العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حالة من التيه السياسي في الكيان الصهيوني

بقلم: د. وليد عبد الحي

السبت ٠٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

‭ ‬تقود‭ ‬متابعة‭ ‬الدراسات‭ ‬والتصريحات‭ ‬والمناقشات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬انطباعين‭ ‬هما‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬طرح‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬المتباينة‭ ‬والاستماع‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هيئات‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وارتباك‭ ‬هذا‭ ‬الصانع‭ ‬للقرار‭ ‬بين‭ ‬تناقضات‭ ‬الأفكار‭ ‬والحلول‭ ‬المتباينة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬تعقيدات‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬سأقدم‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬يتناقش‭ ‬فيها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬لتأكيد‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬دخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬التيه‭ ‬السياسي‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬التيه‭ ‬الجغرافي‭ ‬الأول‭ ‬زمن‭ ‬الفراعنة،‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬الحيز‭ ‬الجغرافي‭ ‬للتيه‭ ‬الأول‭ ‬والتيه‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬تقريبًا‭. ‬أولا‭: ‬أهداف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭: ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬أتابع‭ ‬دراساتهم‭ ‬غربًا‭ ‬وشرقًا‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬هدفيّ‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬نتنياهو‭ ‬هي‭ ‬أهداف‭ ‬ينفي‭ ‬أحدهما‭ ‬الآخر،‭ ‬فالقضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬أغلب‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أو‭ ‬النسبة‭ ‬العظمى‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬يحمل‭ ‬بذور‭ ‬فناء‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني،‭ ‬ولعل‭ ‬دلالات‭ ‬دقة‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬حالات‭ ‬محاولات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬الرهائن‭ ‬الذين‭ ‬جرت‭ ‬محاولات‭ ‬إنقاذهم‭.‬

معضلة‭ ‬الرهائن‭ ‬هي‭ ‬المؤشر‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬التيه‭ ‬وصعوبة‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬وسط‭ ‬بين‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ (‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭) ‬والهدف‭ ‬الثاني‭ (‬إنقاذ‭ ‬الرهائن‭)‬،‭ ‬فالهدفان‭ ‬لا‭ ‬يجتمعان‭.‬

ثانيا‭: ‬تقدر‭ ‬الدراسات‭ ‬المختلفة‭ ‬أن‭ ‬انسحاب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬غزة‭ (‬الآن‭ ‬أو‭ ‬لاحقا‭) ‬سيفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬عودة‭ ‬المقاومة‭ ‬للقطاع،‭ ‬فإذا‭ ‬انسحب‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قريبة،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تكشف‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬العافية‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬نفسها‭ ‬وتنظيم‭ ‬مجتمع‭ ‬القطاع‭ ‬ككل،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬بقيت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬فإن‭ ‬المخاطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬متعددة‭ ‬ومنها‭:‬‌‭ ‬احتمال‭ ‬تصاعد‭ ‬الصراع‭ ‬لمستواه‭ ‬الإقليمي‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬شبه‭ ‬إقليمي‮»‬،‭ ‬فمحور‭ ‬العراق‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وغزة،‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لم‭ ‬يخطر‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬أن‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭ ‬سيكونان‭ ‬طرفا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬المعركة،‭ ‬وفشل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تكهناته‭.‬

ب‭-‬‌‭ ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيترتب‭ ‬عليه‭ ‬أعباء‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعسكرية،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحملت‭ ‬خسائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬تصل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تراجع‭ ‬من‭ ‬19‭.‬4%‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬سالب‭ ‬19‭.‬4%‭ ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬2024،‭ ‬وتراجعت‭ ‬الصادرات‭ ‬بنسبة‭ ‬18‭.‬2%‭ ‬والواردات‭ ‬بنسبة‭ ‬42%‭ ‬وزادت‭ ‬نفقات‭ ‬الحكومة‭ ‬بسبب‭ ‬المجهود‭ ‬الحربي‭ ‬بمعدل‭ ‬88‭.‬1%‭ ‬بينما‭ ‬تراجع‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمار‭ ‬بنسبة‭ ‬67%،‭ ‬فإذا‭ ‬أضفنا‭ ‬لذلك‭ ‬أن‭ ‬قرابة‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬مهجر‭ ‬من‭ ‬المستوطنات‭ ‬تتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬إعاشتهم،‭ ‬وهناك‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬تم‭ ‬إلحاقهم‭ ‬بالقطاعات‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬قطاع‭ ‬التشغيل‭.. ‬وكلما‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬تعمقت‭ ‬الأزمة،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الذي‭ ‬تتباهى‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬فقد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬قرابة‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬الجذب‭ ‬الاستثماري‭ ‬فيه‭.‬

ت‭-‬‌‭ ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬بشكلها‭ ‬الدموي‭ ‬الحالي،‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬السياسية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فصورة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترسمها‭ ‬الآن‭ ‬المظاهرات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬الجامعات‭ ‬تحديدا،‭ ‬والوقوف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية،‭ ‬وتزايد‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أو‭ ‬سحب‭ ‬السفراء‭ ‬والتصويت‭ ‬المتزايد‭ ‬لصالح‭ ‬الاعتراف‭ ‬بفلسطين‭.‬

ث‭- ‬‌إن‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬يزيد‭ ‬التشقق‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬بين‭ ‬الحريديم‭ ‬والعلمانيين،‭ ‬وبين‭ ‬العسكريين،‭ ‬والسياسيين،‭ ‬وبين‭ ‬العسكريين‭ ‬والسياسيين‭)‬،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تنامي‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬تزايد‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬160%‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬171‭ ‬بين‭ ‬193‭ ‬دولة،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مرتبة‭ ‬موزمبيق‭.‬

ج‭- ‬‌انحدار‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬تألفه‭ ‬أدبيات‭ ‬الحوار‭ ‬السياسي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ويكفي‭ ‬مراجعة‭ ‬أوصاف‭ ‬يهودا‭ ‬أولمرت‭ ‬أو‭ ‬يهودا‭ ‬باراك‭ ‬لنتنياهو‭ ‬أو‭ ‬أوصاف‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬نتنياهو‭ ‬لوزير‭ ‬دفاعه‭ ‬أو‭ ‬أوصاف‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬لبني‭ ‬جانتس‭.. ‬إلخ،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬توتر‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬بين‭ ‬عناصر‭ ‬النخبة‭ ‬الحاكمة‭.‬

ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تائهة‭ ‬بين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أعباء‭ ‬استمرار‭ ‬القتال‭ ‬وبين‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إحباط‭ ‬مجتمعي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬المقاومة‭ ‬واهتزاز‭ ‬صورة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬إلخ‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭.‬

ثالثا‭: ‬سلطة‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭: ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬روجت‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمد‭ ‬سلطة‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬وفشلت،‭ ‬حاولت‭ ‬اختراع‭ ‬سلطة‭ ‬قبلية‭ ‬عشائرية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يرَ‭ ‬النور،‭ ‬وتحاول‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬للمقاومة‭ ‬يحظى‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا‭ ‬وفلسطينيا‭ ‬بالقبول،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬السلطة،‭ ‬فإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬سيعيد‭ ‬المقاومة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬بإجماع‭ ‬كل‭ ‬الخبراء‭ ‬واستطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومحاولات‭ ‬زرع‭ ‬الفتنة‭ ‬‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬خلايا‭ ‬حراس‭ ‬أوسلو‭- ‬لم‭ ‬تفض‭ ‬إلا‭ ‬لاعتقالهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقاومة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تيها‭ ‬آخر‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬فهي‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬بديل‭ ‬للمقاومة،‭ ‬وعاجزة‭ ‬عن‭ ‬اجتثاث‭ ‬المقاومة‭. ‬رابعا‭: ‬الحل‭ ‬الاستراتيجي‭: ‬أزعم‭ ‬وبقدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بأن‭ ‬المشكلة‭ ‬الأكبر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬هي‭ ‬أنها‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬حل‭ ‬للموضوع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فالتهجير‭ ‬فشل‭ ‬فشلا‭ ‬ذريعا،‭ ‬وحل‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬في‭ ‬برلمان‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬سيكون‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بحكم‭ ‬العدد‭ ‬السكاني‭ ‬وبحكم‭ ‬نسبة‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬وحل‭ ‬النموذج‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬زمن‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬سيعني‭ ‬استمرار‭ ‬موجات‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬بل‭ ‬تزايده،‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭ ‬يقاومه‭ ‬كل‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستولي‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تائهة‭ ‬بين‭ ‬مشكلتها‭ ‬الديموغرافية‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭.. ‬وهي‭ ‬قلقة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬فإن‭ ‬قبلته‭ ‬فقد‭ ‬ينفجر‭ ‬اضطراب‭ ‬واسع‭ ‬بين‭ ‬وحدات‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تقبله‭ ‬واجهت‭ ‬بيئة‭ ‬دولية‭ ‬ضاغطة‭.‬

ماذا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك؟‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬أخذ‭ ‬قراره‭ ‬بأن‭ ‬يضحي‭ ‬بالرهائن‭ ‬أو‭ ‬معظمهم‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أهون‭ ‬الشرور‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره،‭ ‬لكنه‭ ‬يخشى‭ ‬ومعه‭ ‬الأمريكيون‭- ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتسع‭ ‬المواجهة‭ ‬ويضطرب‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬يصبح‭ ‬معه‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬للمستقبل‭ ‬أمر‭ ‬شبه‭ ‬مستحيل‭.. ‬ويستمر‭ ‬التيه‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬فلسطيني‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا