ثلاث وعشرون عاما من العطاء والتمكين والتميز للمرأة البحرينية، والإسهام الفاعل في التنمية المستدامة بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية، هو عمر المجلس الاعلى للمرأة، وكان ولم يزل خلف هذه النجاحات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الموقرة قرينة جلالة الملك المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، التي وضعت قاعدة صلبة للانطلاق والنجاح وكانت نظرة سموها الثاقبة لممكنات النجاح المؤسسي، هي ان يتمكن المجلس الأعلى من بناء كوادر نسوية قيادية مميزة للعمل في المجلس وتنفيذ السياسات التي تشرف سموها على وضعها ومتابعة تنفيذها، مما انعكس بشكل بارز في تعزيز مكانة المرأة البحرينية داخليا عبر تقلدها العديد من المواقع القيادية والمؤثرة كشريك أساسي داخل المجتمع، وتمكين المرأة من الوصول إلى قبة البرلمان وإلى مجلس الشورى، وإلى سلك القضاء، وإلى مجلس الوزراء، وإلى قطاع العمل الدبلوماسي، فقد تمكنت المرأة البحرينية في عام 2006 من الوصول إلى رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، علاوة على إدماج احتياجات المرأة في برامج عمل الحكومة، وخارجيا عبر تمثيله للمرأة البحرينية في المحافل الدولية والإقليمية.
ومما يميز السياسات والنشاطات التي يعتمدها المجلس الأعلى للمرأة، انها لم تستثن أي شريحة من شرائح النساء، بدءا من الاهتمام العالي والمبكر والمميز بالمرأة ذات الاحتياجات الخاصة، وصولا إلى تمكين المرأة البحرينية من التعامل مع أحدث تقنيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لاسيما بعد نقل لجنة «المرأة في مجال التكنولوجيا المالية»، من مجلس التنمية الاقتصادية، إلى المجلس الأعلى للمرأة الذي سبق وأن أشرف على تأسيس هذه اللجنة المتخصصة، وذلك من أجل دعم حضور المرأة البحرينية في مجالات علوم المستقبل، مرورا برعاية الطفولة، ورائدات الأعمال، وتأهيل المرشحات لمجلس النواب، وغيرها من الأنشطة ذات الأثر الفاعل في المجتمع. وأطلق المجلس محفظة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لدعم النشاط التجاري لرائدات الأعمال، إلى جانب مشروع ريادات.
ومن الأمور الهامة التي تسجل بأحرف من نور لصاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الاهتمام الكبيرة بالمرأة البحرينية المتزوجة من أجنبي وبأبنائها، والذي تكلل بمنحهم الجواز البحريني، فضلا عن الاهتمام بالمرأة المطلقة والمهجورة والأرملة واليتيمة وممن لا معيل لها بحيث انعكس ذلك في قرارات حكومية وفرت لها الخدمات الاسكانية المناسبة. ومما ينبغي ذكره أيضا ان المجلس الأعلى للمرأة وسبق أن اعتمد عدة خطط وطنية طموحة للنهوض بالمرأة، مثل الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2013-2022) الهادفة إلى تشجيع المؤسسات على إيجاد بيئة عمل داعمة لتحقيق التوازن بين الاستقرار الأسري والمسؤوليات الوظيفية.
وكذلك الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2023-2026) كجزء من عملية النهوض الوطني الشامل التي تشهدها مملكة البحرين في ظل العهد الإصلاحي الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم الذي باركها ومنحها الدعم والتشجيع والتي تضمنت العديد من المجالات والمحاور (الاستقرار الأسري، تكافؤ الفرص، التعلم مدى الحياة، جودة الحياة، وبيت الخبرة).
ولم تقتصر جهود تمكين المرأة على القطاع المدني كما هو معتاد في أغلب دول العالم، بل امتد إلى القطاع العسكري فمثلا نظم الاحتفال بيوم المرأة البحرينية عام 2014 تحت شعار المرأة في المجال العسكري وامتد خليجيا ليتم تنظيم ملتقى المرأة العسكرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 30 ديسمبر 2014 بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. بهدف توضيح أبعاد مشاركة المرأة الخليجية في تنمية القطاع العسكري.
فيما خصص المجلس الأعلى للمرأة الاحتفال بيوم المرأة البحرينية لعام 2016 للاحتفاء بالمرأة في القطاع العدلي والقانوني إدراكا منه لأهمية تعزيز حضور المرأة البحرينية في مجال العمل القانوني والعدلي.
كما اهتم المجلس بالقطاع التربوي والتعليمي، وقطاع البحث العلمي والتدريب، وعقد العديد من الشراكات مع المؤسسات التعليمية والتدريبية ومع الجهات التخصصية كالبنوك وغيرها لتنظيم دورات تطويرية تخصصية لتأهيل النساء في هذه المجالات بما ييسر لهن الارتقاء الوظيفي والتطور العلمي.
وأشرف على تنظيم العديد من الدراسات الحيوية مثل دراسة نظم العمل المرنة وسياسات العمل عن بعد في مملكة البحرين، ونفذ بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية والطاقة استبيانا حول الترابط العائلي، وقبلها دراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمرأة ذات الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع مركز البحرين للدراسات والبحوث.
ونظم المجلس الأعلى للمرأة تزامناً مع حملة «اتحدوا» التابعة للأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة، مجموعة تركيز بشأن متابعة تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحماية المرأة من العنف الأسري وغيرها من الانشطة ذات الأثر.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة، يسرنا ان نقدم اطيب التهاني وأسمى التبريكات إلى سيدة البحرين قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الموقرة التي تحملت المسؤولية الوطنية لأكبر مؤسسة نوعية فكانت بمستوى الثقة فكرا وانجازا وعطاء متواصلا لا توقفها التحديات ولا تعجزها الصعوبات، فواكبت مسيرة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم وأخذت على عاتقها تنفيذ شقه الخاص بالمرأة. وتحية للمرأة البحرينية رمز الإخلاص والصبر والإنجاز وكل عام وبحريننا بخير.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك