القاهرة/القدس المحتلة - الوكالات: قال سكان إن طائرات ودبابات إسرائيلية قصفت مناطق في أنحاء قطاع غزة، فيما التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس وسط دعوات أمريكية لجعل الحملة العسكرية أكثر تركيزا على الأهداف.
وقال البيت الأبيض قبيل الاجتماع إن سوليفان من المتوقع أن يضغط على إسرائيل لتجعل ملاحقة مسلحي حركة حماس بطريقة محددة الأهداف وليس من خلال هجوم واسع النطاق على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وتتوغل إسرائيل في المدينة التي تزعم أنها المعقل الأخير لمقاتلي حماس. وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين من رفح التي كانت واحدة من الأماكن القليلة المتبقية أمامهم ليلوذوا إليها.
وقال ماجد عمران، الذي فرت عائلته من رفح وعادت إلى ما تبقى من منزلها في مدينة خان يونس جنوب القطاع بعد أن نزحت منها قبل نحو خمسة أشهر، لرويترز: «في كل قطاع غزة ما في أمان».
وأضاف: «رجعنا على بيوتنا نصبنا الخيم فوق البيوت المهدمة، خدنا ولادنا وخدنا أحفادنا وبناتنا وجينا قعدنا فوق ركام المنزل. لأن ما في مكان نلجأ له».
وقال سكان إن قوات إسرائيلية توغلت أيضا في الأزقة الضيقة في جباليا بشمال غزة، عائدة إلى منطقة قالت إنها أخرجت مقاتلي الحركة منها في وقت سابق من الصراع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن العمليات في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة، دقيقة وتهدف إلى منع حماس من إعادة إحكام قبضتها هناك.
وقبل محادثات أمس قال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو وكبار مساعديه سيحاولون التوصل إلى اتفاق مع سوليفان بشأن ضرورة المضي قدما في عملية رفح.
وقال المسؤول الذي تحدث إلى رويترز شريطة عدم نشر هويته إن الشكوك الأمريكية السابقة بشأن جدوى الإجراءات الإنسانية الإسرائيلية ربما تبددت بعد إجلاء نحو نصف الفلسطينيين من المدينة في 12 يوما. وأضاف: «لقد أظهرنا أن هذا ليس ضروريا فحسب، بل إنه قابل للتنفيذ».
وقال المسؤول إن إسرائيل ستعبر أيضا عن مخاوفها بشأن عشرات الأنفاق التي تقول إن قواتها عثرت عليها أسفل رفح وتمتد إلى مصر المجاورة التي نددت بالعدوان الإسرائيلي.
وقال المسؤول بوزارة العدل الإسرائيلية نوعام جلعاد، خلال جلسة في لاهاي يوم الجمعة، إن «حماس تستخدم هذه الأنفاق للتزود بالأسلحة والذخيرة، ومن المحتمل أن يتم استخدامها لتهريب رهائن أو كبار عناصر حماس إلى خارج غزة»، في تفاصيل نادرة عن اتهامات نفتها هيئة الاستعلامات المصرية قبل ذلك ووصفتها بأنها غير صحيحة.
وقال نتنياهو إن العملية في رفح، حيث تعتقد إسرائيل أن ما يصل إلى ربع قوات حماس المقاتلة متحصنة، يمكن أن تكتمل في غضون أسابيع.
وتشعر واشنطن بالقلق على مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون في رفح، وأشارت إلى الحاجة ليس فقط إلى إجلائهم بل ضمان مأوى بديل مناسب.
وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة أن القصف الاسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات للاجئين. وقال المتحدث باسمه محمود بصل لوكالة فرانس برس: «تمكنت طواقم الدفاع المدني بمحافظة الوسطى من انتشال 31 شهيدا و20 إصابة من منزل يعود لعائلة حسان حيث تم استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم النصيرات». وأكد أن «عمليات البحث عن مفقودين مستمرة حتى اللحظة». وذكر الدفاع المدني الفلسطيني في غزة في بيان أن فرق الإنقاذ انتشلت حتى الآن جثث 150 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية، في حين أظهر إحصاء للدفاع المدني أن القصف الجوي والبري الإسرائيلي دمر 300 منزل.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 35456 فلسطينيا وإصابة 79476 آخرين منذ السابع من أكتوبر. وحذرت منظمات الإغاثة من انتشار الجوع ونقص الوقود والإمدادات الطبية على نطاق واسع.
وقال الجيش الأمريكي يوم الجمعة إن شاحنات بدأت تنقل المساعدات إلى شاطئ غزة من رصيف بحري مؤقت قامت القوات الأمريكي ببنائه قبالة الساحل، وهي المساعدات الأولى التي تصل إلى القطاع عبر البحر منذ أسابيع.
وأصدرت لجان المقاومة الشعبية، وهي جماعة مسلحة تقاتل إلى جانب حماس في غزة، بيانا قالت فيه إن بناء الرصيف جاء لتخفيف الضغط السياسي على إسرائيل.
وقالت في البيان: «نرفض أي وجود صهيوني أو أجنبي على شاطئ بحر غزة قطاع غزة أو معابرها، وستكون أي قوة أمريكية أو صهيونية أو غيرها توجد على أي شبر من أرضنا هدفا شرعيا لمقاومينا ومجاهدينا».
وأثارت حماس يوم السبت أيضا مخاوف بشأن الرصيف، وحذرت من وجود أي قوة عسكرية أجنبية في غزة، لكنها لم توجه أي تهديدات مباشرة.
وفي مارس قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عند إعلان خطط لبناء الرصيف البحري: «لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك