أتلانتا - (رويترز): ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد خطابا في حفل تخريج دفعة جديدة من كلية مورهاوس تخلله تصفيق وهتافات لكنه شهد أيضا إدارة بعض الطلبة ظهورهم لبايدن رفضا لدعمه لإسرائيل في حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ويثير دعم بايدن لإسرائيل احتجاجات في عديد من الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة.
ويعد خطاب بايدن أمس في كلية مورهاوس، التي تأسست تاريخيا لتعليم الرجال السود، جزءا من حملته للانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام والتي يسعى خلالها إلى إصلاح علاقته مع الشبان السود وتهدئة الغضب الناجم عن تأييده لإسرائيل. وقال بايدن وسط تصفيق الحضور «تشهد غزة أزمة إنسانية، ولهذا السبب دعوت إلى وقف فوري لإطلاق النار». وأضاف «أعلم أن ذلك يغضب ويحبط الكثيرين منكم، بما في ذلك أسرتي».
ولم يتخلل خطاب بايدن إلى حد بعيد احتجاجات تعرقله، مثل التي أدت إلى إلغاء حفلات تخرج في جامعات أخرى، لكن طلابا أداروا كراسيهم حتى يديروا ظهورهم له، كما رفع أحد الخريجين العلم الفلسطيني لفترة وجيزة. وارتدى بعض الخريجين الكوفية التي أصبحت رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية في حين دعوا إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار.
وفي السنوات السابقة، كانت مثل هذه الخطابات في مختلف الجامعات تملؤها عبارات التشجيع المعتادة، إلا أن أهمية خطاب الرئيس للخريجين الجدد هذه المرة تبرز مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة واستياء الشبان من الرئيس الديمقراطي الحالي وقرب سباق الانتخابات هذا العام. واندلعت الحرب ردا على هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ويأمل بايدن (81 عاما) هذا العام في اقتناص لحظات تنال اهتماما ويستطيع من خلالها إقناع الناخبين المنهكين الذين يوافقون على سياساته لكنهم غير مقتنعين بالتصويت له. وأشار مسؤولون في حملته إلى علامات على تراجع التأييد له بين الشبان السود على وجه الخصوص.
وتأسست كلية مورهاوس عام 1867 لتثقيف الرجال السود الذين نالوا حريتهم من العبودية. وكان من بين خريجي هذه الجامعة المناضل في مجال الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج الابن. وأولى الرئيس الأمريكي الاهتمام بالكليات والجامعات التي كانت مخصصة في الأساس للسود وخصص المليارات من التمويل الإضافي لها وأشاد بها باعتبارها أدوات لتعزيز الحراك الاقتصادي.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس هذا الشهر تعادل التأييد بين بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب من قبل الناخبين دون 40 عاما. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست/إبسوس الشهر الماضي أن 62 بالمئة فقط من الناخبين السود حسموا أمرهم في التصويت مقارنة مع 74 بالمئة قبل أربع سنوات تقريبا. وفي عام 2020 أظهرت استطلاعات أن تسعة من كل 10 ناخبين سود أيدوا بايدن.
وتحدث مساعدون في البيت الأبيض عن الحالة المزاجية في الأسابيع الماضية داخل حرم كلية مورهاوس حيث دعا بعض أعضاء هيئة التدريس والطلبة إلى إلغاء دعوة الرئيس بسبب دعمه لإسرائيل وعدم ارتياحهم لخطابه خلال موسم الحملة الانتخابية. وأجرى بعض الطلبة السود مقارنات بين تجربة الفلسطينيين الذين لا يملكون دولة معترفا بها رسميا وتجارب على مر التاريخ مثل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وقوانين جيم كرو التي فرضت فصلا عنصريا بين السود والبيض مما أجج احتجاجات في أجيال سابقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك