العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أبعاد ومظاهر النهضة العمرانية في البحرين

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٩ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

تشهد‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ -‬أيده‭ ‬الله‭- ‬التي‭ ‬نحتفل‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بمرور‭ ‬خمسة‭ ‬وعشرين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬جلالته‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭- ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬نهضة‭ ‬عمرانية‭ ‬كبيرة‭ ‬تعزز‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السكاني‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ويشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ضخامة‭ ‬التكاليف‭ ‬والموازنات‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬الموارد‭ ‬والتأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬للأزمات‭ ‬المالية،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬بلادنا‭ ‬إنشاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬مثل‭ ‬مدينة‭ ‬سلمان‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬حضارية‭ ‬متقدمة‭ ‬وببنية‭ ‬تحتية‭ ‬متكاملة‭ ‬وهي‭ ‬تحفة‭ ‬معمارية‭ ‬حقيقية‭ ‬عززت‭ ‬البيئة‭ ‬العمرانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وخففت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬انتظار‭ ‬المواطنين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭.‬

كما‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬افتتاح‭ ‬مدينة‭ ‬خليفة‭ ‬وهي‭ ‬تحفة‭ ‬معمارية‭ ‬أخرى‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬بنيتها‭ ‬الأساسية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬خلق‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬منسجم‭ ‬وحضاري،‭ ‬وتأتي‭ ‬مدينة‭ ‬شرق‭ ‬الحد‭ ‬وشرق‭ ‬سترة‭ ‬اللتان‭ ‬تعدان‭ ‬رئة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬الناجحة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تنجزها‭ ‬الشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والعقارية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬استكمالا‭ ‬للتوجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ببناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬مختلف‭ ‬الرغبات‭ ‬والتي‭ ‬تلقى‭ ‬رواجا‭ ‬كبيرا‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬إسكانية‭ ‬نوعية‭ ‬ومتميزة‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬

وبإمكاننا‭ ‬ان‭ ‬نسترسل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬استرسالا‭ ‬طويلا‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الإنجاز،‭ ‬لكننا‭ ‬نكتفي‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬لأنها‭ ‬معلومة‭ ‬للقاصي‭ ‬والداني‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬الاهتمام‭ ‬الحكومي‭ ‬البالغ‭ ‬بالتطور‭ ‬الحضاري‭ ‬للبحرين‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوضع‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بالاستقرار‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬إلا‭ ‬باكتمال‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬الأساسية‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تنفذ‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬وسياسات‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخطط‭ ‬التطويرية‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬باستخدام‭ ‬أفضل‭ ‬للموارد‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬نتجول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬متكاملة‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬الشكل‭ ‬والبنية‭ ‬والخدمات،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬صالحة‭ ‬للسكن‭ ‬بما‭ ‬يتوافر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬مريحة‭ ‬للعيش‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬يتوافر‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭.‬

أما‭ ‬الجانب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النهضة‭ ‬العمرانية‭ ‬الكبيرة‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أقصاها‭ ‬إلى‭ ‬أقصاها‭ ‬مشاريع‭ ‬إنشائية‭ ‬لتطوير‭ ‬وتحسين‭ ‬وتجديد‭ ‬خطوط‭ ‬وإمدادات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وتوسعة‭ ‬الشوارع‭ ‬وبناء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجسور‭ ‬لتستوعب‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬وهي‭ ‬إنجازات‭ ‬نشاهدها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬شمالا‭ ‬وجنوبا‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا‭ ‬وكلها‭ ‬أعمال‭ ‬تهدف‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبحرين‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬النهضة‭ ‬العمرانية‭ ‬المتكاملة‭ ‬تؤكد‭ ‬حجم‭ ‬الجهود‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ -‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭- ‬لتوفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصادقة‭ ‬لتحسين‭ ‬وضع‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬باعتباره‭ ‬هدف‭ ‬التنمية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا