العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

رسائل سامية ترسم خارطة المستقبل

تجسد‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬النهج‭ ‬الحكيم‭ ‬لجلالته‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬رسم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬جلالته‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لمستقبل‭ ‬الوطن‭ ‬ومؤسساته‭ ‬وأبنائه،‭ ‬تأكيدا‭ ‬لنجاحات‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭ ‬التي‭ ‬تتوق‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬دائما‭.‬

هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬حددت‭ ‬أولويات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬سواءٌ‭ ‬للسلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭.‬

والمُتمعن‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬وتلاحم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬وعيه‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬هو‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬العليا،‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬خفاقة‭ ‬عالية‭.‬

البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلمات‭ ‬الملك‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬ومعنية‭ ‬بالبناء‭ ‬والتطوير‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬وهو‭ ‬دَيدن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وعهده‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬لذا‭ ‬جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬استكمال‭ ‬الخطط‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬والتوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬لتسريع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نسختها‭ ‬القادمة‭ ‬لعام‭ ‬2050،‭ ‬لتشمل‭ ‬تصورا‭ ‬متجددا‭ ‬لمستقبل‭ ‬بلادنا‭ ‬وأجيالها،‭ ‬هذه‭ ‬التوجيهات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬وأجياله‭ ‬القادمة‭.‬

ومن‭ ‬النقاط‭ ‬الجوهرية‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬توجيه‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬دراسة‭ ‬متكاملة‭ ‬لقياس‭ ‬جاهزيتنا‭ ‬في‭ ‬تأصيل‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية،‭ ‬بما‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتجديد‭.. ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقها‭ ‬لضمان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقعها‭ ‬المتقدم‭ ‬كدولة‭ ‬ذات‭ ‬نهضة‭ ‬عصرية‭.‬

ولعل‭ ‬إشادة‭ ‬العاهل‭ ‬ببصمات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الخدمة‭ ‬العامة‭ ‬لتعكس‭ ‬المتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬لعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬لضمان‭ ‬توفير‭ ‬أجود‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وكذلك‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬لدعم‭ ‬الرياضة‭ ‬والرياضيين‭.‬

ويأتي‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬بتكثيف‭ ‬برامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تواصل‭ ‬ريادتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات؛‭ ‬منها‭ ‬توظيف‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وفق‭ ‬النظم‭ ‬والمعايير‭ ‬اللازمة،‭ ‬لتعود‭ ‬بالخير‭ ‬والرفاه‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

وحملت‭ ‬كلمة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رسائل‭ ‬واضحة‭ ‬بشأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬أكد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمليه‭ ‬عليها‭ ‬واجب‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬لنصرة‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬وبالسعي‭ ‬الجاد‭ ‬والحثيث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خير‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتقارب‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬تحقيقا‭ ‬للسلام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬استعادته‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‭.‬

على‭ ‬كل‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬وتدرسها‭ ‬بعناية؛‭ ‬لأنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬آتون‭ ‬تغيرات‭ ‬تعصف‭ ‬بالعالم،‭ ‬وتتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬بهويتنا‭ ‬ونحافظ‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬وطننا‭ ‬العليا،‭ ‬لتبقى‭ ‬راية‭ ‬الوطن‭ ‬خفاقة‭ ‬على‭ ‬ساحات‭ ‬المجد‭ ‬والرفعة‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا