كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن إيران تسعى بأقصى جهدها لإفشال أي مساعٍ تُفضي إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز» إن طهران حاولت بأكثر من طريقة وواجهة الوجود في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة بشكل غير مباشر، الأمر الذي تم تجاهله من جانب وسطاء أساسيين إقليميين ودوليين.
وأضافت المصادر بالقول إن إيران سعت من خلال عدة محاولات، من بينها عبر ما يقوم به وكلاؤها في المنطقة من توترات، وهم «الحوثيون» في البحر الأحمر، وأيضا حزب الله في جنوب لبنان، ووكلاء آخرون؛ لكي توجد في أي مفاوضات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما رفضه وسطاء إقليميون ودوليون في أزمة غزة.
وتابعت: إن «الوسطاء في أزمة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يرون أن وجود إيران في هذا الملف سيحمل تأزمًا أكبر، فضلا عن أن ذلك سيجعلها تفرض نفسها مستقبلا ودائما في هذا الملف بشكل مباشر وتعقده أمام المجتمع الدولي».
وأكدت المصادر أن إيران تريد استمرار الحرب على غزة، وفي الوقت نفسه فتح جبهة توتر أخرى، ليس بالضرورة أن تكون بمثابة حرب، وهو ما يحدث في جنوب لبنان، فيما يتعلق بالمواجهات التي تنذر بحرب بين «حزب الله» وإسرائيل.
وتبحث «طهران» بحسب المصادر عن ما وصف بـ«أوراق لعبة» ترغب أن تكون في يدها، تجعلها دائما في مشهد القوى الإقليمية والدولية «الضالعة» في حل الأزمات، ولا سيما في الشرق الأوسط، حتى تستطيع أن تجد أوراق تفاوض تدفع بها، ولا سيما في ملف العقوبات الدولية تجاهها.
وفسرت المصادر ذلك بالقول: «إيران تسير في عدة مسارات، بغرض منع فرض أي عقوبات جديدة عليها أو التفاوض أمام أي عقوبة يتم التجهيز دوليا لفرضها على طهران، ومن بين هذه المسارات العمل على وضع عقبات تمنع حل أزمات تتعلق بالإقليم، ومن ثم تقدم نفسها للمجتمع الإقليمي والدولي في صورة أن الحل في يدها فقط أو أنها على الأقل شريك أساسي في الحل، وهذا ما تفعله سواء في جهد إفشال أي هدنة في غزة، أو فتح ساحة الحرب في جنوب لبنان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك