العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

التوجه نحو الشرق والمستقبل

يحمل‭ ‬توجه‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأبعاد‭ ‬والدلالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الراهنة،‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الرؤية‭ ‬البحرينية‭ ‬بشأن‭ ‬أهمية‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬النهج‭ ‬المعتدل‭ ‬وتغليب‭ ‬لغة‭ ‬المنطق‭ ‬وتشجيع‭ ‬مسارات‭ ‬وحلول‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بكافة‭ ‬القوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬يحمل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬مؤشرا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬منطقيا‭ ‬وواقعيا‭.‬

وإن‭ ‬أي‭ ‬مراقب‭ ‬سياسي‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬اعتباره‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬العالم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬وأن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬العقل‭ ‬الغربي‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬العلمية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التخلف‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الميادين،‭ ‬وأن‭ ‬الثقة‭ ‬العالمية‭ ‬انعدمت‭ ‬في‭ ‬كفاءة‭ ‬الغربيين‭ ‬وفي‭ ‬التزاماتهم،‭ ‬سواء‭ ‬المالية‭ ‬أو‭ ‬الصناعية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬بل‭ ‬التزامهم‭ ‬السياسي‭ ‬تجاه‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مبادرة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭ ‬قرار‭ ‬سليم‭ ‬يثلج‭ ‬الصدور‭ ‬بأن‭ ‬البوصلة‭ ‬الفكرية‭ ‬البحرينية‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬كمسار‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وتأتي‭ ‬الزيارة‭ ‬المهمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬ترؤس‭ ‬جلالته‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬مباحثات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مع‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬رئيس‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬الصديقة‭ ‬سوف‭ ‬تتطرق‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬إلى‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الراهنة،‭ ‬وتأثيرات‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وضرورة‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬والشامل‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬مصالح‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬وأمنها‭ ‬القومي‭.‬

وهذه‭ ‬هي‭ ‬الزيارة‭ ‬الخامسة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لروسيا،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أولاها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وتم‭ ‬وضع‭ ‬أولى‭ ‬لبنات‭ ‬علاقات‭ ‬مشتركة‭ ‬ممتدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الأجواء‭ ‬الإيجابية،‭ ‬تلتها‭ ‬ثلاث‭ ‬زيارات‭ ‬متعاقبة‭ ‬في‭ ‬2014‭ ‬و2015‭ ‬و2016‭.‬

كما‭ ‬سيقوم‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بزيارة‭ ‬لجمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬الصديقة،‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬الذي‭ ‬يؤسس‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬وصار‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬إطارا‭ ‬للتعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬يشمل‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬وأدخل‭ ‬التعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬النوعي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬شامل‭.‬

وتتجسد‭ ‬أهمية‭ ‬اللقاء‭ ‬البحريني‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التزام‭ ‬الجانبين‭ ‬بالاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬تقلبات‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وتمسكهما‭ ‬بالمنفعة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والكسب‭ ‬المشترك‭ ‬والتنمية‭ ‬المشتركة‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬والتبادل‭ ‬الحضاري‭.‬

وتعتبر‭ ‬الصين‭ ‬شريكا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬مهما‭ ‬لعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬تعميق‭ ‬الصداقة‭ ‬بينهما‭ ‬يدعم‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬الصينية‭ ‬مع‭ ‬22‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬ارتفعت‭ ‬من‭ ‬36‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2004‭ ‬إلى‭ ‬330‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬وتتصدر‭ ‬بذلك‭ ‬الصين‭ ‬قائمة‭ ‬أكبر‭ ‬شركاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية،‭ ‬وتوجد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬ثلاثة‭ ‬شركاء‭ ‬تجاريين‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬حدة‭.‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬للصين‭ ‬سوف‭ ‬تفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬الفرص‭ ‬والإمكانيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬المتوافرة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا