العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المبادرة الثلاثية لوقف النار في غزة.. دوافعها ونتائجها

بقلم: نبيل فهمي {

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

صدر‭ ‬بيان‭ ‬ثلاثي‭ ‬مصري‭ ‬قطري‭ ‬أمريكي‭ ‬يوم‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬الجاري‭ ‬دعت‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬الوساطة‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وإسرائيل‭ ‬حول‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والمحتجزين‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أوضاع‭ ‬القطاع‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬البنية‭ ‬الأساس‭ ‬لتمكين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم،‭ ‬وانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬حدة‭ ‬النزاع‭ ‬الأمني‭ ‬بغزة‭ ‬والخسائر‭ ‬الإنسانية‭ ‬الجسيمة‭ ‬وتداعياته‭ ‬الإقليمية‭ ‬الخطرة‭ ‬المحتملة،‭ ‬مع‭ ‬تفاقم‭ ‬النزاع‭ ‬وامتداده‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومع‭ ‬تكاثر‭ ‬الأطراف،‭ ‬تحركت‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬مجتمعة‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬تطابق‭ ‬تقديراتهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتباين‭ ‬مواقفهم‭ ‬عن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المقبولة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تفاقم‭ ‬الأمور‭.‬

مصر‭ ‬وقطر‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتهما‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولديهما‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬نتنياهو،‭ ‬حتى‭ ‬وهما‭ ‬تحثان‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬ولا‭ ‬تحبذان‭ ‬تصعيد‭ ‬الأمور‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وترفضان‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تحالف‭ ‬ضدها‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬تضع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬على‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وإيران‭ ‬ووفرت‭ ‬سلاحاً‭ ‬وعتادا‭ ‬للتصدي‭ ‬لأي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬لاغتيال‭ ‬إسرائيل‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وأرسلت‭ ‬سفناً‭ ‬وغواصات‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬ردع‭ ‬إيران‭ ‬كلية‭ ‬أو‭ ‬تحجيم‭ ‬رد‭ ‬فعلها‭ ‬وتجنب‭ ‬خسائر‭ ‬إسرائيلية‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الإدارة‭ ‬الانغماس‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬جديدة‭ ‬أثناء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وتخشى‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬الأحداث‭ ‬ذلك‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬تجاهل‭ ‬أو‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬إيرانية‭ ‬إذا‭ ‬أصابت‭ ‬أهدافاً‭ ‬إسرائيلية‭ ‬جوهرية،‭ ‬لأن‭ ‬السكوت‭ ‬يعرضها‭ ‬لانتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬مؤيدي‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومن‭ ‬المستجدات‭ ‬وغير‭ ‬المعتاد‭ ‬دبلوماسياً‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬أعلنت‭ ‬مسبقاً‭ ‬أنها‭ ‬ستتقدم‭ ‬باقتراحات‭ ‬محددة‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬التباين‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬و«حماس‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬الطرفان‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الشائك‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬يعد‭ ‬تحذيراً‭ ‬صريحاً‭ ‬بل‭ ‬تهديدا‭ ‬ضمنيا‭ ‬لطرفي‭ ‬النزاع‭ ‬بأن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يقبل‭ ‬باستمرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬ويخشى‭ ‬تفاقمها‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭.‬

ومع‭ ‬تفهمي‭ ‬وتقديري‭ ‬لرغبة‭ ‬الدولة‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬الموقف‭ ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تفهم‭ ‬مسبق‭ ‬وواضح‭ ‬بينها‭ ‬أن‭ ‬اقتراحاتها‭ ‬لن‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2735‭ ‬يوم‭ ‬الـ10‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ (‬حزيران‭) ‬الماضي‭ ‬حول‭ ‬غزة‭ ‬والمقدم‭ ‬أصلاً‭ ‬بمبادرة‭ ‬أمريكية،‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أستبعد‭ ‬قيام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ذاتها‭ ‬بمحاولة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬شركائها‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إضعاف‭ ‬بعض‭ ‬الصياغات‭ ‬وطرح‭ ‬حلول‭ ‬وسط‭ ‬مقبولة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬التزاماً‭ ‬أمريكيا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬هنري‭ ‬كيسنغر‭ ‬بعدم‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراحات‭ ‬حول‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬اطلاعها‭ ‬عليها‭.‬

واستؤنف‭ ‬بالفعل‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬يوم‭ ‬الـ15‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬بحضور‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وغياب‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬بعد،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للاشتراك‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬تنفيذية‭ ‬لما‭ ‬سبق‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬أشهر،‭ ‬وإنما‭ ‬ترفض‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لمفاوضات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬وتعطي‭ ‬غطاء‭ ‬سياسيا‭ ‬للاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وعقدت‭ ‬أولى‭ ‬الجلسات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انصب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تجنب‭ ‬توسع‭ ‬النزاع‭ ‬بعد‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وهو‭ ‬تطلع‭ ‬عقلاني‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يدفع‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬إلى‭ ‬إغفال‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأصلي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬هو‭ ‬تفعيل‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أفكار‭ ‬إسرائيلية‭.‬

ويعتقد‭ ‬كثر‭ ‬أن‭ ‬العقبات‭ ‬الرئيسة‭ ‬أمام‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬هي‭ ‬اختلافات‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬التفصيلية،‭ ‬منها‭ ‬تسلسل‭ ‬وترتيب‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والمحتجزين‭ ‬وعدد‭ ‬المحتجزين‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬ومساحة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬تنسحب‭ ‬منها‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وتردد‭ ‬أن‭ ‬الدورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬الفاشلة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬شملت‭ ‬طلبات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬إضافية‭ ‬حول‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬لتجنب‭ ‬عودة‭ ‬مسلحين‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬وتمسك‭ ‬إسرائيل‭ ‬باستمرار‭ ‬سيطرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬ممر‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬المجاور‭ ‬للحدود‭ ‬المصرية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬التفصيلية‭ ‬معلقة‭ ‬فإن‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاتفاق‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬تباين‭ ‬استراتيجي‭ ‬حول‭ ‬فكرة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬نتنياهو‭ ‬التهدئة‭ ‬ويتعمد‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬نقاط‭ ‬تنازع،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الخاص‭ ‬بغزة‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬الأوسع‭ ‬والأوضاع‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬القلق‭ ‬هو‭ ‬أقوى‭ ‬عامل‭ ‬جذب‭ ‬وتوحيد‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وإذا‭ ‬اضطر‭ ‬نتنياهو‭ ‬الى‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬لتجنب‭ ‬التصادم‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬ضغوط‭ ‬عائلات‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬فلن‭ ‬ينفذ‭ ‬سوى‭ ‬بعض‭ ‬أجزائه‭ ‬وسيواكب‭ ‬ذلك‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬لتصعيد‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬باغتيالات‭ ‬خاصة‭ ‬بـ«حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬وعمليات‭ ‬ضد‭ ‬الجنوب‭ ‬اللبناني،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مناخ‭ ‬التوتر‭ ‬شرق‭ ‬أوسطياً‭.‬

ومن‭ ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬مفاوضات‭ ‬الوساطة‭ ‬شهدت‭ ‬تراشقاً‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه،‭ ‬اتهم‭ ‬فيها‭ ‬الوزير‭ ‬بأنه‭ ‬يتبنى‭ ‬نظريات‭ ‬معادية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬لأنه‭ ‬وصف‭ ‬طموح‭ ‬نتنياهو‭ ‬بالقضاء‭ ‬كلية‭ ‬على‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬طرح‭ ‬عبثي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬إليه‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬‮«‬سي‭ ‬أن‭ ‬أن‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬تجنيد‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬لكوادر‭ ‬جديدة‭ ‬مرتفعة‭ ‬للغاية،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬أخبار‭ ‬وتسريبات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بأن‭ ‬الوفد‭ ‬التفاوضي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬نتنياهو‭ ‬قبل‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬الدوحة‭ ‬لتليين‭ ‬موقفه‭.‬

وامتدت‭ ‬اجتماعات‭ ‬الوساطة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬يوماً‭ ‬ونصف‭ ‬اليوم‭ ‬ووصف‭ ‬بيان‭ ‬ثلاثي‭ ‬مشترك‭ ‬بعد‭ ‬انتهائها‭ ‬بأن‭ ‬المناخ‭ ‬العام‭ ‬كان‭ ‬إيجابياً،‭ ‬واتفق‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفنيين‭ ‬بالقاهرة‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬مباشرة،‭ ‬للتباحث‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬التفصيلية‭ ‬والتنفيذية‭.‬

التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عناصر‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬2735،‭ ‬لأن‭ ‬إغفال‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬عناصره‭ ‬يخل‭ ‬بتوازن‭ ‬دقيق‭ ‬ويخدم‭ ‬دائماً‭ ‬الطرف‭ ‬الأقوى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وهو‭ ‬الطرف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المحتل،‭ ‬ولا‭ ‬مانع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬إيران‭ ‬وضبط‭ ‬رد‭ ‬فعلها‭ ‬لاغتيال‭ ‬هنية،‭ ‬إنما‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية‭ ‬هي‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭.‬

وأضيف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬أمر‭ ‬كاف،‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تلتزم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬يبرم‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة‭ ‬وأمينة‭ ‬وأهدافها‭ ‬تتجاوز‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬تتسق‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭.‬

ولذا‭ ‬أرى‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬خلق‭ ‬آلية‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يتفق‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬استعداد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬قوية‭ ‬جماعية‭ ‬أو‭ ‬منفردة‭ ‬إزاء‭ ‬فشل‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬خطورة‭ ‬الموقف‭ ‬وجسامة‭ ‬الجرم،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬محاسبة‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬يرفض‭ ‬الاقتراحات‭ ‬المقدمة‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬ينفذها‭ ‬بأمانة‭ ‬نصاً‭ ‬وروحاً،‭ ‬واستمرار‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الشرعية‭ ‬أو‭ ‬تجاهل‭ ‬للاقتراحات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حساب‭ ‬أو‭ ‬رد‭ ‬فعل‭.‬

هذا‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يتفق‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬التعثر‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬بعد‭ ‬المبادرة‭ ‬الثلاثية‭ ‬يخلق‭ ‬دوامة‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وينتقص‭ ‬من‭ ‬صدقية‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاث‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬صدقية‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مستقبلي،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬حول‭ ‬النزاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬فم‭ ‬البركان‭.‬

{‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية

‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا