الاحتلال أعلن المنطقة «آمنة» ثم قصفها بالصواريخ.. واستشهاد 40 فلسطينيا وإصابة العشرات
غزة – وفا: استشهد وأصيب عشرات المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء أمس الأحد، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفها خيام النازحين شمال غرب رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد 40 مواطنا على الأقل، وإصابة عشرات آخرين، جراء استهداف طائرات الاحتلال خيام النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شمال غرب رفح، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها نقلت عددا كبيرا من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين برفح.
وأضافت المصادر أن طائرات الاحتلال أطلقت نحو 8 صواريخ صوب خيام النازحين، في منطقة مكتظة بآلاف النازحين، وأن من كانوا داخل الخيام احترقوا، معظمهم من الأطفال والنساء، مشيرة إلى أن الاحتلال كان قد أعلن أن هذه المنطقة «آمنة». وتواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مدينة رفح، وإغلاق معبر رفح الحدودي، رغم أوامر محكمة العدل الدولية في هذا الشأن.
وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، قد أمرت يوم الجمعة الماضي إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف فوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وضرورة المحافظة على فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بشكل متعمد هو مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلا عاجلا لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فورا. وأضاف أبو ردينة أن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية، في مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن المواقف الأمريكية الداعمة للاحتلال ماليا وسياسيا هي السبب الرئيس فيما نشاهده اليوم من مجازر بشعة انتهكت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع المحرمات، والإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة أن على العالم التحرك فورا لوقف هذا العدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف جرائمها التي أشعلت المنطقة، وتهدد الاستقرار الدولي. وقال: نطالب الإدارة الأميركية بإلزام إسرائيل وقف هذا الجنون وهذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها سواء في رفح التي حذرنا مرارا من اجتياحها، أو في مدن قطاع غزة وإغلاق معابرها من أجل التسبب بمجاعة إنسانية في ظل نقص حاد في الأغذية والأدوية، أو في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي تتعرض لعدوان متواصل يستهدف المواطن الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وإلى ذلك واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة أمس وسط استمرار الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى هدنة واتفاق للإفراج المتبادل عن أسرى.
وتجددت الغارات الجوية والقصف المدفعي مرة أخرى ليلا على شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء العدوان الغاشم على غزة.
في 24 ساعة سجل سقوط 81 شهيدا إضافيا لترتفع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى نحو 36 ألفا غالبيتهم من المدنيين منذ بدء العدوان بحسب وزارة الصحة بغزة.
وبدأ جيش الاحتلال في 7 مايو عدوانا برياً في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب حدود مصر.
وقال الدفاع المدني في غزة أمس إنه انتشل ست جثث بعد استهداف منزل في غارة جوية على حي خربة العدس شرق رفح.
وبحسب شهود فإن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضا مخيم يبنا بوسط رفح، وإن قصفا مدفعيا عنيفا طاول منطقتي سوق الحلال وحي قشطة جنوب المدينة.
وبحسب مراسل فرانس برس، أطلقت دبابات إسرائيلية متمركزة عند محور نتساريم جنوب مدينة غزة قذائف باتجاه حي الزيتون.
ومع اقتراب العدوان الإسرائيلي من شهره الثامن تزداد الضغوط يوما بعد يوم على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مشروطة مع الفصائل الفلسطينية.
والسبت أشار مصدر إسرائيلي إلى أن إسرائيل تنوي إحياء المفاوضات «خلال الأسبوع الراهن».
فبعد توقفها مطلع مايو، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف هذه المفاوضات.
وتسهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي النزاع. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح وتمسّك حماس بوقف نار دائم.
في هذا الإطار، يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام برنز باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطلع على الملف الجمعة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مدير الموساد دافيد برنيع توصل إلى اتفاق مع برنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اجتماع في باريس، على إطار جديد للمفاوضات.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن من جهته أنه «منخرط في دبلوماسية طوارئ» في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الإفراج عن أسرى.
غير أنّ أسامة حمدان القيادي في حماس نفى أيّ علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات.
وقال حمدان لقناة الجزيرة ليل السبت-الأحد إنّه «حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الإسرائيلي. لم نُبلّغ من الوسطاء بأيّ شيء في هذا السياق».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك