هذا أسوأ ما في الموضوع، لأن معنى ذلك أن الشاب توماس ماثيو كروكس قد أخذ أسرار الموضوع كلها معه، وأن ملف محاولة الاغتيال سوف يظل مفتوحًا من دون أن تقال فيه كلمة حاسمة تغلقه.. ولا تعرف ما إذا كان قتله قد تم على سبيل ملاحقة شاب حاول اغتيال مرشح رئاسي ورئيس سابق، أم أن القتل تم عن عمد حتى لا يتبين لأحد ماذا ومَنْ كان يقف وراءه ويدفعه؟
سوف لا نعرف شيئًا من هذا مع كل الأسف، وسوف تعيش محاولة الاغتيال أسيرة لنظرية الاحتمالات التي تقول الشيء وضده في العادة، ولا تصل إلى أي شيء نهائي في أي قضية.
وليس أقرب إلى محاولة اغتيال ترامب، إلا اغتيال الرئيس جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963 بمدينة دالاس بولاية تكساس.. فقد جرى القبض على الشاب القاتل لي هارفي أوزوالد في موقع الحادث بعدها بدقائق، ولكن المفارقة غير المفهومة إلى الآن، وسوف تظل غير مفهومة، أن أوزوالد جرى قتله بعد الحادث بيومين اثنين على يد مالك ملهى ليلى.
قُتل القاتل أثناء احتجازه بعد قتل كينيدي بيومين، فبقي الاغتيال مفتوحًا على كل احتمال، وقد قيل الكثير جدًا وسوف يقال عن الاغتيال.. ولكن الشيء الذي لن يقال أبدًا هو دافع الشاب أوزوالد إلى ما قام به.. فهو الوحيد الذى كان يستطيع أن يقول الشيء المفيد في القضية، ولكن قتله أغلق الباب تمامًا أمام هذا الشيء المفيد، وأصبح أنسب العناوين للقضية أنها: قيدت ضد مجهول!
قيدت القضية ضد مجهول رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كلها تعرف أن اسمه كذا، وأنه كان في سن 24، ولكن المجهول ليس اسمه ولا سنه طبعًا، وإنما لماذا قتل الرئيس كينيدي، ومَنْ حرضه على الجريمة؟
من الملاحظ أن الذى اغتال كينيدي شاب في الرابعة والعشرين، وأن الذى حاول اغتيال ترامب شاب في العشرين، فكلاهما شاب في مقتبل العمر، وكلاهما لم يمنعه أن الحياة كانت لا تزال أمامه من أن يفعل ما يسلب منه حياته نفسها!.. ولذلك، فالسؤال هو عما إذا كان ما ارتكبه الاثنان عن إيمان لديهما بما ارتكباه؟ أم أن طرفًا آخر هو الذى زرع هذا الإيمان في داخل كل واحد منهما، ثم وضع في يده السلاح وإصبعه على الزناد؟.. هذا هو السؤال المغلق بنسبة مائة في المائة وسوف يظل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك