يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
فلسطين من النهر إلى البحر
«فلسطين من النهر إلى البحر سوف تتحرر» أو «الحرية لفلسطين من النهر الى البحر». هذا شعار يتردد بقوة في الفترة الماضية في كل الاحتجاجات المناصرة لفلسطين والشعب الفلسطيني والمنددة بجرائم الكيان الصهيوني في غزة.
طلاب الجامعات في أمريكا ومختلف انحاء العالم يرفعون شعار «فلسطين من النهر إلى البحر» ويرددونه في احتجاجاتهم. والمظاهرات في الشوارع في عواصم العالم ترفع الشعار.
ولم يقف الأمر عند رفع الشعار في الاحتجاجات الشعبية، بل أصبح يرفعه بعض المسؤولين الكبار والساسة في دول غربية.
قبل يومين، ادلت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز بتصريحات قوية مدوية بشأن فلسطين، قالت فيها: «إن تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية مجرد البداية» .وأضافت: «نحن نعيش لحظة يعتبر فيها القيام بالحد الأدنى أمرا بطوليا، لكنه غير كاف في الوقت ذاته»، داعية إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي لإلغاء جميع الاتفاقيات مع إسرائيل.
وختمت حديثها بعبارة: «فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر».
وقبل فترة أثيرت ضجة في أمريكا بسبب ادلاء رشيدة طليب النائبة في الكونجرس بتصريحات رددت فيها شعار «فلسطين من النهر الى البحر».
ووجه الكونجرس توبيخا رسميا للنائبة، وتم اتهامها بمعاداة السامية وبترديد شعار يدعو إلى استخدام العنف لإزالة إسرائيل.
بطبيعة الحال وكما هو متوقع فإن العدو الصهيوني وجماعات الضغط الصهيونية في الغرب بالذات جن جنونها من هذا الشعار الذي أصبح يتردد بقوة على كل المستويات في الغرب. وبالطبع، الاتهامات جاهزة بأن من يرفعون الشعار هم «معادون للسامية» ويريدون إزالة الكيان الصهيوني وتدميره.. وهكذا. والحكومات والبرلمانات الغربية رضوخا للصهاينة تتسابق في معاقبة أي أحد يردد الشعار مكررة نفس الاتهامات الصهيونية.
الحقيقة ان ترديد هذا الشعار في العالم على هذا النحو يعتبر نقطة تحول كبرى في المواقف الغربية والعالمية من الصراع العربي الصهيوني اذ يحمل دلالات كبيرة جدا وتاريخية.
ماذا يعني ترديد هذا الشعار في العالم وفي الغرب بالذات اليوم؟
يعني امورا كثيرة في مقدمتها ما يلي:
1- يعني أول ما يعني اعترافا بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني والعربي في فلسطين التاريخية. حق العرب والشعب الفلسطيني ليس فقط تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة او إقامة الدولة الفلسطينية. الحق العربي هو كل فلسطين التي تم اغتصابها بالإرهاب في 1948.
كاد العلم أن ينسى، بل وكاد بعض العرب أن ينسوا ان فلسطين كلها عربية، وان الإرهابيين الصهاينة ليس لهم أي حق تاريخي فيها.
2- ويعني رفع هذا الشعار اعترافا غربيا بالجريمة التاريخية التي ارتكبها الغرب، وارتكبتها بريطانيا بالذات، في حق الفلسطينيين وحق العرب.. جريمة تمكين العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين وفرض الإرهاب الصهيوني على العرب. الغرب اياديهم ملوثة بدماء ضحايا كل المجازر التي ارتكبها الصهاينة منذ ما قبل اغتصاب فلسطين بسنين طويلة وحتى اليوم، وهي المجازر التي مكنت الصهاينة من احتلال فلسطين وتشريد أهلها.
3- وأهم ما يعنيه ترديد شعار «فلسطين من النهر إلى البحر» ان هناك قناعة عالمية أصبحت تترسخ يوما بعد يوم بأن هذا الكيان الصهيوني لا يستحق الوجود ككيان فصل عنصري إرهابي مارق عن كل قيم البشرية وأي قانون إنساني.
جرائم الحرب والابادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ أشهر في غزة ايقظت العالم كله على حقيقة هذا الكيان وكيف انه عار على البشرية.
هذا هو اهم ما يعنيه شعار «فلسطين من النهر الى البحر» الذي يرددونه في العالم اليوم.
وكما ذكرت من قبل، هذه التحولات الكبرى في المواقف العالمية هي فرصة تاريخية لا يجوز ان يهدرها العرب لاستعادة الحقوق العربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك