العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قواعد جديدة للصراعات الإقليمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٥ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

تتسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬والتي‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬أحداثها‭ ‬بين‭ ‬أزمة‭ ‬وأخرى‭ ‬فإنها‭ ‬تفضي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬مفادها‭ ‬أننا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬احتدام‭ ‬الصراعات‭ ‬وتشابكها‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬فرضت‭ ‬قواعد‭ ‬اشتباك‭ ‬جديدة‭ ‬وغير‭ ‬مألوفة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أطرافها‭ ‬أو‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتسم‭ ‬بالصراع‭ ‬المنضبط‭.‬

خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬متتالية‭ ‬مثلت‭ ‬تحديا‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعياته‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬تطلب‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬انتهت‭ ‬بانتهاء‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬وربما‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إن‭ ‬التحديات‭ ‬ذاتها‭ ‬كانت‭ ‬سمة‭ ‬لأقاليم‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه،‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬احتدمت‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو؟‭ ‬والأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬كلمات‭ ‬المقال‭ ‬لسردها‭ ‬ولكن‭ ‬ببساطة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أولها‭: ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬آل‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬صراعات‭ ‬داخلية‭ ‬مسلحة‭ ‬محتدمة‭ ‬رافضة‭ ‬الحوار‭ ‬كآلية‭ ‬لإنهائها‭ ‬والنتيجة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هدم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬يعني‭ ‬هدم‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬حاصل‭ ‬جمع‭ ‬تلك‭ ‬الوحدات‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬باري‭ ‬بوذان‭ ‬أحد‭ ‬منظري‭ ‬نظرية‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وثانيها‭: ‬التنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بذات‭ ‬الحدة‭ ‬حتى‭ ‬إبان‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬ذاتها،‭ ‬حيث‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعسكرة‭ ‬ذلك‭ ‬التنافس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتيح‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مأمولاً‭ ‬لها،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تراجع‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لصالح‭ ‬الأجندات‭ ‬الأمنية‭ ‬العالمية،‭ ‬وثالثها‭: ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الدول،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬بأنها‭ ‬ضمن‭ ‬تفاعلات‭ ‬الصراعات‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬أضحت‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬محرك‭ ‬لها‭.‬

‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬فالقائمة‭ ‬تطول،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمة‭ ‬عوامل‭ ‬كانت‭ ‬محركة‭ ‬لتلك‭ ‬الصراعات‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬أضحت‭ ‬هي‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬سواء‭ ‬للدول‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬قدرة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬تسلح‭ ‬تقليدي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الصراعات‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬سهولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتوظيفها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سيئ‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬سبل‭ ‬دولية‭ ‬لمحاسبة‭ ‬مرتكبي‭ ‬جرائمها،‭ ‬وثانيها‭: ‬توظيف‭ ‬ورقة‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬الصراعات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بالجديد‭ ‬فقد‭ ‬لجأ‭ ‬إليه‭ ‬طرفا‭ ‬الحرب‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ - ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬قدرة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬ضمن‭ ‬تهديد‭ ‬تلك‭ ‬الممرات،‭ ‬وثالثها‭: ‬التشابك‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬بين‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬كافة‭ ‬الجبهات‭ ‬محتدمة‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحذيرات‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬مندوبو‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬الأربعاء‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬فإن‭ ‬سيناريو‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬لا‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬ولوج‭ ‬دول‭ ‬إقليمية‭ ‬لمثل‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬اختبار‭ ‬لقدرة‭ ‬الردع‭ ‬ولاتزال‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬تنتهج‭ ‬استراتيجية‭ ‬الردع‭ ‬بالشك،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬قدرات‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬الحقيقية‭ ‬فهذا‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬ممارسة‭ ‬للردع،‭ ‬والثاني‭: ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭ ‬فإنها‭ ‬ربما‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬مصالح‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬دون‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬مباشرة،‭ ‬والثالث‭: ‬تحذيرات‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬تلك‭ ‬الحرب،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬ترى‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬معادلة‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬دقيق‭ ‬وحال‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬خللاً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التوازن‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬مصالحها‭ ‬الحيوية‭ ‬فإن‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬سيكون‭ ‬حتمياً‭.‬

ومع‭ ‬وجاهة‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬فلا‭ ‬يعني‭ ‬تجنب‭ ‬وقوع‭ ‬سيناريو‭ ‬ما‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أمام‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬سوف‭ ‬يظل‭ ‬حائلاً‭ ‬أمام‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬تؤسس‭ ‬لإنهاء‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬القرار‭ ‬الأممي‭ ‬598‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬بالإجماع‭ ‬عام‭ ‬1987‭ ‬لينهي‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬هي‭ ‬المظلة‭ ‬الجماعية‭ ‬للأمن‭ ‬والتي‭ ‬ارتضتها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬منظمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بأدوار‭ ‬الوساطة‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬تجنب‭ ‬آثارها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مثّل‭ ‬تحدياً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للدول،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعقيدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭.‬

ولعل‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذاته‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬القضايا‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المعالجات‭ ‬الجذرية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات؟‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أنها‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات‭ ‬رئيسية،‭ ‬الأول‭: ‬إعلان‭ ‬مسار‭ ‬واضح‭ ‬ومحدد‭ ‬لتأسيس‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬ينزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬توظيف‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬والثاني‭: ‬وجود‭ ‬مبادرات‭ ‬فعالة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وفق‭ ‬توافقات‭ ‬بين‭ ‬أطرافها‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة،‭ ‬والثالث‭: ‬حتمية‭ ‬توافق‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬وقبل‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬إطار‭ ‬دولي‭ ‬ملزم‭ ‬يتضمن‭ ‬قواعد‭ ‬بشأن‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للدول‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬خطير‭.‬

إن‭ ‬خريطة‭ ‬وأطراف‭ ‬وقواعد‭ ‬الصراعات‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تشي‭ ‬بسيناريوين‭ ‬إما‭ ‬استمرار‭ ‬حالة‭ ‬الفعل‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وإما‭ ‬حدوث‭ ‬تطور‭ ‬آخر،‭ ‬وفي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬أن‭ ‬النتيجة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬منتصرا‭ ‬ومهزوما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وما‭ ‬تتيحه‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬ويقدم‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬نموذجاً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

قبل‭ ‬سنوات‭ ‬مضت‭ ‬ساد‭ ‬فكر‭ ‬مؤداه‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬نظيره‭ ‬العالمي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حالياً‭ ‬لم‭ ‬تنه‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬المستويين‭ ‬فحسب‭ ‬ولكنها‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬وهيكل‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاون‭ ‬مبادرات‭ ‬وأدوار‭ ‬للقوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬لضبط‭ ‬مضامين‭ ‬ومسارات‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬مجدداً‭. ‬

مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا