اشتبك مقاتلو المقاومة الفلسطينية مع القوات الإسرائيلية في أزقة جباليا الضيقة بشمال غزة أمس في بعض من أعنف الاشتباكات منذ عودة قوات الاحتلال إلى المنطقة قبل أسبوع، بينما هاجم مقاتلون في الجنوب دبابات محتشدة حول رفح.
وقال سكان إن المدرعات الإسرائيلية توغلت حتى السوق في قلب جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة، وإن الجرافات تهدم المنازل والمتاجر في طريقها وهي تتقدم.
وقال أيمن رجب، وهو من سكان غرب جباليا وأب لأربعة أطفال «تركيز إسرائيل اليوم على جباليا، الدبابات والطيارات بيدمروا مربعات سكنية ومحلات والسوق والمطاعم، كل شيء، وهاد بيحصل قدام العالم اللي بيشوف بعين واحدة».
وأردف قائلا لرويترز عبر تطبيق للتراسل «العار على هيك عالم، وفي نفس الوقت الأمريكان بدهم يبعتولنا أكل.. ما بدنا طعام إحنا بدنا تنتهي الحرب وبعدها بندبر حالنا لحالنا».
وقبل أشهر أعلنت إسرائيل أن القوات طهرت جباليا، لكنها قالت الأسبوع الماضي إنها تعود إلى المنطقة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها هناك.
ورغم مرور سبعة أشهر على العدوان، لا يزال بوسع فصائل المقاومة القتال في مختلف أنحاء غزة باستخدام الأنفاق شديدة التحصين في شن هجمات، مما يسلط الضوء على صعوبة تحقيق هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلن وهو القضاء على حركة حماس.
وقصفت الدبابات والطائرات الحربية الإسرائيلية أجزاء من رفح أمس في حين قال الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إنهما أطلقا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر على قوات محتشدة إلى الشرق والجنوب الشرقي وداخل معبر رفح الحدودي مع مصر.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من 630 ألف شخص اضطروا إلى الفرار من رفح منذ بدء العدوان على المدينة في السادس من مايو.
وأضافت أن «الكثيرين نزحوا إلى دير البلح التي باتت حاليا مكتظة على نحو لا يحتمل وسط ظروف مزرية».
ودير البلح الواقعة إلى الشمال من رفح، هي المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تتعرض لهجوم من القوات الإسرائيلية حتى الآن.
ويقول أطباء في مستشفى الكويت التخصصي في جنوب قطاع غزة إن هذا المستشفى من الأماكن النادرة في رفح التي يلوذ بها مصابون ومرضى على وشك الاحتضار لتلقي الرعاية الصحية لكن هذا الدور قد يتعرض لضغوط تفوق الطاقة إذا شنت إسرائيل اجتياحا كاملا للمدينة.
ويقول عاملون في مستشفى الكويت التخصصي إنهم يخشون من أن اجتياحا شاملا سيسفر عن تدفق هائل للمصابين يفوق طاقة أطباء مرهقين بالفعل ويشكون أصلا من نقص الأدوية والمعدات اللازمة.
وقال الطبيب جمال الهمص «نحن هنا منذ بدء العدوان وحتى الآن وآمل أنهم لن يستهدفونا ولن يهددونا».
وتابع قائلا «أتمنى أن يواصل الطاقم الطبي بأكمله تقديم خدماته للمصابين والمرضى في حالة حرجة ومن يعانون من أمراض مزمنة».
وبجوار بوابات المستشفى تنتظر سيارات إسعاف بينما تتصاعد أعمدة دخان إلى السماء من منطقة قريبة.
وتعرض النظام الصحي في قطاع غزة لانهيار شبه كامل بسبب وطأة القصف الإسرائيلي المستمر الذي بدأ بعد هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن الهجوم في ذلك اليوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ويشكو الأطباء من اضطرارهم لإجراء عمليات جراحية تشمل بتر أطراف من دون تخدير المرضى أو منحهم مسكنات للألم.
وروى عبد الإله فرحات وهو مصاب في المستشفى كيف نجا من موت محقق من ضربة إسرائيلية لدى بحثه عن متجر للبقالة.
وقال فرحات «الحمد لله ربنا كتب لنا إنه نتصاب وربنا اللي سلمني. يعني الصاروخ بينه وبين الشاب متر».
وأضاف «رموا (الإسرائيليون) صاروخا على ناس مدنية ماشية عادي بتدور على لقمة عيشها».
وذكر شهود وعاملون في القطاع الطبي أن القوات الإسرائيلية هاجمت المستشفيات وحاصرتها وقتلت أطباء ومدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس إن ما لا يقل عن 35303 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 79261 في العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك