العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الدلالات الاستراتيجية لتأسيس مكتب اتصال للناتو بالأردن

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وشؤون‭ ‬المغتربين‭ ‬الأردنية‭ ‬إنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬اتصال‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬نتائج‭ ‬قمة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬9-11‭ ‬يوليو‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬بحثية‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬قمم‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬وقد‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬الأول‭: ‬مناقشة‭ ‬قادة‭ ‬الحلف‭ ‬لتقرير‭ ‬خاص‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬علاقة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭: ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والساحل‭ ‬وإفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى،‭ ‬والثاني‭: ‬مرور‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الحلف‭ ‬مبادرة‭ ‬اسطنبول‭ ‬للتعاون‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬والتي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬وبقيت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬خارجها،‭ ‬والثالث‭: ‬تعيين‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬هولندا‭ ‬السابق‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬جديدا‭ ‬للحلف‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬البيان‭ ‬الرسمي‭ ‬الأردني‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬ذلك‭ ‬المكتب‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬وإظهار‭ ‬التزام‭ ‬الحلف‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لقمة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬ليتوانيا‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬نوه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭.‬

وقبيل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دلالات‭ ‬تأسيس‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭ ‬ينبغي‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬علاقات‭ ‬الأردن‭ ‬بالحلف‭ ‬قد‭ ‬تضمنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬فالأردن‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الحلف‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬وتضم‭ ‬سبع‭ ‬دول‭ ‬مشاطئة‭ ‬للبحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مرور‭ ‬الذكرى‭ ‬الثلاثين‭ ‬على‭ ‬إطلاقه،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬قامت‭ ‬كاسحة‭ ‬ألغام‭ ‬تابعة‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬بزيارة‭ ‬ميناء‭ ‬العقبة‭ ‬الأردني‭ ‬استمرت‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬قدم‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬تدريباً‭ ‬عملياً‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬أثناء‭ ‬الحروب‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مدن‭ ‬أردنية،‭ ‬وتلك‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القدرات‭ ‬الأمنية‭ ‬للشركاء‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يحرص‭ ‬عليه‭ ‬الناتو‭ ‬منذ‭ ‬إطلاق‭ ‬شراكاته‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭.‬

وانطلاقاً‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬فإنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬اختيار‭ ‬الحلف‭ ‬للأردن‭ ‬لافتتاح‭ ‬ذلك‭ ‬المكتب‭ ‬فإنه‭ ‬يعتبر‭ ‬تطوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬علاقات‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب‭ ‬عموماً‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬بشأن‭ ‬أنشطة‭ ‬المركز‭ ‬وهي‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والدورات‭ ‬وبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التحليل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتخطيط‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬العامة‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬وإدارة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬وهي‭ ‬مجالات‭ ‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬واهتمام‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬بالنظر‭ ‬لارتباطها‭ ‬بالأزمات‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬وترتب‭ ‬تحديات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الحلفاء‭ ‬والشركاء‭ ‬معاً‭.‬

ولا‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬المكتب‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬للحلف‭ ‬سواء‭ ‬لدول‭ ‬الجنوب‭ ‬أو‭ ‬المعني‭ ‬بها،‭ ‬ففي‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬أعلن‭ ‬الحلف‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬الجنوب‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬تنسيق‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬ويقع‭ ‬بمدينة‭ ‬نابولي‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وفي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬افتتح‭ ‬الناتو‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومبادرة‭ ‬اسطنبول‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وقد‭ ‬حدد‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬ومحاضرات‭ ‬حول‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتخطيط‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المدنية‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المراكز‭ ‬الثلاثة‭ ‬سواء‭ ‬التي‭ ‬مقرها‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬يتكامل‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬الحلف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لزيادة‭ ‬قدرات‭ ‬الشركاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدورات‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭.‬

وقد‭ ‬يتساءل‭ ‬البعض‭ ‬لماذا‭ ‬تأسس‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬بالفعل‭ ‬أطر‭ ‬أخرى‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والشركاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬الشراكة‭ ‬والتعاون‭ ‬الفردي‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬اسطنبول‭ ‬وأيضاً‭ ‬انتظام‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماعات‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬ومستويات‭ ‬أخرى؟‭ ‬وتتمثل‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬ببساطة‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬عموماً‭ ‬والآن‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬فعموماً‭ ‬الحلف‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬معطياتها‭ ‬وللتخلص‭ ‬من‭ ‬إرث‭ ‬النظرة‭ ‬التقليدية‭ ‬العربية‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬بأنه‭ ‬أداة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬للتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الأزمات،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬غير‭ ‬العسكري‭ ‬والذي‭ ‬يقدمه‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الدورات‭ ‬أصبح‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬بل‭ ‬أولوية‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬منها‭ ‬بإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬عموماً‭ ‬والأمن‭ ‬البحري‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬والتي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بخبرات‭ ‬الحلف‭ ‬فيها‭.‬

ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬فإنه‭ ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬قرار‭ ‬الحلف‭ ‬لتأسيس‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭ ‬والتنافس‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬الحلف‭ ‬تأكيده‭ ‬الالتزام‭ ‬بأمن‭ ‬الجنوب‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬تقرير‭ ‬الخبراء‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬توصية‭ ‬بتعيين‭ ‬مبعوث‭ ‬خاص‭ ‬للحلف‭ ‬للجنوب‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬قرارات‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسمية‭ ‬مبعوث‭ ‬خاص‭ ‬لتلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬فإن‭ ‬خبرتي‭ ‬بسياسات‭ ‬الحلف‭ ‬تتثمل‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬يدرك‭ ‬تماماً‭ ‬أنه‭ ‬يواجه‭ ‬تحدي‭ ‬تغيير‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬بشأن‭ ‬سياساته‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬أفغانستان‭ ‬ولكن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬السياسات‭ ‬بنتائج‭ ‬عكسية،‭ ‬وثانيها‭: ‬أنه‭  ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬في‭ ‬الجبهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬يعني‭ ‬تهديداً‭ ‬للمصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للحلف‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تدخل‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬مارس‭ ‬2011‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬الحامي‭ ‬الموحد‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬أدت‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬آنذاك‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬لتناهز‭ ‬112‭ ‬دولاراً‭ ‬للبرميل،‭ ‬فإن‭ ‬الحلف‭ ‬لا‭ ‬يتدخل‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه‭ ‬سوى‭ ‬بشروط‭ ‬ومنها‭ ‬حتمية‭ ‬إجماع‭ ‬دوله‭ ‬الـ32‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬ووجود‭ ‬قرار‭ ‬أممي‭ ‬يتضمن‭ ‬الإشارة‭ ‬لدور‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وثالثها‭: ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬وإنما‭ ‬يعمل‭ ‬ضمن‭ ‬تحالفات‭ ‬ومنها‭ ‬دور‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعثة‭ ‬بحرية‭ ‬‮«‬درع‭ ‬المحيط‮»‬‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬عملها‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وغادرت‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬متجهة‭ ‬نحو‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬جديدة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬قرار‭ ‬الحلف‭ ‬بافتتاح‭ ‬ذلك‭ ‬المكتب‭ ‬والذي‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الأخير‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحلف‭ ‬النية‭ ‬لافتتاح‭ ‬مركزين‭ ‬أخرين‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬على‭ ‬المرأة،‭ ‬فإن‭ ‬الجدل‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬باحثي‭ ‬الحلف‭ ‬أنفسهم‭ ‬حول‭ ‬المفهوم‭ ‬الواسع‭ ‬للجنوب‭ ‬وأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بأولوية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الحلف،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الردع‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمارسه‭ ‬الحلف،‭ ‬والانخراط‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الخليجي‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا