للسياحة دور كبير ومهم لدعم وتعزيز وزيادة الدخل القومي للبلدان ولذلك تعمل على تشجيع السياحة من خلال توظيف مواقعها وأجوائها ومناخها أو من خلال تقديم التسهيلات المختلفة لجذب أكبر عدد من السياح على مدار العام وعدم الاقتصار على أوقات أو مواسم محددة، حيث أصبحت السياحة مصدر أساسيا ورافدا مهما من روافد دعم الميزانية العامة للدولة فضلا عن أنها توفر المزيد من فرص العمل للمواطنين مما يعني توفير حياة كريمة لآلاف الأسر ودعم القطاعات الأخرى مثل المطاعم والأسواق والمجمعات وسيارات الأجرة وغيرها، فخلال السنوات القليلة الماضية اتخذت العديد من البلدان خطوات مهمة للاستثمار في قطاع السياحة بمختلف أشكالها وأنواعها لتكون قادرة على المنافسة في هذا القطاع الذي يشهد تنافسا شديدا، حيث سهلت عملية الحصول على التأشيرة، بل إن بعض بلدانها ألغت مسألة التأشيرة وجعلت الدخول إليها من دون الحاجة إلى التأشيرة أو من خلال استخراج الفيزا الإليكترونية وعملت الجهات المعنية بقطاع السياحة على تنظيم الأنشطة والبرامج والمواسم السياحة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح على مدار العام.
ودخل القطاع الخاص على خط الاستثمار في السياحة من خلال بناء المزيد من الفنادق بمختلف مستوياتها وفي مواقع مختلفة تقدم أفضل خدماتها للسياح، ومملكة البحرين حالها حال دول العالم كانت من أوائل الدول التي أولت قطاع السياحة جل اهتمامها من خلال تقديم التسهيلات المختلفة مستخدمة موقعها الجغرافي المتميز وما تتمتع به من مناخ ملائم وبحر وشمس طوال العام وخدمات متطورة وهذا ما ينشده السائح الأوروبي تحديدا خصوصا خلال فترة الشتاء ومنها مسألة الحصول على التأشيرة وبأسعار رمزية سواء في المطار أو من خلال الفيزا الإليكترونية أو تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة، حيث شاهدنا خلال السنوات القليلة الماضية بناء المزيد من الفنادق في مختلف مناطق البحرين وعلى سواحلها وتسويق البحرين سياحيا على المستوى العالمي من خلال المشاركات البحرينية المختلفة في المعارض السياحية العالمية حتى أصبحت مملكة البحرين وجه سياحية محببة وخاصة بالنسبة إلى السياح الأوروبيين شاهدنا ذلك من خلال الأفواج السياحية الكبيرة التي زارت البحرين وفق خطة وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض ضمن برنامج كروز حيث زار مملكة البحرين آلاف السياح من مختلف بلدان العالم وخصوصا من روسيا الاتحادية التي قدمت لهم جمعية الصداقة البحرينية الروسية المساعدة خلال فترة وجودهم في البحرين ضمن برنامج كروز.
وفي هذا الإطار تم بناء المزيد من الفنادق بمختلف مستوياتها لاستيعاب المزيد من السياح القادمين لدعم الجهود الرسمية لتشجيع السياحة هذه الجهود التي تبذلها وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض وهي جهود طيبة تذكر فتشكر، ومع إيماننا ويقيننا التام بأهمية هذه الجهود ودورها في النهوض بقطاع السياحة في مملكة البحرين إلا أنها تبقى ناقصة إذا لم يساندها ويدعمها القطاع الخاص باعتبار أن الفنادق في البحرين يملكها القطاع الخاص ونعني بالدعم هنا تقديم عروض ترويجية وبأسعار معقولة في متناول السياح بمختلف فئاتهم وبناء المزيد من فنادق الثلاث والأربع نجوم وعدم التركيز على فنادق الخمس نجوم فقط فضلا عن بناء المزيد من الفنائق الشاطئية لجذب المزيد من السياح الأوروبيين وتنظيم رحلات الجارتر وخصوصا من روسيا الاتحادية على غرار ما تقوم به بعض البلدان مثل تركيا وجمهورية مصر العربية التي حولت مدينتي شرم الشيخ والغردقة إلى وجهة سياحية يؤومها السياح على مدار العام بفضل الأسعار التشجيعية والتنافسية والتسهيلات والخدمات التي قدمتها الجهات المعنية بقطاع السياحة في الشقيقة مصر.
إننا نعتقد أن التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص ضروري ومهم لتطوير السياحة والاستثمار فيها لتكون قادرة على المنافسة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدول الأخرى لأن بناء فنادق فقط لن يحقق الأهداف المرجوة من السياحة وقد تقتصر على زوار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عامة والمملكة العربية السعودية الشقيقة خاصة وبشكل خاص خلال عطلة نهاية الأسبوع، ونعتقد هنا أيضا بأنه يجب التركيز على تطوير السياحة مع روسيا الاتحادية، حيث يعشق السائح الروسي البحر والشمس، وهذا متوافر في البحرين على مدار العام والحمد لله، فضلا عن أن المسافة بين البحرين وروسيا قريبة من خلال تسويق مملكة البحرين في مختلف المدن والأقاليم والمقاطعات الروسية وتشجيع رحلات الجارتر بين البحرين ومختلف المدن الروسية ونعتقد بأن هذه الملاحظة ليست بغائبة عن القائمين على قطاع السياحة في البحرين وإنما أردنا التذكير بها فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك