العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الهدنة المرتقبة والنوايا الإسرائيلية

بقلم: عمرو الشوبكي

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

انتهت‭ ‬مفاوضات‭ ‬الدوحة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وقطر‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأعلن‭ ‬الوسطاء‭ ‬أنه‭ ‬حدث‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات،‭ ‬وأن‭ ‬الجميع‭ ‬سيجتمعون‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬لاستكمال‭ ‬الترتيبات‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالهدنة‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الهدوء‭ ‬المستدام‮»‬،‭ (‬التعبير‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬تعبير‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توافقًا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬الحاكم‭ ‬للهدنة،‭ ‬وأن‭ ‬الاجتماع‭ ‬القادم‭ ‬سيناقش‭ ‬التفاصيل‭ ‬الفنية‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬غير‭ ‬دقيق،‭ ‬وفق‭ ‬التصريحات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نقاط‭ ‬خلافية،‭ ‬وأيضًا‭ ‬بعض‭ ‬تصريحات‭ ‬قادة‭ ‬حماس‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬ذلك‭.‬

إن‭ ‬التعقيدات‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬‭ ‬والذي‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬مقترح‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬ونال‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعرقل‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬هدنة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الحرب‭ ‬الأساسي‭ ‬ليس‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬حماس،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬إسرائيل،‭ ‬إنما‭ ‬قتل‭ ‬وتهجير‭ ‬وتجويع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬بين‭ ‬جيش‭ ‬نظامي‭ ‬مدجج‭ ‬بالسلاح‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وتنظيم‭ ‬مقاوم‭ ‬مسلح‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثمانية‭ ‬الأولى،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬لأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تحقق‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬عسكري‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬مبرر‭ ‬واحد‭ ‬لإطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬إلا‭ ‬قتل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

إن‭ ‬عرقلة‭ ‬الهدنة‭ ‬المرتقبة‭ ‬بوضع‭ ‬عراقيل‭ ‬جديدة،‭ ‬منها‭ ‬تجاهل‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬انسحاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬‮«‬فلاديلفيا‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬معبر‭ ‬رفح،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تمسك‭ ‬إسرائيل‭ ‬بفصل‭ ‬مسارات‭ ‬المراحل‭ ‬الثلاث‭ ‬من‭ ‬الهدنة‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬ستؤدى‭ ‬إلى‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مقابل‭ ‬33‭ ‬أسيرًا‭ ‬إسرائيليًّا،‭ ‬وترغب‭ ‬بعدها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬أن‭ ‬تتفاوض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬إطار‭ ‬جديد‭ ‬لاستمرار‭ ‬الهدنة،‭ ‬وتدخل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانية،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬يهدم‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬للصفقة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تريد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬شروطها‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬وقف‭ ‬مؤقت‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬يستمر‭ ‬أسابيع‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬أعقابه‭ ‬أسراها،‭ ‬ثم‭ ‬تستأنف‭ ‬القتال‭.‬

وحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬لم‭ ‬تعلن‭ ‬إسرائيل‭ ‬موافقتها‭ ‬القاطعة‭ ‬على‭ ‬المقترح‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بل‭ ‬ارتكبت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجزرة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬مئات‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭.‬

ستبقى‭ ‬الهدنة‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة‭ ‬وغير‭ ‬مستحيلة‭ ‬مادامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تعتبرها‭ ‬مؤقتة،‭ ‬وترفض‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬القبول‭ ‬بوقف‭ ‬كامل‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬أبدت‭ ‬مرونة،‭ ‬وقبلت‭ ‬تعبير‭ ‬‮«‬الهدوء‭ ‬المستدام‮»‬‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بحيث‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬القتال‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يُستخدم‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭.‬

ستبقى‭ ‬الهدنة‭ ‬معلقة‭ ‬مادامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أصرت‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬هدنة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬صفقة‭ ‬تحصل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أسراها،‭ ‬ثم‭ ‬تستأنف‭ ‬الحرب‭ ‬وجرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا