العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الكويت تدخل مرحلة سياسية جديدة

بقلم: د. نبيل العسومي

الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

هذه‭ ‬هي‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬نعرفها‭ ‬ويعرفها‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬بلد‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬بلد‭ ‬يحكمها‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬للبلاد‭ ‬وهو‭ ‬الدستور‭ ‬الكويتي‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نيلها‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬1962،‭ ‬والذي‭ ‬بموجبه‭ ‬تحولت‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬دستورية‭ ‬بسلطاتها‭ ‬الثلاث‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تقسيم‭ ‬السلطات،‭  ‬فالسلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬يتولاها‭ ‬الأمير‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمة‭ ‬المنتخب‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬البلاد‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬يرأسها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والسلطة‭ ‬القضائية‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬لم‭ ‬تحد‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬سارعت‭ ‬عليه،‭ ‬وذلك‭ ‬إيمانا‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الكويتية‭ ‬بأهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالنهج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬كثابت‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬السياسة‭ ‬الكويتية‭ ‬رغم‭ ‬الإشكالات‭ ‬والخلافات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ستة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬فكلما‭ ‬تتعرض‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬لأي‭ ‬إشكال‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬دستور‭ ‬البلاد‭ ‬باعتباره‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬للبلاد‭ ‬للاحتكام‭ ‬إليه،‭ ‬وخصوصا‭ ‬نصوص‭ ‬المواد‭ ‬الدستورية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعمل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭.‬

شاهدنا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬عندما‭ ‬وصلت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭ ‬لجأ‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬آنذاك،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬إلى‭ ‬الدستور‭ ‬واستخدم‭ ‬صلاحياته‭ ‬الدستورية‭ ‬التي‭ ‬تخوله‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬فترة‭ ‬معينة‭ ‬حددها‭ ‬دستور‭ ‬الكويت‭ ‬بشهرين‭ ‬بعدها‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة‭ ‬لانتخاب‭ ‬برلمان‭ ‬جديد‭ ‬وهكذا‭ ‬هو‭ ‬الأمر،‭ ‬حيث‭ ‬تلجأ‭ ‬الكويت‭ ‬الى‭ ‬الدستور‭ ‬كلما‭ ‬حدث‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭.‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلافات‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬تجاوزات‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء،‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير،‭ ‬وبرزت‭ ‬صراعات‭ ‬شعر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬كويتي‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وكل‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الكويتي،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وجرى‭ ‬تعطيل‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وعرقلة‭ ‬أداء‭ ‬الوزارات‭ ‬والوزراء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬فيه‭ ‬البلاد‭ ‬الى‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة،‭ ‬إذ‭ ‬تكررت‭ ‬استقالة‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية‭ ‬وتكرر‭ ‬حل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬رغم‭ ‬تحذيرات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬خلال‭ ‬خطابه‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وآثرها‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الأخير‭ ‬تم‭ ‬حله‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬تشكيله‭ ‬بعد‭ ‬تدخلاته‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة،‭ ‬والذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭  ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬صلاحيات‭ ‬الأمير‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسمية‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬المس‭ ‬بسلطات‭ ‬وصلاحيات‭ ‬الأمير‭ ‬بموجب‭ ‬الدستور‭.‬

إن‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬أقدم‭ ‬عليها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬حفظه‭ ‬ورعاه،‭ ‬خطوات‭ ‬ضرورية‭ ‬وملحة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬لتعديل‭ ‬مسار‭ ‬قطار‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الكويتية‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬تسمية‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترشيح‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬خالد‭ ‬الحمد‭ ‬المبارك‭ ‬الصباح‭ ‬وليا‭ ‬للعهد‭ ‬تبعها‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالله‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬العمل‭ ‬ببعض‭ ‬مواد‭ ‬الدستور‭ ‬مدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬التي‭ ‬نعتقد‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬تعديل‭ ‬اللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لتجاوزات‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬وتدخلاتهم‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬في‭ ‬صلاحيات‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا