العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حرب غزة ومستقبل الصهيونية في إسرائيل

بقلم: د. رمزي بارود {

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

لقد‭ ‬ظلت‭ ‬الفكرة‭ ‬بأن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نفسه‭ ‬تهيمن‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬التحليلات‭ ‬السياسية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭. ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬حية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭.‬

وتشير‭ ‬أغلب‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬قرارات‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬تحركها‭ ‬مصالح‭ ‬شخصية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعائلية‭.‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬مريحا‭ ‬للغاية‭ ‬وملائما‭ ‬للبعض‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظل‭ ‬غير‭ ‬دقيق‭ ‬بالمرة‭. ‬فالقائلون‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬يفترضون‭ ‬خطأً‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يعارض‭ ‬حرب‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يوافق‭ ‬تمامًا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬التكتيكات‭ ‬التي‭ ‬ظل‭ ‬يستخدمها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬الحرب،‭ ‬يؤيد‭ ‬69%‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬تكتيكات‭ ‬الاغتيالات‭ ‬اليائسة‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬نتنياهو،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقتل‭ ‬الزعيم‭ ‬السياسي‭ ‬الأعلى‭ ‬لحركة‭ ‬حماس،‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية،‭ ‬الذي‭ ‬قُتل‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬نتنياهو‭ ‬باستهداف‭ ‬زعيم‭ ‬سياسي‭ ‬يعكس‭ ‬فشله‭ ‬ويأسه،‭ ‬فكيف‭ ‬نفسر‭ ‬حماس‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬العنف؟

يكمن‭ ‬الجواب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬فيما‭ ‬حدث‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أي‭ ‬الهجوم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬غلاف‭ ‬غزة‭ ‬والهزيمة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬والحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬فيما‭ ‬وراء‭ ‬حدود‭ ‬نظرية‭ ‬الانتقام،‭ ‬التي‭ ‬هيمنت‭ ‬على‭ ‬فهمنا‭ ‬وتحليلنا‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ظلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬لسنوات‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬تتحرك‭ ‬ببطء‭ ‬وتنزلق‭ ‬تدريجيا‭ ‬نحو‭ ‬اليمين‭ ‬واليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬تطرفها‭ ‬السياسي‭ ‬تطرف‭ ‬أي‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬حكمت‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭.‬

لقد‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬أجراه‭ ‬معهد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ونُشرت‭ ‬نتائجه‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬73%‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و24‭ ‬عامًا،‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬‮«‬يمينيين‮»‬‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أمثال‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الحاليين‭ ‬إيتامار‭ ‬بن‭ ‬جفير،‭ ‬وبتسلئيل‭ ‬سموتريش،‭ ‬وأوريت‭ ‬ستروك،‭ ‬يصنفون‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬يمينيون‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يستنتج‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الشباب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يصنفون‭ ‬عمليا‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬متطرفون‭ ‬يمينيون‭.‬

هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬أنفسهم‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬نواة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وحركة‭ ‬الاستيطان‭. ‬إنهم‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬ينفذون‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والمذابح‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويعملون‭ ‬كجنود‭ ‬مشاة‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬العنصرية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭.‬

هناك‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬شرح‭ ‬كيفية‭ ‬تحول‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬يميني‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬وكيف‭ ‬أصبح‭ ‬الشباب،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬يلعبون‭ ‬دورهم‭ ‬كحراس‭ ‬بوابة‭ ‬النسخة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬القومية‭ ‬الانتحارية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التفسير‭ ‬واضحا‭. ‬إن‭ ‬التطرف‭ ‬اليميني‭ ‬الموغل‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬تطور‭ ‬طبيعي‭ ‬للأيديولوجية‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬كانت،‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬أشكالها‭ ‬‮«‬ليبرالية‮»‬،‭ ‬مبنية‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬العرقية،‭ ‬والشعور‭ ‬بالتفوق‭ ‬العنصري‭ ‬والعنف‭ ‬المتوقع‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصهيونية‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬بكل‭ ‬مظاهرها‭ ‬اتبعت‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬نفس‭ ‬مسار‭ ‬الاستعمار‭ ‬الاستيطاني‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

لقد‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالليبراليين‭-‬ممثلين‭ ‬في‭ ‬المستويات‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬ودوائر‭ ‬الأعمال‭ ‬وبعض‭ ‬الجماعات‭ ‬السياسية‭ ‬الوسطية‭ ‬واليسارية‭ ‬‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الاستعماري‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة،‭ ‬ونظام‭ ‬ليبرالي‭ ‬انتقائي‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬اليهود‭. ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬أفكار‭ ‬أخرى‭. ‬فلسنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬ظل‭ ‬معسكر‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بقيادة‭ ‬نتنياهو‭ ‬نفسه،‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬أعدائه‭ ‬الأيديولوجيين‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬خونة،‭ ‬حتى‭ ‬أنهم‭ ‬تجرأوا‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬سلام‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬مجرد‭ ‬واجهة،‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

أراد‭ ‬اليمين‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التواصل‭ ‬الإقليمي‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«إسرائيل‭ ‬ذاتها‮»‬‭ ‬والمستوطنات‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬ليس‭ ‬تواصلا‭ ‬ماديًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تواصلا‭ ‬أيديولوجيًا‭ ‬أيضًا‭. ‬هكذا‭ ‬تحرك‭ ‬المستوطنون‭ ‬ببطء،‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬من‭ ‬هامش‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حتى‭ ‬بلغوا‭ ‬مركز‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وأصبحوا‭ ‬يديرون‭ ‬اليوم‭ ‬دفتها‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭ ‬وشهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬شهدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إجراء‭ ‬خمس‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬مختلفة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬أغلبها‭ ‬ظل‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬الانتخابات،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬معركة‭ ‬تاريخية‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتحديد‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬واتجاه‭ ‬الصهيونية‭.‬

وفي‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فاز‭ ‬المتطرفون‭ ‬اليمينيون،‭ ‬وشكلوا‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأكثر‭ ‬استقرارا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬اليمين‭ ‬مستعداً‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬السياسية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬القضائية،‭ ‬حدث‭ ‬الهجوم‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

في‭ ‬مستهل‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬والعواقب‭ ‬التي‭ ‬أعقبته‭ ‬يشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬لكل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭: ‬الجيش‭ ‬المهين،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المتدهورة،‭ ‬والساسة‭ ‬المتواضعين،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المرتبكة،‭ ‬والجماهير‭ ‬الغاضبة‭.‬

لكن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬كان‭ ‬يواجهه‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬تشكيل‭ ‬مستقبل‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأجيال‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬أهمية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنتنياهو‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬معسكر‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والذي‭ ‬تحطم‭ ‬برنامجه‭ ‬السياسي‭ ‬والإيديولوجي‭ ‬بالكامل،‭ ‬وعلى‭ ‬الأرجح‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭.‬

وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬التناقضات‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬دوافع‭ ‬نتنياهو،‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬نفسها؛‭ ‬والانتقادات‭ ‬الواسعة‭ ‬لفشله‭ ‬العام،‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬أفعاله‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التناقضات‭ ‬الأخرى‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬الالتباس‭ ‬الظاهري‭ ‬ببساطة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قدرة‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬التلاعب‭ ‬بالإسرائيليين‭. ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬فقد‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬كل‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نتنياهو،‭ ‬فمن‭ ‬دونه‭ ‬كشخصية‭ ‬موحدة،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬سيضيع،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فرص‭ ‬معسكر‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬مستقبل‭ ‬الصهيونية‭ ‬ذاته‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا