العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حكومة ستارمر وتحول موقفها من الجنائية الدولية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬امتلأت‭ ‬الصحافة‭ ‬العالمية‭ ‬بأخبار‭ ‬حول‭ ‬طلب‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬خان،‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬إصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ووزير‭ ‬دفاعه‭ ‬‮«‬يوآف‭ ‬غالانت‮»‬‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬المستعرة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬حيث‭ ‬قوبل‭ ‬الطلب‭ ‬بترحيب‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬حاسمة‭ ‬نحو‭ ‬العدالة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬بدت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬أقل‭ ‬تقبلاً‭ ‬له‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعاء‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬أنها‭ ‬الأولى‭ ‬بالعالم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باحترام‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬فإنهم‭ ‬نددوا‭ ‬بقرار‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬رغم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الموثقة‭. ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بوصف‭ ‬أوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬شائنة‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬أصدر‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬تشريعات‭ ‬انتقامية‭ ‬تفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬وعلى‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬وحتى‭ ‬أسرهم‭.‬

واتخذت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬موقفًا‭ ‬مشابهًا‭ ‬تجاه‭ ‬المحكمة؛‭ ‬حيث‭ ‬رفض‭ ‬‮«‬ريشي‭ ‬سوناك‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حينها‭ ‬مذكرات‭ ‬الاعتقال‭ ‬الصادرة‭ ‬بحق‭ ‬‮«‬نتنياهو‭ ‬وغالانت‮»‬‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تطور‭ ‬غير‭ ‬مفيد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬أي‭ ‬فارق‭ ‬لإرساء‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬المحامي‭ ‬الدولي‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬‮«‬جيفري‭ ‬روبرتسون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬مارست‭ ‬ضغوطًا‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لإصدار‭ ‬اعتراضها‭ ‬حيال‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬لوقف‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬لأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليست‭ ‬عضوًا‭ ‬بالمحكمة،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬تتوقع‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬رعاية‭ ‬مصالحها‭ ‬هناك‮»‬‭.‬

وكتب‭ ‬‮«‬د‭. ‬إتش‭ ‬إيه‭ ‬هيلير‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬زميل‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدراسات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ (‬RUSI‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬تحدياً‭ ‬سرياً‮»‬‭ ‬لاختصاص‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬الداعمين‭ ‬الدوليين‭ ‬لإسرائيل‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وألمانيا،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬سياسياً؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تعقد‭ ‬جلسة‭ ‬استماع‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عما‭ ‬اقترفوه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وكان‭ ‬ينبغي‭ ‬عليها،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬مختلفًا‭ ‬كـ«الدفاع‭ ‬بقوة‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬ومدعيها‭ ‬العام،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أحد‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬خان‮»‬‭ ‬محامٍ‭ ‬بريطاني‭.‬

وبعد‭ ‬شهرين،‭ ‬رحل‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬بزعامة‭ ‬‮«‬سوناك‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬مُفسحًا‭ ‬الطريق‭ ‬لحزب‭ ‬العمال‭ ‬بزعامة‭ ‬السير‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬،‭ ‬ليعلن‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لن‭ ‬تحاول‭ ‬منع‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬أي‭ ‬أوامر‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المذكورين‭ ‬أعلاه،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬رأي‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬قد‭ ‬استقر‭ ‬باعتباره‭ ‬الرد‭ ‬الصحيح‭ ‬على‭ ‬الادعاءات‭ ‬والأدلة‭ ‬المقدمة‭.‬

كما‭ ‬أقدمت‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬تغييرات‭ ‬أخرى‭ ‬كجزء‭ ‬مما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الموقف‭ ‬المتوازن‭ ‬بشأن‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬يتضمن‭ ‬استعادة‭ ‬تمويل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لوكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬لاجئي‭ ‬فلسطيني‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬لاندلر‭ ‬وستيفن‭ ‬كاسل‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حكومة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬مستعدة‭ ‬لممارسة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضغوط‮»‬‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإيلاء‭ ‬‮«‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬للمؤسسات‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظرائها‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭.‬

ولم‭ ‬يفاجأ‭ ‬المعلقون‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تتقدم‭ ‬بطعن‭ ‬قانوني‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية؛‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬تراجع‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬أسلافها‭ ‬بشأن‭ ‬أوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬أوسع‭ ‬للسياسة‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭. ‬كما‭ ‬يمثل‭ ‬رغبة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬البريطانيين‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬‮«‬إجراء‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بموقف‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة؛‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬لامي‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المعين‭ ‬حديثًا‭ ‬بوعد‭ ‬بـ«موقف‭ ‬متوازن‮»‬‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭. ‬

وتحقيقًا‭ ‬لذلك،‭ ‬انضمت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬دعمهم‭ ‬لجهود‭ ‬الأونروا‭ ‬وإعادة‭ ‬21‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬الذي‭ ‬تشتد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه‭. ‬ووصفت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬أكشن‭ ‬إيد‮»‬‭ ‬الخيرية‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬طال‭ ‬انتظارها‮»‬‭ ‬لاستعادة‭ ‬أحد‭ ‬‮«‬شرايين‭ ‬الحياة‭ ‬الحيوية‮»‬‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭. ‬وبعد‭ ‬الترحيب‭ ‬بتلك‭ ‬الخطوة،‭ ‬حث‭ ‬‮«‬هيلير‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬تتبع‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬خطوات‭ ‬بريطانية‭ ‬أخرى‭ ‬لتحسين‭ ‬مهمات‭ ‬نقل‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‮»‬‭. ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬لتعطيل‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬الجديدة‭ ‬عن‭ ‬احتمالية‭ ‬وقف‭ ‬جميع‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭. ‬وبذلك‭ ‬قد‭ ‬تنضم‭ ‬إلى‭ (‬كندا،‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬وهولندا،‭ ‬وبلجيكا،‭ ‬وسلوفينيا‭) ‬في‭ ‬عدم‭ ‬إرسال‭ ‬أسلحة‭ ‬لـ«تل‭ ‬أبيب‮»‬،‭ ‬وبهذا‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬معاكس‭ ‬لما‭ ‬أراده‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السابق‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬كاميرون‮»‬،‭ ‬مبررًا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬تراخيص‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضئيلة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وهو‭ ‬تبرير‭ ‬‮«‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صلة‮»‬‭ ‬عند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الالتزامات‭ ‬القانونية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المعايير‭ ‬الخاصة‭ ‬بتراخيص‭ ‬التصدير‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬ملزمة‭ ‬‮«‬بمنع‭ ‬نقل‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬حيثما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬خطر‭ ‬واضح‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعدات‭ ‬قد‭ ‬تستخدم‭ ‬لتسهيل‭ ‬انتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬

وأشار‭ ‬‮«‬هيلير‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬البريطانيين‭ ‬قد‭ ‬رأوا‭ ‬أن‭ ‬تصدير‭ ‬تلك‭ ‬المعدات‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬انتهاك‭ ‬لتلك‭ ‬المعايير‭ ‬بالفعل‮»‬‭. ‬ودعت‭ ‬رسالة‭ ‬مشتركة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬130‭ ‬برلمانيًا‭ -‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬46‭ ‬نائبًا‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭- ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬اللورد‭ ‬‮«‬كاميرون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم،‭ ‬‮«‬أليسيا‭ ‬كيرنز‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتهكت‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬باتت‭ ‬ملزمة‭ ‬قانونًا‭ ‬بوقف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬لنقل‭ ‬الأسلحة‭.‬

على‭ ‬العموم‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬تغلب‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬روبرتسون‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الاختبار‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الأول‭ ‬للحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬والذي‭ ‬واجهه‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬‭ ‬ومستشاريه‭ ‬السياسيين،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تواجه‭ ‬تلك‭ ‬الحكومة‭ ‬العمالية‭ ‬الجديدة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬حلها‭ ‬بشأن‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستنضم‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬إسبانيا‭ ‬والنرويج‭ ‬وأيرلندا‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الكامل‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬زكي‭ ‬صراف،‭ ‬المسؤول‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الدولي‭ ‬للعدالة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬ومقره‭ ‬لندن،‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نهج‭ ‬اختياري‮»‬‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬محاباة‮»‬‭ ‬وتحديدًا‭ ‬حينما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بأوامر‭ ‬الاعتقال‭ ‬التي‭ ‬اقترحتها‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا