سعدت بدعوتي لأن أكون أحد متحدثي منتدى الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، وهو المنتدى الخليجي الأول الذي تم تنظيمه من قبل جمعية أبناء الخليج للأعمال الإنسانية بمملكة البحرين في الثامن من شهر يونية 2024، احتفاء بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس مجلس التعاون الخليجي وبمناسبة اعتماد تاريخ 6 يونيو من كل عام يوم الشباب الخليجي كون هذه الفئة هي الثروة البشرية الوطنية التي تحقق أهداف وطموحات دول المجلس في التنمية المستدامة.
وفي حديثي بهذه المناسبة تناولت محور «دور الرجل والمرأة في الخليج نحو المسؤولية المجتمعية».
الرجل والمرأة هما الركيزتان الأساسيتان لبناء الوطن والمجتمع الخليجي فلهما الدور البارز في البناء والتطوير والتقدم من خلال المشاركة في كل المجالات كالتعليم والتوعية والاقتصاد والصحة والثقافة والفنون والبيئة والاستدامة والشؤون الاجتماعية.
كما أن الرجل والمرأة يقصد بهما جميع الفئات من الجنسين رجال ونساء كبار السن وهم خبرات الوطن والكنز الثقافي والعلمي للوطن، والشباب وهم مستقبل الوطن فالجميع يشترك في خدمة الوطن.
فمن جانب التعليم والتوعية كان للرجل والمرأة دور في دعم المبادرات التعليمية والتثقيف في المجال الاجتماعي ودعم البرامج التي تهدف الى زيادة الوعي بالمسؤولية المجتمعية من خلال تنظيم محاضرات وورش عمل لتعليم المرأة مهارات الاندماج في المجتمع وزيادة الوعي بقضايا التعليم والصحة والبيئة.
أما في الجانب الاقتصادي فنجد الكثير من الشركات والمؤسسات التي تقدم الدعم والخدمات للمجتمعات المحلية، وكذلك نجد رواد الأعمال من الجنسين يسهمون بإنشاء وتمويل مجموعة من المشاريع الاقتصادية الصغيرة لتنمية الاقتصاد.
وعندما نتطرق الى جانب البيئة والاستدامة نجد أن للمجتمع الخليجي دورا في المشاركة في صياغة السياسات وإنشاء ودعم المشاريع التي تحافظ على البيئة واستدامتها مثل مشاريع إعادة التدوير والطاقة المتجددة وعمل المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة مثل حملات تنظيف الشواطئ وكذلك ممارسة السلوكيات التي تهدف الى الحفاظ على البيئة ومصادر الطاقة داخل المنزل من خلال ترشيد الاستهلاك وإعادة تدوير المخلفات المنزلية.
أما في المجال الصحي فيسهم عنصرا المجتمع معاً في بناء وتمويل المستشفيات وتزويدها بالمعدات الطبية، إضافة الى المساهمة بفعالية في نشر الوعي والثقافة الصحية والتدريب بتنظيم الورش والمحاضرات الخاصة بالتغذية الصحية والوقاية من الأمراض.
أما في الجانب الثقافي فللرجل والمرأة دور في دعم المشاريع الثقافية التي تعزز ثقافة الحفاظ على الهوية والتراث الخليجي، والحفاظ على الحرف التقليدية وتدريب الناشئة على ممارستها، والمشاركة في تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية التراثية كمهرجان صيف البحرين، وكذلك مهرجان مسار اللؤلؤ في المحرق الذي يعكس التراث البحريني الأصيل.
إن دولنا الخليجية تزخر بالمؤسسات والشركات والجمعيات التي لها دور بارز وتحقيق نجاحات باهرة في المسؤولية المجتمعية.
ولقد استعرضت خلال مداخلتي في الملتقى تجارب وانجازات كافة دول الخليج من المساهمات في تعزيز المسؤولية المجتمعية، وسأخص في مقالي هذا على سبيل المثال تجربة رائعة حققت نجاحات وطنية وعالمية في وطني مملكة البحرين، فمملكتنا الغالية نموذج مشرف للمساهمات الوطنية في كل دولنا الخليجية.
فلدينا التجربة الناجحة للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في مملكة البحرين لكفالة جميع الأيتام من الأسر المحتاجة والأرامل اللاتي لا عائل لهن ومن أهم مشاريعها:
بنك الأسرة لتقديم القروض الميسرة للمشاريع التنموية الصغيرة، ودعم فئة الأسر المنتجة في أرجاء البحرين.
ومركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني الهادف لتوفير مسار تعليم مهني بديل للشباب البحريني، ومنح فرص النجاح للطلبة المتعثرين دراسياً وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل ولتخريج كفاءات وطنية على مستوى عال من التميز. كما أن مملكتنا الغالية تزخر بكثير من الجمعيات والنوادي التطوعية الأهلية التي تغطي كافة الجوانب الثقافية، والخيرية والاجتماعية والأسرية، والشباب والفتيات وكبار السن وتقدم مساعداتها وخدماتها المتنوعة كلٌ في مجاله والتخصص الذي أنشئت من أجله.
ختاماً تعد المسؤولية المجتمعية جزءا أساسيا من أدوار الرجل والمرأة في المجتمع الخليجي وقد استطاعا أن يسهما بشكل فعال في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة من خلال التوعية والتعليم، ودعم البيئة، والتمكين الاقتصادي، وتعزيز الصحة، والحفاظ على الثقافة.
nshowaiter98@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك