القاهرة - (رويترز): واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه مدينة رفح بجنوب قطاع غزة ومناطق أخرى في أنحاء القطاع مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 32 فلسطينيا، كما اشتبكت بشكل مباشر مع مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وذكر سكان أن قوات الاحتلال تحاول على ما يبدو استكمال سيطرتها على مدينة رفح، وهي محور عدوان إسرائيلي منذ أوائل مايو.
وتشق الدبابات طريقها إلى الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، بعد أن استولت بالفعل على شرق المدينة وجنوبها ووسطها. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من طائرات ودبابات وسفن قبالة الساحل، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن ما لا يقل عن 12 استشهدوا في منطقة المواصي بغرب رفح جراء ما ذكر فلسطينيون أنه قصف من دبابة أصاب خيمة تؤوي عائلات نازحة.
وفي وقت لاحق ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن 18 استشهدوا وأصيب 35 جراء استهداف القوات الإسرائيلية خيام النازحين بالمواصي.
كما أعلن مسؤولون بقطاع الصحة استشهاد ما لا يقل عن 32 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية منفصلة أمس.
وصرّح بعض سكان رفح بأن وتيرة الهجوم الإسرائيلي تسارعت خلال اليومين الماضيين. وأضافوا أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تشير إلى قتال عنيف مستمر من دون توقف تقريبا.
وقال أحد السكان ويدعى حاتم (45 عاما) عبر رسالة نصية: «الليلة الماضية كانت من أسوأ الليالي في غرب رفح، الزنانات والطيارات والدبابات وحتى الزوارق من البحر قصفوا المنطقة، عنا إحساس انه الاحتلال بيحاول يحسم السيطرة على المدينة».
وأضاف: «في نفس الوقت في ضدهم ضربات قوية من المقاومة ويمكن هادا اللي بيبطئ عملياتهم».
بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة، يتركز التقدم الإسرائيلي الآن على المنطقتين الأخيرتين اللتين لم تجتحهما القوات اجتياحا شاملا بعد: رفح حيث يحاول الجيش استكمال السيطرة على المدينة، والمنطقة المحيطة بدير البلح في وسط القطاع.
وقال أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح في بيان نقلته وسائل إعلام تابعة لحماس أمس: «مدينة رفح بأكملها تعتبر منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية». وأضاف: «المدينة تعيش كارثة إنسانية والناس يموتون في خيامهم بسبب القصف الإسرائيلي».
وأوضح الصوفي أنه «لا يوجد مستشفى أو مركز صحي يقدم خدمة طبية في المدينة حاليا»، وأن «سكان المدينة والنازحين بلا أي مقومات حياة منذ أكثر من 45 يوما».
وتظهر البيانات الفلسطينية وتلك الصادرة عن الأمم المتحدة أن أقل من 100 ألف شخص ربما ظلوا في أقصى غرب المدينة التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل بدء العدوان الإسرائيلي في أوائل مايو.
وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس أن مقاتليها أصابوا دبابتين إسرائيليتين بقذائف مضادة للدبابات في مخيم الشابورة برفح وقتلوا جنودا حاولوا الفرار عبر الأزقة. ولم تدل إسرائيل بتعليق حتى الآن على إعلان حماس.
وفي خان يونس القريبة، قال مسعفون إن ثلاثة أشخاص، بينهم أب وابنه، استشهدوا في غارة جوية شنتها إسرائيل أمس.
وواصلت القوات الإسرائيلية بالتوازي مع ذلك توغلها من جديد في بعض أحياء مدينة غزة بشمال القطاع واشتبكت مع مسلحين تقودهم حماس.
وأفاد سكان بأن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت العديد من المنازل في وسط مدينة غزة الخميس.
وقال الدفاع المدني في القطاع إن خمسة أشخاص، بينهم أربعة عمال من بلدية مدينة غزة، استشهدوا في ضربة جوية شنتها إسرائيل في وقت لاحق من أمس على منشأة تابعة للبلدية. وأضاف أن فرق الإنقاذ تبحث بين الأنقاض عن ضحايا آخرين مفقودين.
وفي مخيم الشاطئ القريب، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن استشهاد سبعة أشخاص على الأقل.
وتقول سلطات الصحة الفلسطينية إن أكثر من 37400 شخص استشهدوا منذ أكتوبر في العدوان الإسرائيلي الذي جعل كل سكان القطاع تقريبا بلا مأوى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك