أدليت في بحر الأسبوع الماضي بشهادتي حول إسرائيل/فلسطين إلى لجنة برنامج الحزب الديمقراطي. والجدير بالذكر أن هذا هو مؤتمري الحادي عشر والمرة التاسعة التي أشارك فيها في المناقشات المتعلقة ببرنامج الحزب، إما كعضو في لجنة الصياغة، وإما التفاوض على اللغة مع الحملات الانتخابية، أو مجرد الإدلاء بشهادتي، كما أفعل هذا العام.
خلال هذه المداخلات العديدة، رأيت بعض التغييرات التي تم إجراؤها، ولكن القليل جدًا من التغييرات تعليق بكيفية معالجة البرامج الانتخابية لقضية الحقوق الفلسطينية. كثيرًا ما يسألني الأصدقاء عن سبب عودتي المتكررة، مثل سيزيف.
أنا إنما أفعل ذلك لسببين. في المقام الأول، يرجع ذلك إلى استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية. على الرغم من اللغة المستخدمة في برنامجنا الأخير فيما يتعلق بالقيمة المتساوية لحياة الإسرائيليين والفلسطينيين، فإننا نواصل إظهار أننا لا نراهم متساوين على الإطلاق - وبالتالي تستمر معاناة الشعب الفلسطيني.
ثانياً، لأنني أريد أن يفوز الديمقراطيون. وما أراه هو أنه ما لم يغير الديمقراطيون اتجاههم في الطريقة التي يتعاملون بها مع الحقوق الفلسطينية، فإنهم يخاطرون بخسارة عدد كبير من ناخبيهم، مما قد يكلفهم ذلك النصر في نوفمبر القادم.
ومن الأهمية بمكان أن نأخذ في الاعتبار البيئة السياسية المشحونة اليوم. إن حجم المعاناة التي ألحقتها إسرائيل بغزة مروعة: فقد قُتل أكثر من 38 ألف شخص، وهدم 70% من المباني، ودُمرت البنية الأساسية والمرافق الطبية، والمجاعة تلوح في الأفق، وأصيب جيل كامل من الأطفال بالصدمة.
نحن نشهد أيضًا تعبئة جماعية متعددة الجوانب للناخبين الديمقراطيين إلى حد كبير الذين يعارضون بشدة سياسات إدارة بايدن بشأن هذه القضية - وهذا يشمل عددًا كبيرًا من الأمريكيين العرب وعددًا لا بأس به من الشباب، واليهود التقدميين، والسود، والآسيويين، واللاتينيين.
إن معظم الأمريكيين - وفي الواقع معظم الديمقراطيين - لم يقرأوا البرنامج الانتخابي مطلقًا. ومع ذلك، هذا العام، ستراقب المجموعات التأسيسية المذكورة أعلاه اللغة التي يطرحها الحزب ويصيغ بها برنامجه الانتخابي. وفي هذا السياق، من المهم للغاية النظر في مخاوفهم وعواقب الفشل في القيام بذلك.
وباعتبار ما أملكه من تجربة متراكمة ومعرفة بهذه العملية فقد قدمت بعض التوصيات لتغييرات اللغة المستخدمة في صياغة البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي. وقد قلت في هذه التوصيات ما يلي:
«أنا متأكد من أن البرنامج سيتحدث عن التزامنا الصارم بأمن إسرائيل وسيكون متحمسا في إدانتنا لحركة حماس. ولكنكم ستفشلون إذا لم تعترفوا بقوة بالمعاناة الشديدة التي يعيشها الفلسطينيون، وكذلك بدورنا في تعزيز شعور إسرائيل بالإفلات من العقاب بينما يواصلون سحق آمال الفلسطينيين وأرواحهم وممتلكاتهم».
«إنني أحثكم على إدراك مدى أهمية اللحظة الملحة وقسوة مشاعر أولئك الذين يعانون بشدة من هذه المأساة، وأطلب منكم تجنب اللغة التي تسعى إلى الاسترضاء الذي يفتقر إلى أي جوهر - وبعبارة أخرى، لا تقولوا أشياء ما لم تقصدوها وتعنوها، تماما كما فعلتم في عام 2020 عندما أدرجتم الاقتباسات التالية في البرنامج الانتخابي للحزب:
«يدرك الديمقراطيون قيمة حياة كل إسرائيلي وفلسطيني».
«نحن نؤيد حل الدولتين عن طريق التفاوض».
«نحن نعارض أي خطوات أحادية من قبل أي من الجانبين» (بما في ذلك الضم والتوسع الاستيطاني).
نفس ذلك البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي الذي تضمن هذه الأفكار والتوصيات استمر في دعم القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل (عندما تم ضمها وهو إجراء أحادي الجانب؛ فهي موطن لأكثر من 200?000 مستوطن؛ وهي الموقع الذي لا تزال فيه المصادرة والهدم ويمنع قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة).
«إذا كنتم تعارضون شيئًا ما، فمن المهم أن تعبروا عن ذلك بوضوح. وإذا ذكرتم أنه لا يجب القيام بشيء ما، فيجب أن تكون هناك عواقب عندما يحدث ذلك. عندما يتم تجاوز الخطوط الحمراء، وبناء المستوطنات، وقصف المستشفيات، ومنع المساعدات الإنسانية، وتكون استجابتنا معدومة، فإننا نبدو ضعفاء وغير صادقين في أقوالنا».
«وإذا قلنا إننا نريد وصول المساعدات إلى الفلسطينيين ولكننا بعد ذلك قمنا بمنع المساعدات عن وكالة الأونروا، وهي الكيان الوحيد الذي يمكنه إدارة المساعدات وحمايتها وتسليمها بكفاءة، فإننا قد فشلنا في الإيفاء بالتزاماتنا».
ومع أخذ كل هذا في الاعتبار، نقدم لكم بعض الاقتراحات: عليكم أن تكونوا حازمين في الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مع التأكيد على العواقب الوخيمة إذا انتهك أي من الطرفين شروطه، والمطالبة بإيصال المساعدات إلى غزة من دون عوائق، والتأكيد على وقف التوسع الاستيطاني، والوقف الفوري لعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مع ما يترتب على ذلك من عواقب إذا استمرت الانتهاكات. وإذا كنتم تدينون التحريض الفلسطيني، فيجب عليكم أيضًا إدانة التحريض والإرهاب الإسرائيلي - سواء ارتكبه أفراد أو دولة.
ملاحظة أخيرة: لقد شاركت لأول مرة في هذه المناقشات المتعلقة ببرنامج الحزب الديمقراطي منذ 40 عامًا. في ذلك الوقت، تم تحذيري من أن كلمة «P» (التي تعني الفلسطينيين) لا يمكن أن تكون موجودة ضمن البرنامج. خلال العقود الثلاثة التالية حاولت الحصول على معارضة للمستوطنات في صياغة برنامج الحزب.
حسنًا، لقد ظهرت الكلمة «P» بعد عقد من الزمن، كما أن البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي لسنة 2020 تضمن لأول مرة معارضتنا للمستوطنات.
إذن، هذا هو التحدي الذي أواجهه في برنامج عام 2024: الدعوة إلى إنهاء الاحتلال؛ وتبني لغة الرئيس كلينتون «حق الشعب الفلسطيني في العيش حراً ومستقلاً على أرضه»؛ وتوضيح أنه ستكون هناك عواقب لانتهاكات إسرائيل المستمرة لحقوق الإنسان الفلسطيني والقانون والاتفاقيات الدولية.
تلك كانت اقتراحاتي. فالكرة الآن إذا في ملعبهم.
{ رئيس المعهد العربي الأمريكي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك