رفح – الوكالات: قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قطاع غزة المحاصر والمدمر فيما لم يُحرز أي تقدم في المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس رغم الجهود الدولية.
في الشهر التاسع من العدوان، تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل على الحدود مع لبنان تصاعدا جديدا للعنف مع تبادل قصف مكثف بين حزب الله، والجيش الإسرائيلي.
مرة جديدة، تراجعت الآمال بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر حيث يصر الطرفان على مواقفهما الثابتة.
في ساعات الفجر الأولى، أفاد شهود عن وقوع ضربات إسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية كبرى والمهدد بمجاعة حيث نزح حوالي 75% من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة.
يركز الجيش خصوصا عملياته على رفح بجنوب القطاع حيث أطلق في 7 مايو عدوانه البري، لكن عمليات القصف والمعارك تستمر في أماكن أخرى في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية كانت تطلق النار على أحياء في وسط وغرب مدينة رفح. وأفادت الذراع العسكرية لحركة حماس أن «كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة جنوب غرب حي تل السلطان بمدينة رفح بقذائف الهاون».
وزعم الجيش من جانبه إن قواته قتلت مقاتلين وعثرت على «كميات كبرى من الأسلحة وفتحات أنفاق»، و«دمرت بنى تحتية لحماس». وقال إن في وسط وشمال غزة استهدفت مقاتلات إسرائيلية بنى تحتية كذلك لحماس.
وقال الجريح أنور حرز الذي يعالج في مستشفى الأهلي لوكالة فرانس برس «كنا نتناول الطعام، وفجأة انهار المنزل فوقنا». وأضاف حرز الذي أصيب بضربة ليلية إسرائيلية على مدينة غزة «كفى، كفى حربا وتدميرا».
نقل عدة فلسطينيين مصابين بينهم أطفال إلى هذا المستشفى، أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالحد الأدنى في القطاع. وفي مشرحة المستشفى صُف العديد من الجثث التي لفت بأغطية على الأرض.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس أن عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر ارتفع الى 37266 شهيدا و85102 مصاب.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في الوسط، كان أفراد من عائلة حجازي يبكون إياد (10 سنوات) الذي قالوا إنه توفي بسبب سوء التغذية، وعرضوا صورة شقيقته وهي تحتضن جثته الهزيلة. تقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثمانية آلاف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعالجون في غزة بسبب سوء التغذية الحاد «بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد».
وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس «لقد سجّلت 32 وفاة بسبب سوء التغذية، بما فيها 28 تعود إلى أطفال دون سن الخامسة».
في شمال إسرائيل، سُمعت صفارات الإنذار أمس وتحدثت الشرطة عن سقوط عدة صواريخ أطلقت من لبنان في ضواحي مدينة كريات شمونة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق نحو 35 قذيفة من لبنان إلى مناطق كريات شمونة وكفر سولد تم اعتراض عدد منها، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات ولكن اندلع حريق في منطقة كفر سولد. وأضاف الجيش أن مدفعيته قصفت مصادر إطلاق النار.
وفي وقت سابق أمس، قال الجيش إن طائراته قصفت مواقع تابعة لحزب الله في منطقتي العديسة وكفركلا في جنوب لبنان. في لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ومسؤول محلي أن مدنيتين قتلتا وأصيب عدة أشخاص آخرين في غارة إسرائيلية ليلا قرب صور بعد ضربات لحزب الله على شمال إسرائيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك