بعد فشل الهجوم الأوكراني على روسيا الاتحادية صيف العام الماضي وبعد الصمود الروسي أمام العقوبات الغربية غير المسبوقة التي بلغت أكثر من 7000 عقوبة شملت مختلف جوانب الحياة بما فيها الجوانب الثقافية والفنية والرياضية وبعد الهزائم التي تلقاها الجيش الأوكراني على الجبهة الشرقية من البلاد أعدت القيادة العسكرية الأوكرانية بدعم ومساندة من حلف الناتو وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وبولندا خطة على مدار الأشهر الماضية لاختراق الحدود الروسية من منطقة كورسك، مما يؤكد أن الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا فقط وانما بين روسيا وأوكرانيا والغرب الجماعي كما يسميهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف إلحاق الأذى بروسيا بل وتدمير الدولة الروسية كما أكد الرئيس الروسي والعديد من القادة العسكريين الروس ذلك في أكثر من مناسبة لإثارة البلبلة بين المواطنين والفوضى في المجتمع في محاولة يائسة لتحريض الناس ضد الرئيس بوتين وحكومته وللتغطية على الخسائر الفادحة التي تلقاها الجيش الأوكراني في الأرواح والتي بلّغت بالآلاف المؤلفة بين قتيل وجريح ومعوق فضلا عن تدمير اعداد كبيرة من المعدات العسكرية التي زود بها الغرب أوكرانيا بل ومصادرة كميات من الأسلحة وهي سليمة تركها الجيش الأوكراني قبل انسحابه من المناطق التي دخلها الجيش الروسي.
لقد شارك في هذه العملية أفضل العناصر في الجيش الأوكراني والنخبة من الضباط والقادة العسكريين تجاوزت أعدادهم الآلاف قامت بالتوغل في الأراضي الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية والسيطرة على العديد من القرى الواقعة على الحدود وداخل الأراضي الروسية وهي حادثة لم تشهدها روسيا الاتحادية منذ الحرب العالمية الثانية أيام الحرب الوطنية العظمى، إلا أنه بعد مضي ثلاثة أسابيع على هذا التوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية هذا التوغل الذي سخر له الغرب آلته الإعلامية بمختلف أشكالها وأنواعها من صحافة وتلفزيون وقنوات فضائية وكأنه النصر المبين لأوكرانيا وهزيمة ساحقة ومدوية لروسيا الاتحادية بل إن الرئيس الأوكراني ذهب أبعد من ذلك عندما أعلن أنه سيتم قريبا تعيين حاكم لمقاطعة كورسك وضمها الى أوكرانيا في مخالفة واضحة وأكيدة للقانون الدولي وان القوات الأوكرانية الموجودة في المقاطعة هي قوات احتلال على شاكلة القوات الصهيونية في الأراضي العربية المحتلة وقطاع غزة تؤكد كل المؤشرات والتقارير والتحليلات والتصريحات بأن ما أقدمت عليه كييف بتوغلها داخل الحدود الروسية هو خطأ كبير وفادح ومغامرة غير مبررة سوف تدفع أوكرانيا ثمنها غاليا بعد التقارير التي تشير إلى ان الجيش الروسي قد أوقف التوغل الأوكراني وتمت محاصرة القوات الأوكرانية داخل المناطق التي دخلتها، فالجيش الأوكراني غير قادر على التوغل أكثر ولا يستطيع الخروج من كورسك وان الجيش الروسي قضى على نصف القوات وان النصف الثاني المتبقي أمامه خيارين إما الموت أو الاستسلام وهما خياران أحلاهما مر، في المقابل تعاملت روسيا الاتحادية مع هذا التوغل وفق خطة عسكرية محكمة بمقتضى حالة الطوارئ التي أعلنتها تضمنت إجلاء السكان من كورسك وبيلغورود وتقديم معونات مالية لهم ومحاصرة الجيش الاوكراني الذي أصبح ضحية لهذه العملية الانتحارية التي اقدمت عليها القيادة الأوكرانية بتوجيه من دول الناتو، هذه القيادة التي لم تعط أي اعتبار لهؤلاء العساكر عندما زج بهم في معركة معروفة نتيجتها سلفا، وخصوصا ان احتلال أو ضم مناطق يحتاج إلى إمكانيات هائلة للمحافظة عليها من أولها توفير الحماية اللازمة لها للمحافظة عليها وتوفير الأمن والاستقرار ودمج الأراضي مع بقية أجزاء البلاد وغيرها من الإجراءات التي لا تستطيع أوكرانيا القيام بها في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور لأوكرانيا وحالة اليأس التي يعاني منها الجيش الأوكراني وعدم التكافؤ بين الجيشين الروسي والأوكراني.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة ماذا جنت أوكرانيا من هذا التوغل الذي ورطها الغرب فيه؟!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك