كييف -(أ ف ب): أعلنت أوكرانيا أمس الجمعة أن القوات الروسية تدمر مدينة فوفتشانسك، وأنها تواصل تقدمها في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، المستهدفة بهجوم بري منذ العاشر من مايو. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن الهجوم هدفه الرد على الضربات الأوكرانية التي استهدفت الأراضي الروسية في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن قواته تتقدم «كما هو مخطط».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية امس الجمعة أن جيشها يواصل التقدم في شمال شرق أوكرانيا وأنه سيطر على 12 قرية في منطقة خاركيف خلال أسبوع منذ إطلاق هجوم بري جديد كبير. وفقًا لموسكو، أطلقت أوكرانيا أكثر من مائة طائرة مسيّرة خلال الليل على جنوب البلاد، فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في عام 2014، ما أسفر عن مقتل شخصين وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي واشتعال حرائق في البنية التحتية للطاقة الروسية.
وأشار حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف، في حديث إعلامي إلى أن القوات الأوكرانية لم تتمكن لغاية الآن من إيقاف العدو. وقال: «يستخدم العدو الدبابات والمدفعية لتدمير فوفتشانسك. ومن المستحيل عمليا الوجود في المنطقة». ولا يزال نحو 200 مدني موجودين في المنطقة الواقعة على مسافة نحو خمسين كيلومترا من العاصمة الإقليمية خاركيف، بعدما كانت تعدّ 18 ألف نسمة قبل الحرب.
وغالبا ما يلجأ الجيش الروسي إلى تدمير المدن الأوكرانية بالقصف المتكرر لبسط سيطرته عليها، كما حصل في باخموت العام الماضي وأفيديفكا في فبراير. وتقدمت القوات الروسية في محور هجومها الثاني في المنطقة باتجاه الغرب، مستهدفة قرية لوكيانتسي، لفتح الطريق إلى ليبتسي، وهي منطقة أخرى على الطريق المؤدي إلى خاركيف.
وأضاف: «الأعمال العدائية مستمرة في لوكيانتسي. نعم، العدو يتقدم في المنطقة لكن جنودنا ما زالوا يحاولون السيطرة عليها». وأشار قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، على تلغرام إلى أن القوات الروسية «وسعت منطقة القتال النشطة بمقدار 70 كيلومترا». وشدد على ضرورة «صدّ أي تقدم جديد» متعهدا باللجوء إلى «الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية والدبابات لإلحاق أكبر قدر من الخسائر».
وشنت روسيا هجوماً مباغتا شمال أوكرانيا في العاشر من مايو، فوسعت الجبهة في وقت كانت تنفذ فيه أوكرانيا هجمات دفاعية في الشرق والجنوب، في ظل نقص الذخيرة والعناصر. واتهمت السلطات الأوكرانية الجيش الروسي بإعدام مدني أوكراني واحد على الأقل واستخدام مدنيين «دروعا بشرية» في فوفتشانسك، حيث أُجلي حوالي 9300 مدني.
وحققت موسكو أكبر مكاسبها الإقليمية منذ نهاية عام 2022، حيث سيطرت على نحو 257 كيلومترا مربعا في منطقة خاركيف وحدها، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات للمعهد الأمريكي لدراسة الحرب (ISW).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك