يحتفل العالم في اليوم الثاني عشر من أغسطس باليوم الدولي للشباب، فماذا يعني لنا الشباب؟ هل هو مجرد رقم يشير لعمر الإنسان، أم أنه مرحلة عمريـة مرتبطة بالعطـاء والإنجاز والهـمة؟ وبالتالي فإن على الشباب مسئولية مضاعفة في الدفاع عن بلادهم ورفع راياتها عالية في مختلف سوح الحياة، والإسهام الفاعل في مسيرتها التنموية، والإدراك العميق لانشغالات شعوبهم، ومتطلبات رقيها. دعونا أولا نرى ماذا تريد الجمعية العامة للأمم المتحدة في إعلانها تخصيص يوم دولي للشباب.
في عام 1998 عقدت الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب، في مدينة لشبونة عاصمة البرتغال للمدة (8 - 12 أغسطس 1998)، وتضمن أحد توصياتها اعتماد يوم 12 أغسطس بوصفه يوم الشباب الدولي، لأجل تركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في بناء المجتمع العالمي المعاصر. وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك التوصية بعد ذلك في دورتها الرابعة والخمسين في قرارها 54/120 المعنون «السياسات والبرامج المتصلة بالشباب» (المؤرخ في 17 ديسمبر 1999). وأوصت الجمعية العام للأمم المتحدة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذه المناسبة باعتبارها وسيلة لإذكاء الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب الذي سبق أن اعتمدته الجمعية العامة في عام 1996.
كما أصدر مجلس الامن الدولي في التاسع من ديسمبر 2015 قرارا بشأن الشباب والسلام والأمن يؤكد الحاجة الملحة إلى إشراك الشباب في تعزيز السلام ومكافحة التطرف، ويعد الشباب شركاء مهمين في الجهود العالمية بهذا المجال.
وعليه، فإن اليوم الدولي للشباب هو يوم للتذكير وتأكيد أهمية الدور الفاعل للشباب في مختلف مجالات الحياة.
وفي مملكة البحرين يتزامن هذا العام الاحتفال بهذا اليوم بالإنجازات الرياضية الكبيرة التي حققها الشباب البحريني في أولمبياد باريس 2024 فقد حصلت على الموقع الاول عربيا والـ (33) عالميا من بين نحو (204) دول مشاركة في الأولمبياد.
وما يمثله ذلك من فخر للبحرين، فهو يعكس من جانب اهتمام قيادة وحكومة البحرين بتأهيل شبابها وتوفير أرقى متطلبات التدريب والدعم المعنوي والمادي، ومن جانب آخر يعكس حرص الشباب على بذل أقصى الجهود للارتقاء باسم البحرين في هذا المحفل الدولي الهام، وهذا ما اكد عليه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر بالقول «إن الإنجاز الكبير الذي حققه فريق البحرين والمستوى المشرف الذي ظهرت به مملكة البحرين في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 هو تجسيد لما يحظى به القطاع الرياضي من دعم واهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، والذي يمثل الدافع الأكبر لكل أبناء البحرين لمواصلة حصد النجاحات ورفع راية البحرين عاليا بما يسهم في ترسيخ المكانة المتميزة للمملكة في البطولات المحلية والاقليمية والدولية».
ولم يقتصر دعم واحتضان قيادة المملكة وحكومتها الرشيدة للشباب على القطاع الرياضي بل يمتد إلى مختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع البحريني، حيث إن لهم الاولوية والمكانة المتميزة في مجال ريادة الأعمال لاسيما ريادة الأعمال الرقمية، والنشاطات الاستثمارية التي تتميز بالديناميكية والقدرة على الارتقاء والتطور، وفتحت أمامهم أفضل مجالات التمويل والدعم سواء من خلال صندوق العمل تمكين أو بنك البحرين للتنمية أو من خلال مبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء العديدة. كما أتاحت لهم فرص التعليم والتدريب المتميز من خلال برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية الذي تم تدشينه عام 1999 والذي يهدف إلى تمكين الشباب البحريني المتميز من الجنسين من تلقي العلوم في أرقى الجامعات العالمية والمساهمة بفاعلية في مسارات التنمية المختلفة ودعم مسيرة التقدم والنماء في المملكة. كما تتميز مملكة البحرين على المستوى الاقليمي والدولي ببرنامج رئيس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية من خلال انتداب الكفاءات البحرينية الشابة والمتميزة في عملها في الإدارات الحكومية للتدريب الارتقائي مدة عام واحد في مكتب رئيس مجلس الوزراء على طرق البحث والتحليل والقيادة بما يخدم عملهم الأساسي في جهاتهم الحكومية ويؤهلهم للارتقاء للوظائف الادارية والتنفيذية العليا في المستقبل، وغيرها الكثير من البرامج والمبادرات التي تسعى إلى منح الشباب موقعا متميزا على صعيد الدولة والمجتمع وبما يسرع من تحقيق التنمية المستدامة.
وهكذا نجد أن قيادة مملكة البحرين تضع الشباب أمام مسؤولياتهم التاريخية في بناء بلادهم والنهوض المتواصل بتنميتها ليكونوا خير خلف لخير سلف.
أطيب التهاني وأسمى التبريكات لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما حققه شباب البحرين من إنجازات رياضية رفيعة. وكل عام والبحرين شباب دائم وعطاء متواصل.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك