العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

ما الذي يميز «قمة البحـرين»؟

منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬تبارى‭ ‬المحللون‭ ‬السياسيون‭ ‬في‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة،‭ ‬ومدى‭ ‬توافقها‭ ‬مع‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬وتناقلت‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬والصحف‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬صور‭ ‬وكلمات‭ ‬القادة‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يميز‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬القمم‭ ‬العربية‭ ‬السابقة؟

قبل‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬استضافت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬القمم‭ ‬العربية،‭ ‬فرغم‭ ‬سخونة‭ ‬الأحداث‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬والاقليم‭ ‬بأكمله‭ ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬بقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬وفّرت‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬لاحتضان‭ ‬وفود‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شجّع‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬الكبير‭ ‬للقادة‭ ‬العرب‭ ‬كأحد‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬نجاح‭ ‬القمة‭.‬

كما‭ ‬بذلت‭ ‬الحكومة‭ ‬وكل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬جهودًا‭ ‬كبيرةً‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التسهيلات‭ ‬اللوجستية‭ ‬والأمنية‭ ‬لإنجاح‭ ‬القمة،‭ ‬وتفاعل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬استضافة‭ ‬القمة‭ ‬مُرحبًا‭ ‬بضيوف‭ ‬المملكة‭.‬

أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قال‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭: ‬‮«‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تمتلك‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الموارد،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والبشر،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمة‭ ‬شرطٌ‭ ‬أساسي‭ ‬وحيد‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الاتحاد‭. ‬لقد‭ ‬أظهر‭ ‬التاريخ‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬أن‭ ‬الانقسامات‭ ‬تفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية،‭ ‬ما‭ ‬يغذّي‭ ‬الصراعات‭ ‬ويؤجج‭ ‬التوترات‭ ‬الطائفية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يُشعل‭ ‬فتيل‭ ‬الإرهاب‭ ‬ولو‭ ‬بغير‭ ‬قصد،‭ ‬وهذه‭ ‬عقبات‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬وتعيقكم‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬رفاه‭ ‬شعوبكم‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬متسقة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الطرح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديمها‭ ‬مبادرات‭ ‬نوعية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬صفّا‭ ‬واحدا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدياتها؛‭ ‬حتى‭ ‬يستمع‭ ‬العالم‭ ‬لصوت‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ولا‭ ‬يديروا‭ ‬ظهورهم‭ ‬لمطالبهم‭.‬

وتميزت‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬بحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬نحو‭ ‬‮«‬استشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬برؤية‭ ‬ثاقبة،‭ ‬وحكمة‭ ‬متوازنة‭ ‬وهادئة،‭ ‬وبموقف‭ ‬عربي‭ ‬موحّد‮»‬،‭ ‬واتضح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬عبّر‭ ‬عنه‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬حرصت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وما‭ ‬اقترحته‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬تستهدف‭ ‬خلق‭ ‬البيئة‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة‭ ‬لكافة‭ ‬شعوب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬للمنطقة‭.‬

تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬والمقترحات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الحرص‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بأن‭ ‬قادتها‭ ‬ليسوا‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوبها،‭ ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬دعوة‭ ‬جماعية‭ ‬لعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬بما‭ ‬ينهي‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬لكافة‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ويجسد‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة،‭ ‬ذات‭ ‬السيادة،‭ ‬والقابلة‭ ‬للحياة،‭ ‬وفقا‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬للعيش‭ ‬بأمن‭ ‬وسلام‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬سبيلا‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالتحرك‭ ‬الفوري‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬دول‭ ‬العالم؛‭ ‬لحثهم‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬السريع‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التشاور‭ ‬بين‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬هذا‭ ‬التحرك،‭ ‬وإفادة‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية؛‭ ‬وذلك‭ ‬دعما‭ ‬للمساعي‭ ‬العربية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬لدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كدولة‭ ‬مستقلة‭ ‬وذات‭ ‬سيادة‭ ‬كاملة،‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف،‭ ‬وذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬اتساق‭ ‬المملكة‭ ‬مع‭ ‬الهمّ‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬الشارع‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبتلك‭ ‬المقترحات‭ ‬تنتقل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خانة‭ ‬الأقوال‭ ‬إلى‭ ‬خانة‭ ‬الأفعال،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المزايدات‭ ‬التي‭ ‬ترددها‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬دائما،‭ ‬متغافلة‭ ‬عن‭ ‬المتغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

كما‭ ‬حملت‭ ‬مبادرات‭ ‬البحرين‭ ‬أملا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مطالبتها‭ ‬بتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ممن‭ ‬حُرموا‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬وتداعيات‭ ‬النزوح‭ ‬واللجوء‭ ‬والهجرة،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للثقافة‭ ‬والعلم‭ ‬والتربية‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذا‭ ‬المقترح‭ ‬يؤكد‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬الجهل‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬نشر‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والكراهية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬اللقمة‭ ‬السائغة‭ ‬في‭ ‬أيادي‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وكذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الإدراك‭ ‬البحريني‭ ‬الكامل‭ ‬لأحد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬منها‭.‬

وتتواصل‭ ‬الإسهامات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬مبادرة‭ ‬تُعنى‭ ‬بتحسين‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وتطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الدواء‭ ‬واللقاحات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وضمان‭ ‬توافر‭ ‬الدواء‭ ‬والعلاج،‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذا‭ ‬المقترح‭ ‬يضع‭ ‬لبنة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية،‭ ‬تحسبا‭ ‬لأي‭ ‬تهديدات‭ ‬مستقبلية؛‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬تحدي‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬هاجم‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ ‬خلت‭.‬

ولأن‭ ‬البحرين‭ ‬ومليكها‭ ‬معني‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬طرحت‭ ‬البحرين‭ ‬مبادرة‭ ‬لتطوير‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬والابتكار‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬ملائمة‭ ‬لتطوير‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬مالية‭ ‬مبتكرة‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهذا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ضرورة‭ ‬امتلاك‭ ‬العرب‭ ‬مقومات‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬تطورات‭ ‬متسارعة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وآن‭ ‬الأوان‭ ‬لئلا‭ ‬تتخلف‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬إسهاماتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نظل‭ ‬أسرى‭ ‬لغزو‭ ‬فكري‭ ‬وثقافي‭ ‬يأتينا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجديدة‭.‬

قمة‭ ‬البحرين‭ ‬تميزت‭ ‬أيضا‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬قمة‭ ‬فلسطين‭ ‬بامتياز،‭ ‬فمن‭ ‬يقرأ‭ ‬إعلان‭ ‬البحرين‭ ‬يَلحَظ‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬كلمات‭ ‬البيان‭ ‬تستهدف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬ذلك‭ ‬الجرح‭ ‬الدامي‭ ‬في‭ ‬جبين‭ ‬العالم‭ ‬والإنسانية،‭ ‬بل‭ ‬خصصت‭ ‬القمة‭ ‬بيانا‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬شددوا‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬فورا،‭ ‬وطالبوا‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬فوري‭ ‬حول‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تركت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬بصمة‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬القمم‭ ‬العربية،‭ ‬وسوف‭ ‬تتواصل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬رئاسة‭ ‬المملكة‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬وأتطلع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬تشابكات‭ ‬الملفات‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تصفير‭ ‬أزماتها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا