موسكو - (الوكالات): ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن مجلس الأمن الروسي قال أمس الثلاثاء إن مذكرة محكمة العدل الدولية لاعتقال وزير الدفاع السابق سيرجي شويجو لا معنى لها قانونيا وهي جزء من حرب هجينة على موسكو. وأصدرت المحكمة مذكرتي اعتقال بحق شويجو، أمين مجلس الأمن الروسي، والجنرال الروسي فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، بتهمة ارتكاب جرائم خلال ما تصفها موسكو بأنها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
وقالت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا إن شويجو وجيراسيموف مشتبه في ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب توجيه هجمات ضد مدنيين وأهداف مدنية في أوكرانيا. ونقلت تاس عن مجلس الأمن الروسي قوله إن هذه الخطوة لا معنى لها. وأضافت تاس نقلا عن المجلس «هذا مجرد هراء، إذ أن السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا تسري على روسيا، واتُخذ (القرار) في إطار حرب هجينة للغرب على بلادنا».
وكانت المحكمة قد أصدرت في العام الماضي مذكرتي اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضته لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا. وندد الكرملين وقتها بمذكرتي الاعتقال وقال إنهما باطلتان قانونيا، لكن تلك الخطوة حدت من عدد الدول التي يمكن لبوتين السفر إليها بأمان. وكان قد ألغى في العام الماضي حضور قمة لمجموعة بريكس في جنوب إفريقيا التي، بصفتها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة باعتقاله إذا سافر إليها.
ومن جانب آخر أعلنت روسيا أمس الثلاثاء حجب 81 وسيلة إعلامية أوروبية، من بينها موقع وكالة فرانس برس، في «إجراء انتقامي» بعدما قرّر الاتحاد الأوروبي في مايو حظر أربع وسائل إعلام روسية رسمية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «تمّ فرض قيود مضادة على تلقي بث وسائل إعلامية تابعة لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي في الأراضي الروسية». ونشرت قائمة بالوسائل الإعلامية المحجوبة ملقية باللوم على بروكسل في هذا السياق.
وتشمل القائمة التي نشرتها الوزارة الثلاثاء وسائل إعلام ألمانية منها «دير شبيغل»، وإسبانية مثل «إل موندو» و«إل بايس»، والقناة الإيطالية «راي» (RAI)، إضافة إلى وسائل إعلام فرنسية أخرى مثل صحيفتي «لوموند» و«ليبراسيون» وقناتي «ال سي أي» و«سي نيوز». وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد اتفقت في منتصف مايو على فرض عقوبات على أربع وسائل إعلام روسية، هي «فويس أوف يوروب» و«ريا نوفوستي» و«إزفيستيا» و«روسييكايا غازيتا»، بتهمة نشر الدعاية المؤيّدة للكرملين.
وتشمل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي «حظر التمويل الروسي لوسائل إعلام ومنظمات غير حكومية وأحزاب سياسية في الاتحاد الأوروبي»، بحسب ما أعلنت المفوضة الأوروبية للقيم والشفافية فيرا جوروفا. ورداً على ذلك، هدّدت موسكو بالانتقام من الاتحاد الأوروبي الذي تربطها به علاقات سيئة على خلفية النزاع في أوكرانيا. وتعهّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا باتخاذ إجراءات «مؤلمة للغاية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك