لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة.. «مصطفى السباعي»
«لا راحة لمن تعجل الراحة بكسله».. الفيلسوف سقراط
خُلق الإنسان بعقل وفكر يستنير به في دروب الحياة فيعتبر العقل من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان والتي تميزه عن باقي المخلوقات، وبهذا العقل يستطيع الإنسان أن يميز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، أودعه الله في بدن الإنسان ليدرك به الصلاح من الفساد، ومن البشر من يختار درباً مستقيماً كسائر أغلب البشر ومنهم من يختار درباً مختلفاً عن سائر البشر، دربا متشعباً متغيراً مليئا بالكثير من الأعمال والإنجازات المختلفة التي تميزه عن غيره من البشر.
فنجد بعض الناس يكون له دور كبير مع والديه وإخوته وأقاربه، فيكون شخصا مهتما بأمور كل من حوله فزاع لمساعدة ونجدة الكل، يقضي حوائج أهله، فيحل أو يسهم في حل مشاكل العائلة من كل النواحي المادية والاجتماعية والنفسية، وهناك من البشر في عالم آخر بعيد عن أمور عائلته لا يبالي بأحد منشغل بأموره الخاصة فقط، فهل يستوي الاثنان؟؟
ولو انتقلنا إلى مجال العمل فسوف نجد الشخص الإيجابي المعطاء دائماً متعاونا مع فريق العمل بشكل إيجابي، فهو شخص مبدع مفكر خارج نطاق العمل الروتيني دائماً ما يبادر بأفكار إبداعية خلاقة تثري وتطور عمله ومختلف في تعامله مع زملاء العمل ومع مراجعي وزبائن منظمته او مؤسسته فهو متميز يراه الجميع بعين الإعجاب وينال الحب والتقدير من الكل.
وهذا الحال على العكس من الشخص السلبي الذي همه في العمل هو السعي فقط من أجل تحقيق مصلحته الخاصة، ويعمل على قدر ما يوكل اليه من عمل روتيني وهو غير متعاون مع أحد.
ان أمثال هذا الشخص ليس له وجود في عالم التميز والإبداع ويظل غير مرغوب فيه من قبل مرؤوسيه وزملائه ومراجعي المنظمة أو المؤسسة التي ينتسب اليها.. فهل يستوي الاثنان؟؟
أما في مجال المجتمع المحيط به فنجد الشخص السلبي كسولا يرجع من عمله لا يرغب في عمل أي شيء آخر، ينام ويصحو مرة أخرى للذهاب الى العمل بعكس الشخص المفكر الإيجابي الناجح فنراه ملتحقا بالعديد من الأنشطة المجتمعية في النوادي والجمعيات وملتحقا بالفرق التطوعية لخدمة مجتمعه.. فهل يستوي الاثنان؟؟
فعندما نتتبع مسار حياة الشخص العادي الذي يفضل أن تكون حياته كلها تسير بوتيرة واحدة عادية لا تميز فيها نجده غير معروف عند الآخرين.
ولكن الشخص المتميز يكون مسار حياته تشكل متغيرا متنوعا يحتوي على ثمرات مختلفة تخدم المجتمع فيشار اليه بالبنان ويكون محبوباً من الجميع.
إن الله سبحانه وتعالي ميز بين هذين الصنفين من البشر وفضل المتميز في الأجر والثواب على الشخص الآخر في قوله تعالى «قل هَل يَستَوِي الذِينَ يَعلَمُونَ وَالذِينَ لَا يَعلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألبابِ» (سورة الزمر آية 9).
ولتتعرف على حقيقة شخصيتك اسأل نفسك: هل تتمتع بالوداعة، والمسؤولية، والتفاؤل، والثقة، والصدق وتساعد في بناء علاقات إنسانية قوية.
إذا توافرت فيك هذه الصفات، فأنت اذن شخصية إيجابية غير عادية، وغالبا ما تحقق النجاح.
اما ان كنت تتصف بصفات التشاؤم، والكسل، وقسوة القلب، والانانية، العناد فأنت اذن شخصية سلبية عادية، وغالبا ما يجانبك النجاح وربما تبوء بالفشل.
أيها الشاب والشابة عليك ان تسأل نفسك أي نوع من البشر تفضل أن تكون؟ اعرف من أنت واختر الطريق الصحيح لتفخر بنفسك وكرامتك وشخصيتك.
إن العقل ليس زينة فقط، بل هو طوق النجاة فتعمق في تفكيرك وراقب نفسك في كل خطوة تخطوها وستجد أنك أنت الرابح والمستفيد والمنتصر والقرار الأول والأخير لك أنت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك