العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حضارة الغرب والانهيار من الداخل

بقلم: جميل مطر

الأحد ١١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

عرفت‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬ليجعلني‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬احترامها‭ ‬والدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مدركا‭ ‬لتجاوزات‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬وحساسا‭ ‬لمبالغات‭ ‬كهنتها‭ ‬وسقطات‭ ‬المبشرين‭ ‬بها‭. ‬درست‭ ‬الديمقراطية‭ ‬باعتبارها‭ ‬هي‭ ‬والحقوق‭ ‬النابعة‭ ‬منها‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتفرعة‭ ‬عنها‭ ‬أهم‭ ‬أسس‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭. ‬درستها‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬خيرة‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬النظرية‭ ‬السياسية‭ ‬وتاريخ‭ ‬الفلسفة‭ ‬ونظم‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬بطرس‭ ‬غالي‭ ‬وتوفيق‭ ‬رمزي‭ ‬وشابان‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬الأساتذة،‭ ‬هما‭ ‬فتح‭ ‬الله‭ ‬الخطيب‭ ‬وإبراهيم‭ ‬صقر،‭ ‬عائدان‭ ‬لتوهما‭ ‬من‭ ‬جامعتين‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

أذكر‭ ‬جيدا‭ ‬مناقشات‭ ‬حادة‭ ‬كانت‭ ‬تجرى‭ ‬بيننا‭ ‬كطلبة‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأساتذة‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬النظرية‭ ‬السياسية‭ ‬كالعقد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فأجواء‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬حبلى‭ ‬بتغيرات‭ ‬شتى‭ ‬أكثرها‭ ‬يدعو‭ ‬الى‭ ‬إصلاح‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كما‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬طبقت‭ ‬قبل‭ ‬الثورة،‭ ‬كنا‭ ‬متفائلين‭ ‬بعزمنا‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬وعد‭ ‬الثوار‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬الجيش‭ ‬والمدنيين‭ ‬المتحمسين‭ ‬للتغيير‭ ‬بإقامة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬حقيقية‭. ‬كانت‭ ‬الحماسة‭ ‬جارفة‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬مناقشاتنا‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬الكلية‭ ‬ومقهاها‭ ‬إلى‭ ‬صالات‭ ‬الضيوف‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬النوادي‭ ‬الاجتماعية‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬حرم‭ ‬الجامعة‭ ‬وأحيانا‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬اتسعت‭ ‬مقار‭ ‬سكناهم‭ ‬لاستضافة‭ ‬النقاشات‭.‬

مع‭ ‬الوقت‭ ‬استمر‭ ‬الجدل‭ ‬ولكن‭ ‬متأثرا‭ ‬بالتحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬ثم‭ ‬تراخى‭ ‬الجدل‭ ‬لصالح‭ ‬إقامة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬يناسب‭ ‬ظروفنا‭ ‬‮«‬الخاصة‮»‬‭. ‬وأخيرا‭ ‬توقف‭ ‬مع‭ ‬تبني‭ ‬أنواع‭ ‬شتى‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬لتحل‭ ‬محل،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬جانب،‭ ‬مؤسسات‭ ‬تمثيلية‭ ‬مختلطة‭ ‬بين‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬والجديد‭ ‬المبتكر‭ ‬محليا‭ ‬أو‭ ‬المستورد‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬أوروبا‭. ‬غابت‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬الفكرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬وضع‭ ‬بذورها‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭. ‬لم‭ ‬تعش‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬عاشت‭ ‬صوريا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭. ‬كنت‭ ‬هناك‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬وعائها‭ ‬الغربي‭. ‬عاشت‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬الهند‭. ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬كنت‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬بديعة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الإنجليزية‭ ‬غير‭ ‬متأثرة‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬بظروف‭ ‬مجتمع‭ ‬آسيوي‭ ‬شديدة‭ ‬كانت‭ ‬تعقيداته‭ ‬ومكوناته‭. ‬عشت‭ ‬فترتي‭ ‬هناك‭ ‬شاهدا‭ ‬مستمتعا‭ ‬بمتابعة‭ ‬تجربة‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬الاحترام‭ ‬السياسي‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬متنافسة‭. ‬عاشت‭ ‬التجربة‭ ‬الهندية‭ ‬طويلا‭ ‬وإن‭ ‬شابتها‭ ‬مؤخرا‭ ‬علامات‭ ‬التعب‭ ‬والاستسلام‭ ‬لقوى‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تحتمل‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعددية‭ ‬سياسية‭ ‬وعرقية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭. ‬يعود‭ ‬للهند‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬ولإيطاليا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬بقائي‭ ‬على‭ ‬التزامي‭ ‬واحترامي‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬أجزاء‭ ‬عديدة‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬ما‭ ‬درجنا‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬حضارة‭ ‬الغرب‭.‬

هذه‭ ‬الحضارة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها،‭ ‬يتعرض‭ ‬الآن‭ ‬لعوامل‭ ‬تعرية‭ ‬تهدد‭ ‬تماسك‭ ‬وتناسق‭ ‬مختلف‭ ‬الأجزاء‭ ‬المكونة‭ ‬لهذه‭ ‬الحضارة‭. ‬تتخذ‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مظاهر‭ ‬شتى‭ ‬أو‭ ‬تختفي‭ ‬داخل‭ ‬تطورات‭ ‬ذات‭ ‬مغزى،‭ ‬أعرض‭ ‬هنا‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر‭ ‬والتطورات‭ ‬بإيجاز‭ ‬شديد‭:‬

أولا‭: ‬احتمال‭ ‬عودة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬سوف‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬واردا‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬تعلن‭ ‬فيه‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬ويبقى‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬الديمقراطية‭ ‬قائما‭ ‬في‭ ‬الحالتين،‭ ‬فاز‭ ‬ترامب‭ ‬أو‭ ‬خسر‭. ‬متابعتي‭ ‬للأحوال‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬يعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬تصاعدت‭ ‬فيها‭ ‬التوترات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأن‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬لن‭ ‬يتحملها‭ ‬طويلا‭. ‬تبقى‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬العقل‭ ‬الأمني‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬الأمريكي‭ ‬عندما‭ ‬وقع‭ ‬اقتحام‭ ‬الكونجرس‭ ‬وتهديد‭ ‬حياة‭ ‬النواب‭ ‬والنظام‭ ‬السياسي‭ ‬للخطر‭. ‬مؤخرا،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬التهديد‭ ‬الضمني‭ ‬بأن‭ ‬شيئا‭ ‬عميقا‭ ‬سوف‭ ‬يتغير‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الحضارية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬جانبها‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬خلال‭ ‬ولايته‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬غيبتها‭.‬

ثانيا‭: ‬للمرة‭ ‬الرابعة‭ ‬يقف‭ ‬بيبي‭ ‬نتنياهو‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس‭ ‬خطيبا‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬متهما‭ ‬آت‭ ‬لتوه‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬أطلقها‭ ‬انتقاما‭ ‬لعملية‭ ‬نفذتها‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭. ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬للكونجرس،‭ ‬قلعة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬بحسب‭ ‬أداء‭ ‬فريق‭ ‬في‭ ‬النخبة‭ ‬السياسية،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬ليست‭ ‬بريئة‭ ‬الغرض‭ ‬وليست‭ ‬لصالح‭ ‬مفهوم‭ ‬حضارة‭ ‬الغرب‭. ‬هدفها‭ ‬المعلن‭ ‬تثبيت‭ ‬وتأكيد‭ ‬تواطؤ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬شريرة‭ ‬ضد‭ ‬شعب‭ ‬أعزل‭ ‬إذا‭ ‬قورن‭ ‬بقوة‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬المدعومة‭ ‬بقوات‭ ‬قوة‭ ‬عظمى‭. ‬لم‭ ‬يبخل‭ ‬الضيف‭ ‬بعبارات‭ ‬تحمل‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭ ‬إنما‭ ‬تشنها‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أمريكا‭ ‬وحضارة‭ ‬الغرب‭. ‬أتفهم‭ ‬غضب‭ ‬العقلاء‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬اعتبروا‭ ‬مظاهرة‭ ‬تصفيق‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلسين،‭ ‬أو‭ ‬أغلبيتهم،‭ ‬مرارا‭ ‬ووقوفا‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مقززا‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬تجسيدا‭ ‬لحضارة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬انحدار‭.‬

ثالثا‭: ‬سمعنا‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة،‭ ‬‮«‬مقززا‮»‬،‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬ترددت‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬أخرى‭ ‬تنتمي‭ ‬الى‭ ‬الحضارة‭ ‬نفسها‭ ‬تعقيبا‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬احتفال‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بافتتاح‭ ‬أولمبياد‭ ‬2024‭. ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كان‭ ‬يفاخر‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬وهي‭ ‬تشن‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬إنما‭ ‬تلتزم‭ ‬مبادئ‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬وتدافع‭ ‬عنها،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬فكان‭ ‬المنحى،‭ ‬تبريرا‭ ‬لمشاهد‭ ‬الحفل‭ ‬وفلسفته،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬فرنسا،‭ ‬بتأليف‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الحفل،‭ ‬تضيف‭ ‬وبفخر‭ ‬شديد‭ ‬فصلا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬لعله‭ ‬سوف‭ ‬يصبح‭ ‬الفصل‭ ‬الأشد‭ ‬قبحا‭ ‬وإباحية‭ ‬وإلحادا،‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حكمت‭ ‬به‭ ‬أصوات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ذاتها‭ ‬وفي‭ ‬أمريكا‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭.‬

رابعا‭: ‬أسمع‭ ‬أصواتا‭ ‬أوروبية‭ ‬النشأة،‭ ‬وبعضها‭ ‬وربما‭ ‬أقواها‭ ‬أثرا‭ ‬من‭ ‬ألمانيا،‭ ‬تعرب‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬خضوع‭ ‬أوروبا‭ ‬للهيمنة‭ ‬الأمريكية‭. ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الهيمنة‭ ‬فقدت‭ ‬أوروبا،‭ ‬وألمانيا‭ ‬بخاصة،‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬وهي‭ ‬السيادة‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إليها‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬وحققتها‭ ‬السيدة‭ ‬أنجيلا‭ ‬ميركل‭ ‬ثم‭ ‬شاءت‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬تشعل‭ ‬حربا‭ ‬باردة‭ ‬جديدة‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬راحت‭ ‬ضحيتها‭ ‬هذه‭ ‬السيادة‭ ‬و«سيادات‮»‬‭ ‬أوروبية‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬الصناعة‭ ‬الإلكترونية‭. ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬صارت‭ ‬أوروبا‭ ‬بالفعل‭ ‬تابعة‭ ‬لأمريكا‭. ‬أسمع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬ما‭ ‬يردد‭ ‬خشية‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تفسد‭ ‬أمريكا‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬الحضارة‭ ‬التي‭ ‬تدين‭ ‬بوجودها‭ ‬لأوروبا‭ ‬وليس‭ ‬لأمريكا‭. ‬يخشون‭ ‬أن‭ ‬تفسدها‭ ‬وتعيد‭ ‬تصديرها،‭ ‬أو‭ ‬بالمعنى‭ ‬الأدق،‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬حضارة‭ ‬الغرب‭. ‬جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬تتهم‭ ‬الصهيونية‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬‮«‬السيادة‮»‬‭ ‬الألمانية‭.‬

يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مرحلة‭ ‬بدأت،‭ ‬ينشط‭ ‬فيها‭ ‬الفكر‭ ‬السياسي‭ ‬الأوروبي‭ ‬باحثا‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬سليم‭ ‬وسلمي‭ ‬لمأزق‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬حضارات‮»‬‭ ‬باردة‭ ‬متصاعدة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا