يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
محمد صلاح وقصته الملهمة
محمد صلاح لاعب ليفربول المصري العربي الدولي ليس مجرد لاعب كرة قدم ناجح. عبر السنوات لتي لعب فيها في أوروبا وخصوصا في بريطانيا أصبح ظاهرة بكل معنى الكلمة. ظاهرة رياضية واجتماعية وثقافية وسياسية أيضا.
محمد صلاح هو اللاعب الوحيد ربما الذي اهتمت مراكز دراسات وأبحاث واستطلاع رأي وجامعات أوروبية وأمريكية بعمل دراسات وأبحاث عنه كظاهرة.
السبب في ذلك أن صلاح بمهاراته الفريدة كلاعب، وبأخلاقه وسلوكه العام، وبثقافته، لعب دورا كبيرا في تحسين صورة العرب والمسلمين في أوروبا والعالم في مواجهة حملات الكراهية والعداء. هذا ما تسجله الأبحاث والدراسات عنه.
نقول هذا بمناسبة الخطوة التي أقدم عليها معرض الشارقة الدولي للكتاب حين دعا محمد صلاح إلى ندوة مفتوحة يتحدث فيها عن تجربته مع الرياضة ومع الكتاب والثقافة.
كان جميلا أن يتجمع الآلاف في قاعة الندوة ليتابعوا ما يقوله صلاح. وما قاله جميل وملهم.
في الندوة تحدث صلاح عن تجربته في اوروبا وعن العوامل التي مكنته من النجاح. وما قاله يعتبر بمثابة نصائح مهمة جدا للشباب في كل مجال وليس في مجال الرياضة فقط.
مما قاله صلاح في الندوة، نستطيع أن نستخلص ثلاثة عوامل كبرى تحدث عنها مكنته من النجاح الذي وصل إليه، هي على النحو التالي:
الإرادة الصلبة والإصرار على النجاح.
يقول إن قصته بدأت منذ خرج من مصر وعمره 19 عاما للعب في أوروبا. وكان الوضع بالنسبة له صعبا جدا، إذ لم يكن يجيد الإنجليزية، بالإضافة إلى الفوارق بين الأوضاع الرياضية عموما مع الدول الأوروبية.
يقول إنه رغم الصعوبات فمنذ اللحظة الأولى وضع لنفسه هدفا أساسيا هو أن «يكون ناجحا مثل اللاعب الأوروبي». ليس هذا فحسب، بل قرر أن يكون أفضل من اللاعبين الأوربيين. يقول: «أردت أن أكون أفضل منهم لرغبتي أن يروا لاعبا ناجحا من الوطن العربي ويقلدونه».
بهذه الروح والإرادة الصلبة والاصرار على التفوق والتميز، وتقديم صورة مشرفة للإنسان العربي، بدأ مشوار محمد صلاح.
2 - التعلم والعمل الشاق.
يقول محمد صلاح إنه عندما انتقل إلى أوروبا بدأ يدرس ما يفعله اللاعب الأوروبي كي ينجح وقرر أن يتعلم منهم. يقول مثلا: «عندما انتقلت إلى بازل السويسري بدأت أنظر إلى اللاعب الأوروبي وما يفعله كلاعب كرة قدم محترف.. تدريجيا بدأت أفهم لماذا يفعلون هذا ولماذا هم ناجحون بعد ما رأيتهم يذهبون الى التدريب مبكرا ويقومون بالاستشفاء جيدا ثم يتدربون ثم يذهبون إلى صالة الجيم».
وبالطبع حرص صلاح على امتداد مسيرته على العمل الشاق المتواصل كلاعب محترف.
3 – الثقافة العامة والقراءة.
في الندوة قال صلاح إن الثقافة لها دور كبير في نجاح تجربته وخاصة أنه كان حريصا على التعرف على الثقافات المختلفة في الخارج والاستفادة منها. يقول: «الثقافة معرفة وساعدتني بحوالي 90% من أسلوب حياتي». وقال إن القراءة جزء أساسي في حياته وإنه يحرص على القراءة يوميا، وإن الكتاب رفيقه الدائم في السفر، وانه مقتنع تماما بأن أي شخص يريد النجاح يجب أن يقرأ. وقدم نماذج من الكتب التي غيرت حياته والكتاب الذين تأثر بأفكارهم. يقول: «استفدت من كتب كثيرة قرأتها ومن كل عقل يكتب»، وأنه مثلا يحب القراءة في علم النفس لفهم الناس والتعامل معهم. وغير الثقافة العامة، قال صلاح إنه بالنسبة للاعب المحترف يجب أن يكون قارئا في مجاله، أي القراءة المتخصصة.
ولإدراكه بأهمية القراءة، قال صلاح إنه حريص على أن تكون القراءة بالنسبة لبناته مهمة جدًا وإنه يتابع كل كتاب يقع في أيديهم.
هذه بعض الجوانب التي تحدث عنها صلاح وتفسر نجاحه. بالطبع هناك عوامل أخرى كثيرة منها اخلاقه العامة الرفيعة وسلوكه المتحضر واعتزازه بدينه وعروبته.. وهكذا.
المهم أن محمد صلاح يمثل قصة ملهمة، وقدوة صالحة للشباب، وحسنا فعل معرض الشارقة للكتاب أن أتاح هذه الفرصة للشباب لمتابعة حديث صلاح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك