخهم‭ ‬وهويتهم‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬تغييب‭ ‬وعيهم‭ ‬ومسخ‭ ‬أفكارهم‭ ‬وتحقيره‭ ‬أشرف‭ ‬ما‭ ‬يملكون‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬‮«‬اللغة‮»‬،‭ ‬وعاء‭ ‬الذكريات‭ ‬والخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬وهمزة‭ ‬الوصل‭ ‬لتعلم‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬والوعى‭ ‬بالحاضر‭ ‬وفهم‭ ‬المستقبل،‭ ‬فباللغة‭ ‬يتكلم‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬ويعبرون‭ ‬عن‭ ‬أحلامهم‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬وبها‭ ‬يمكن‭ ‬مقاومة‭ ‬العولمة‭ ‬الزاحفة‭ ‬بكل‭ ‬طغيانها‭ ‬نحو‭ ‬تدمير‭ ‬المعتقدات‭ ‬والثوابت‭ ‬ودفن‭ ‬الثقافات‭ ‬المحلية‭ ‬تحت‭ ‬قطار‭ ‬الثقافات‭ ‬الوافدة‭.‬

نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬سقط‭ ‬الضعفاء‭ ‬في‭ ‬الفخ،‭ ‬ومنهم‭ ‬كان‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬متفرجين‭ ‬على‭ ‬لغتهم‭ ‬وهي‭ ‬تُحارَب‭ ‬وتُشَوَّه‭ ‬وتُزيَّف‭ ‬وتُمتهَن‭ ‬وتُحَوَّل‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬المتحدثين‭ ‬بها،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬إتقان‭ ‬اللغات‭ ‬الأخرى‭ ‬مرهون‭ ‬بإتقان‭ ‬اللغة‭ ‬الأم،‭ ‬وأن‭ ‬الإبداع‭ ‬باللغات‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نتيجة‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬باللغة‭ ‬الأم‭.‬

فمثلًا‭ ‬الشاعر‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬عندما‭ ‬يكتب‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬يأخذنا‭ ‬لروعة‭ ‬وجمال‭ ‬جبال‭ ‬لبنان،‭ ‬وتوفيق‭ ‬الحكيم‭ ‬عندما‭ ‬يترجم‭ ‬مسرحية‭ ‬من‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬العربية،‭ ‬يضيف‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬روحه،‭ ‬ويجعلنا‭ ‬نشعر‭ ‬وكأنها‭ ‬بخطوط‭ ‬وألوان‭ ‬مصرية‭ ‬عربية،‭ ‬أما‭ ‬حالة‭ ‬التغريب‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬الآن‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أشرت‭ ‬‭ ‬فهي‭ ‬بفعل‭ ‬فاعلين،‭ ‬مستعمرين‭ ‬وعملاء‭ ‬مستعمرين،‭ ‬هدفهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬تحقير‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬وتهوينها‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬أبنائها،‭ ‬بل‭ ‬إثبات‭ ‬قصورها‭ ‬وعجزها‭ ‬عن‭ ‬مواكبة‭ ‬تطورات‭ ‬العصر‭ ‬ومتطلبات‭ ‬العلم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي،‭ ‬ونتيجة‭ ‬تكثيف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬واستمرارها‭ ‬فترات‭ ‬طويلة،‭ ‬تصور‭ ‬الحمقى‭ ‬أن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬باتت‭ ‬المرادف‭ ‬المشروع‭ ‬للتراجع‭ ‬العلمي‭.‬

إن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كنز‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬بحكم‭ ‬غزارة‭ ‬مفردات‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التعبير،‭ ‬وما‭ ‬تحويه‭ ‬من‭ ‬مدركات‭ ‬صوتية‭ ‬وصرفية‭ ‬ونحوية‭ ‬وجذور‭ ‬لغوية‭ ‬اشتُق‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬مفردة،‭ ‬ولعظمة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وقيمتها‭ ‬اختارها‭ ‬الله‭ ‬لغة‭ ‬لقرآنه‭ ‬العظيم،‭ ‬إن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬أنها‭ ‬‭ ‬أي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬‭ ‬ضاربة‭ ‬بجذورها‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ،‭ ‬فلا‭ ‬يُعرَف‭ ‬لها‭ ‬مولد،‭ ‬ولا‭ ‬يُتوقع‭ ‬لها‭ ‬شيخوخة،‭ ‬يُقال‭ ‬إنها‭ ‬لغة‭ ‬أهل‭ ‬الجنة،‭ ‬ويُقال‭ ‬إنها‭ ‬لغة‭ ‬آدم،‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تجذب‭ ‬فيه‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬إليها‭ ‬المتعلمين‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب‭ ‬وحدب،‭ ‬ينفر‭ ‬منها‭ ‬أهلها،‭ ‬ويحطون‭ ‬من‭ ‬شأنها،‭ ‬وبهذا‭ ‬نجح‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬مخططه‭ ‬والتسويق‭ ‬لرؤيته،‭ ‬وابتلع‭ ‬العرب‭ ‬الطُّعم،‭ ‬وهاموا‭ ‬في‭ ‬غربة،‭ ‬اختاروها‭ ‬بإرادتهم،‭ ‬واسْتَلَذُّوا‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬كنفها،‭ ‬وبهذا‭ ‬لا‭ ‬هم‭ ‬حَمُوا‭ ‬لغتهم،‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬أجادوا‭ ‬لغات‭ ‬الآخرين،‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬قاوموا‭ ‬مَن‭ ‬غرّبهم،‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬عاشوا‭ ‬مُعزَّزين‭ ‬مُكرَّمين،‭ ‬إنها‭ ‬مأساة‭ ‬أمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا