العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية الحوار الأمني الإقليمي لدول الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠١ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬الضرورات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للرؤية‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصته‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كان‭ ‬مبادرة‭ ‬أمنية‭ ‬خليجية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬يضم‭ ‬اليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وإيران،‭ ‬ذلك‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ -‬ولايزال‭- ‬مثار‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬الباحثين،‭ ‬فمن‭ ‬باحثي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬مرادفا‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بدوله‭ ‬الست،‭ ‬إلى‭ ‬آخرين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يتجاوز‭ ‬الدول‭ ‬الست‭ ‬ليضم‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬ثالث‭ ‬يربط‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬بأطر‭ ‬أكثر‭ ‬نطاقاً‭ ‬شرق‭ ‬أوسطية‭ ‬وعالمية،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الدوائر‭ ‬باري‭ ‬بوذان‭ ‬وهو‭ ‬مفكر‭ ‬أمريكي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظريته‭ ‬المعروفة‭ ‬‮«‬الهندسة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للأمن‭: ‬مركب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬رائد‭ ‬مدرسة‭ ‬كوبنهاجن‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الدراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومضمونها‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأبعاد‭ ‬غير‭ ‬العسكرية‭ ‬للأمن‭ ‬وإيلاء‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬كمفهوم‭ ‬وسيط‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعلاقات‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭.‬

فما‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬النظرية‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية؟‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بمفهوم‭ ‬تلك‭ ‬النظرية‭ ‬فهي‭ ‬تضم‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬وهي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وثلاث‭ ‬دول‭ ‬جوار،‭ ‬ولكن‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الأمني‭ ‬يوجد‭ ‬تنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬وهو‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬جامعاً‭ ‬مانعاً،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يضم‭ ‬ست‭ ‬دول‭ ‬تجمعها‭ ‬سمات‭ ‬تاريخية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬مشتركة‭ ‬ويمنع‭ ‬دخول‭ ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬إليه،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭ ‬الإقليمي‭ ‬ارتباطات‭ ‬أمنية‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬خارج‭ ‬المنظومة‭ ‬فهناك‭ ‬علاقات‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬والعراق‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬رؤى‭ ‬أمنية‭ ‬متعددة،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الآفاق‭ ‬الممكنة‭ ‬لوجود‭ ‬إطار‭ ‬إقليمي‭ ‬يضم‭ ‬كل‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة،‭ ‬وقد‭ ‬أسهبت‭ ‬الدراسات‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مقارنات‭ ‬بين‭ ‬مناطق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منها‭ ‬الآسيان‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ومدى‭ ‬إمكانية‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وجوارها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬متطلبات‭ ‬بناء‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬سريعاً‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬المنطقة‭ ‬وتاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬أطرافها،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬قلنا‭ ‬مجازاً‭ ‬إقليم‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬يشهد‭ ‬تدخلات‭ ‬عسكرية‭ ‬خارجية‭ ‬بوتيرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والأسباب‭ ‬معروفة‭ ‬وجلها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة،‭ ‬فإن‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬القائد‭ ‬كان‭ ‬يطل‭ ‬برأسه‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬لأخرى‭ ‬بشكل‭ ‬مثل‭ ‬تهديداً‭ ‬وجودياً‭ ‬لبعض‭ ‬أطراف‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتهديداً‭ ‬للمصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استوجب‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬التباين‭ ‬بين‭ ‬طبيعة‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬لتلك‭ ‬المنظومة‭ ‬كان‭ ‬حائلاً‭ ‬دون‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬مقترحات‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬إطار‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬احتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬وإن‭ ‬اتخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬مختلفة‭- ‬ولايزال‭- ‬لم‭ ‬يتح‭ ‬الفرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬أطر‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فالآن‭ ‬الأمن‭ ‬الغربي‭ ‬مقابل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬الشرق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬استقطاب‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭.‬

ولا‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الفكري،‭ ‬لأن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مراء‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬نظرية‭ ‬باري‭ ‬بوذان‭ ‬تجسد‭ ‬واقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬بشأن‭ ‬محاولات‭ ‬بناء‭ ‬تفاهمات‭ ‬إقليمية‭ ‬أولها‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬أي‭ ‬إطار‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يتطلب‭ ‬بناء‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬له‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬احتوائها،‭ ‬فاليمن‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬جيوستراتيجي‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يتطلب‭ ‬خططاً‭ ‬شاملة‭ ‬لربطه‭ ‬بتلك‭ ‬المنظومة‭ ‬بعد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة،‭ ‬وكذلك‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬والذي‭ ‬يتخذ‭ ‬مسارات‭ ‬مهمة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬بوذان‭ ‬تصورات‭ ‬علمية‭ ‬تصلح‭ ‬لكل‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬لأنه‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعد‭ ‬وليداً‭ ‬لبيئته‭ ‬الإقليمية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الصيغة‭ ‬التي‭ ‬تطمح‭ ‬إليها‭ ‬أطراف‭ ‬المنظومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬ذات‭ ‬نظم‭ ‬سياسية‭ ‬متباينة،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وحجم‭ ‬الدول‭ ‬ذاتها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬صغرى‭ ‬ومتوسطة‭ ‬وكبرى،‭ ‬ولكن‭ ‬الهدف‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬كان‭ ‬محدداً‭ ‬وهو‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتجنب‭ ‬التصعيد‭ ‬وحل‭ ‬الخلافات‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬وإرساء‭ ‬آليات‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاعات‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬فإن‭ ‬فكرة‭ ‬الحوار‭ ‬الإقليمي‭ ‬لن‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬العدم،‭ ‬فهناك‭ ‬جهود‭ ‬بالفعل‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭- ‬العراقية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬بعداً‭ ‬مؤسسياً‭ ‬وجماعياً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬خليجية‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬العراق‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬بناء‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إجماع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بشأن‭ ‬حتمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرات‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتأييد‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬دولي‭ ‬يعزز‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ - ‬الإيرانية،‭ ‬وهي‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬البناء‭ ‬عليها‭ ‬وفق‭ ‬صيغة‭ (‬6+2+1‭) ‬أي‭ ‬حوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬وإيران،‭ ‬فمسألة‭ ‬بناء‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬كما‭ ‬يرها‭ ‬بوذان‭ ‬تبدأ‭ ‬ببناء‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬لذلك‭ ‬الأمن‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬قوتها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬فاعلية‭ ‬أطر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ثانياً‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬القائد‭ ‬وطموحاتها‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الإطار،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬مصالحها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتكون‭ ‬أطر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬متباينة‭ ‬الحجم‭ ‬والمستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ولكن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬إعلاء‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬المستدام‭ ‬كمتطلب‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول،‭ ‬وأخيرا‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬دول‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬لاحتدام‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأسس‭ ‬المطلوبة‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬وإطاره‭ ‬سواء‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬تسوية‭ ‬بعض‭ ‬النزاعات‭ ‬الحدودية‭ ‬أو‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أمنية،‭ ‬فإن‭ ‬المتطلب‭ ‬الأساسي‭ ‬لبناء‭ ‬ذلك‭ ‬التصور‭ ‬هو‭ ‬إجراءات‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬ميراث‭ ‬ممتد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬خرج‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬واستلزم‭ ‬تدخلات‭ ‬عسكرية،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬ضرورة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬طموحات‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬للهيمنة،‭ ‬لكنها‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهي‭ ‬المعضلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ -‬ولاتزال‭- ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

إن‭ ‬حالة‭ ‬الاضطراب‭ ‬الإقليمي‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وأتاحت‭ ‬الفرصة‭ ‬لتهديد‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬وزيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬جراء‭ ‬الأزمات‭ ‬المتتالية‭ ‬جميعها‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بدء‭ ‬حوار‭ ‬أمني‭ ‬إقليمي‭ ‬شامل‭. ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية

‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا