تشير العديد من المؤشرات إلى أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في شهر نوفمبر من هذا العام إلى أنه أصبح في طريق مفتوح للفوز بهذه الانتخابات على الأرجح خاصة بعد محاول الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها هذا المرشح وسط الآلاف من الجماهير المؤيدة له، هذا إذا لم يحدث أي طارئ جديد يغير هذه المعادلة التي يمكن التوقف عند جانبين بهذا الخصوص، وذلك في ضوء الأوضاع العامة التي ترتبط بهذه الانتخابات:
الأول: الفشل الذريع الذي أظهره أداء الرئيس جو بايدن خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت بينه وبين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث أجمع جل المحللين وجل التقارير الإعلامية على فشل الرئيس بايدن في مواجهة خصمه حيث أظهر ضعفا في الأداء منقطع النظير إلى درجة أن العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي نفسه قد اقترحوا انسحاب بايدن من السباق الانتخابي وترشيح ممثل آخر لهذا الحزب خلال الفترة المتبقية على الانتخابات القادمة في شهر نوفمبر القادم كما أسلفنا أي أن جزءا من المؤيدين الديمقراطيين لمرشح الرئاسة الديمقراطي باتو غير مقتنعين بجدارة المرشح لخوض هذه الانتخابات وبذلك تعززت فرص واحتمالات نجاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويزيد من هذه الفرص ما تعرض له دونالد ترامب مؤخرا من محاولة اغتيال فاشلة حيث أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة هذه المحاولة الفاشلة ولم يبدُ عليه أي خوف أو تراجع. وعلى الرغم من الدماء التي كانت تسيل منه فقد كان يلوح بقبضته ووراءه العلم الأمريكي يرفرف، ما جعل هذه الصورة علامة ورمزا للقوة والإصرار على مواجهة المعركة، وهذا يزيد من تعزيز فرص نجاح المرشح الجمهوري في مقابل الصورة الضعيفة للمرشح الديمقراطي. وقد أكد الرئيس السابق ترامب عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها انه ماض في السباق داعيا الأمريكيين إلى البقاء موحدين وهو مصر على عدم تغيير أو تبديل برامجه الانتخابية بعدما أعلن الحزب الجمهوري بشكل نهائي وقاطع ترشيح دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية القادمة والوقوف إلى جانبه لتحقيق الفوز المنشود، حيث كان واضحا أن انصار الحزب الجمهوري باتوا يعتبرون ترامب بطلا قوميا واستغلوا أذنه الملطخة بالدماء وقبضته المرفوعة في الهواء كرمز لهذه البطولة.
الثاني: كل المعلومات تؤشر إلى احتمال فوز الرئيس السابق في الانتخابات ومع ذلك فإن تأثير المناظرة التلفزيونية ومحاولة الاغتيال سيكون قصير المدى لأن الانتخابات ستكون بعد حوالي 4 أشهر وهي فترة طويلة نسبيا قد تحدث فيها بعض المتغيرات الداخلية أو الخارجية التي تؤثر على حظوظ المرشحين، فإذا كان هذا الهجوم على ترامب له تأثير إيجابي على حظوظه في الانتخابات فإنه قد يتلاشى خلال الأشهر القادمة، ولذلك فإن التنبؤات بنتائج هذه الانتخابات سوف تكون صعبة نسبيا بالنظر إلى هذه الاحتمالات غير المتوقعة، وخاصة ان المجتمع الأمريكي نفسه منقسم وقد يتغير الموقف داخل المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وخاصة ان الديمقراطيين يمتلكون أكثر من209 من وسائل الإعلام ولهم تأثير كبير على وسائل التواصل الاجتماعي ومجملها له تأثير على توجهات الرأي العام، كما ان النظام السياسي الأمريكي معقد بشكل يجعل من الصعوبة ترجيح كفة هذا الجانب او ذاك، ولذلك تبقى النتيجة النهائية غير معلومة بالرغم من المؤشرات التي أشرنا إليها في بداية المقال.
من الواضح أيضا أن الحزب الجمهوري يراهن على كسب ولاء رجال الأعمال الأمريكيين والقاعدة الواسعة من الجمهوريين الذين يتركزون في المدن الأمريكية وفي مجال الصناعات الأمريكية في مواجهة الحزب الديمقراطي الذي يتجه بخطابه إلى القواعد الاجتماعية الأقل حظا، مما يؤدي إلى زيادة الشرخ الاجتماعي والإعلامي بين الطرفين، ومع ذلك فإن نتيجة هذه الانتخابات سيكون لها بكل تأكيد تأثير على مجريات الأحداث داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية والتأثير المحتمل على حلف شمال الأطلسي «الناتو».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك