القاهرة – (رويترز): دفعت إسرائيل أمس بدبابات لتنفيذ هجمات سريعة في أنحاء رفح ثم التقهقر في تحد لقرار محكمة العدل الدولية وذلك لليوم الثاني بعد أن قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد الاجتياح البري للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى الثلاثاء رغم أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي كانت تمثل آخر ملاذ من العدوان على القطاع.
وعلى عكس التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في الهجوم البري في باقي القطاع، قال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر لمواقع قرب الحدود مع مصر.
وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الجيش الإسرائيلي سيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا – وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر – ويهدف إلى السيطرة عليه بالكامل لمنع حركة حماس من تهريب الأسلحة.
وأضاف أنه يتوقع أن يستمر القتال في غزة طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الأسرى لدى الجانبين.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر، إضافة الى تفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة أمس. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح أمس بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح، حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.
وقال سكان إن القصف الإسرائيلي المتواصل أثناء الليل دمر العديد من المنازل في المنطقة التي فر منها معظم الناس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.
وأفاد بعض السكان بأنهم رأوا ما وصفوها بأنها مدرعات آلية مسيرة تفتح النار من أسلحة رشاشة في بعض أجزاء المدينة.
وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحماس وبعض السكان وصحفيون أن خدمات الإنترنت واتصالات المحمول انقطعت في بعض المناطق في الشرق والغرب وسط قصف إسرائيلي عنيف جوا وبرا.
وفي شمال القطاع، قصفت دبابات إسرائيلية عدة أحياء في مدينة غزة وتوغلت القوات أكثر في جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع. وقال سكان إن الجيش دمر تماما أحياء سكنية كبيرة في جباليا.
وقال مسعفون ووسائل إعلام أمس إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع.
وذكر الهلال الأحمر أن أحد موظفيه، وهو عصام عقل، سقط شهيدا في ضربة جوية إسرائيلية على منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وأضاف أن باستشهاده يرتفع عدد الموظفين الذين استشهدوا منذ السابع من أكتوبر إلى 30، منهم 17 على الأقل لقوا حتفهم في أثناء الخدمة.
بالإضافة الى ذلك ينتشر سوء التغذية على نطاق واسع في غزة مع تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير، وتتهم وكالات الإغاثة الدولية إسرائيل بعرقلة محاولات توزيع المساعدات بينما تلوم إسرائيل في ذلك الوكالات.
وفي ضربة أخرى لجهود الإغاثة، تعطل جزء من رصيف بحري للمساعدات أقامه الجيش الأمريكي قبالة ساحل غزة، ربما بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أدى إلى توقفه عن العمل مؤقتا، بحسب ما قال مسؤولان أمريكيان الثلاثاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك