عالم يتغير
فوزية رشيد
مروحية الرئيس الإيراني وغموض الحادث!
{ الأحد «19 مايو» وأنا أكتب هذا المقال في ذات المساء من يوم حادث مروحية الرئيس الإيراني، الذي تصدّر كل وسائل الإعلام، وحظي بمتابعة لمعرفة التفاصيل وفك الغموض المحيط به، خاصة أن المروحية «أمريكية الصنع» التي كان يقلها شملت وزير الخارجية الإيراني «عبداللهيان» ومحافظ أذربيجان معه، وحيث تضاربت الأنباء حول رحلة عودة «رئيسي» من «أذربيجان» بين هبوط المروحية اضطراريا وصعبًا، وتحطم الطائرة وعدم العثور على حطامها حتى ما يقارب منتصف ليلة الحادث، الذي بدأ فقدان الاتصال بالمروحية منذ الساعة (الواحدة والنصف ظهرًا)! وكل الحديث كان يدور حول سيناريو الظروف المناخية الصعبة والضباب والأمطار والمنطقة الجبلية الوعرة والغابات، وكان المستغرب أن رحلة العودة ضمّت (ثلاث مروحيات) لف غموض سقوط مروحية الرئيس الإيراني ووزير خارجيته وحدها، فيما المروحيتان الأخريان لم يرد عنهما نبأ السقوط أو التعثر في ذات الحالة المناخية والبيئية الوعرة! إلى جانب عدم ورود أي اتصال من المروحيتين لتوضيح غموض ما حدث!
{ في ذات الوقت أشار البعض إلى سيناريو آخر قد تكون «إسرائيل» لها علاقة به، حيث أشار الباحث في الشأن الإيراني «وجدان عبدالرحمن» لقناة الحدث أن (موقع الهبوط الاضطراري للمروحية التي كانت تقل «رئيسي» في أذربيجان يضم قواعد عسكرية إسرائيلية، ولا نستبعد حدوث هجوم سيبراني)!
ولأن المعلومات شحيحة حتى منتصف ليلة الحادث فإن أي من السيناريوهين غير مستبعد، سواء ظروف المناخ أو «الهجوم السيبراني»! خاصة مع العلاقات الوثيقة التي تربط أذربيجان بالكيان الصهيوني، ووجود قواعد عسكرية له في أراضيها! مما يجعل الأخبار المتضاربة حول مروحية الرئيس الإيراني في الساعات الأولى، يبدو وكأنه تدارك إيراني بعدم الإفصاح حتى معرفة حقيقة ما حدث، إلى جانب التعتيم الأولي على مصير المروحية لمنع حدوث أي اضطراب في إيران على ضوء الحدث، الذي جعل «المرشد الأعلى» الإيراني يظهر إعلاميًّا، ليطمئن الناس ويبدد القلق على مسار الحكم في إيران، حيث هناك نائب الرئيس وبأن كل شيء سيكون طبيعيًا في إدارة الدولة كما قال!
{ محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، كانت على موعد الرئيس الإيراني للمشاركة في افتتاح أحد السدود، ومشاركة المحافظ مروحية الرئيس «رئيسي» في طريق العودة، فكيف لم يلتفت أحد سواء من العارفين بظروف المناخ في أذربيجان أو في إيران إلى صعوبة الظروف المناخية في ذلك اليوم، إن كانت الأسباب المتعلقة بمصير المروحية هي أسباب مناخية؟! وهل بحيلنا ذلك إلى أسباب أخرى متعلقة بالمروحية ذاتها من حيث قطع الغيار القديمة كما قال البعض، أو بالهجوم السيبراني كما خمن البعض الآخر! أو باستهداف صاروخي كما لمح طرف ثالث؟!
{ إيران بفقدها رئيس الدولة ووزير الخارجية، وكلاهما كما يقال يتصفان بالبرجماتية والمراوحة بين الحدة والاعتدال حسب المصالح أو الرؤى الإيرانية، تكون خسارة وجودهما قد تفتح الأبواب من جديد، على احتمالات سياسية مختلفة ليست بالضرورة تصب في مجال تغير إيراني في رؤيتها السياسية إقليمياً ودولياً وإنما بما يخص الأوضاع الداخلية وهو ما ستكشفه الأيام القادمة بعد رحيل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، وإن كان القادم للحكم سيحمل معه اختلافاً في النماذج التي ستقود إيران في المرحلة القادمة!
{ كل شيء لا يزال يلفه الغموض سواء بما يخص حادث المروحية، أو ما سيعقب الحادث خاصة إذا كان مدبراً من طرف خارجي! إلى جانب أن محطة الاضطرابات الداخلية لم تهدأ ولم ترسو بعد على ميناء حلول جذرية للمشاكل والمطالبات الشعبية الإيرانية، وأن أي فراغ محتمل وإن كان مؤقتاً، يفتح الباب مجدداً للدخول في شحنة التيارات السياسية المتضاربة، والرؤى المختلفة حول المنطلقات الجيوستراتيجية التي على إيران أن تتخذها حتى ترسو سفينة الحكم بأمان!
ننتظر مآلات الحدث وانعكاساته على الوضع الداخلي في إيران، وحتماً الأيام القادمة تحمل الكثير من التوضيحات حول ما حدث وكيف حدث، وكيف سيتصرف المرشد الأعلى الإيراني!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك