رفح - الوكالات: استمر آلاف المدنيين في الفرار أمس من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي يقصفها الجيش الإسرائيلي ويهددها بعدوان بري واسع النطاق تزامنا مع إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة.
ومع تواصل القصف والقتال الدامي في قطاع غزة المحاصر الذي دمره العدوان الإسرائيلي، يعاود السكان البحث عن ملاذ بعدما نزحوا عدة مرات منذ بداية العدوان، رغم تأكيد الأمم المتحدة أن «لا مكان آمنا في غزة».
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 450 ألف شخص «نزحوا قسرا» منذ أن أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين بمغادرة المناطق الشرقية من رفح في 6 مايو.
ومع مرور أكثر من سبعة أشهر على العدوان في السابع من أكتوبر، استشهد 35233 شخصا في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل تجنبت «كارثة إنسانية» في رفح.
وهدد الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أسبوع بالحد من المساعدات العسكرية لإسرائيل وسط مخاوف من هجوم كبير على رفح. لكن الإدارة الأمريكية أبلغت الكونجرس الثلاثاء أنها ستسلم أسلحة إلى إسرائيل بقيمة نحو مليار دولار، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر مطلعة.
كما حثّ الاتحاد الأوروبي إسرائيل أمس على «الوقف الفوري» لعمليتها في رفح، وإلا فإنها «ستضع حتما ضغطا شديدا» على علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.
فيما يتعلق بحسابات ما بعد العدوان، قال نتنياهو: «نقوم منذ عدة أشهر بمحاولات مختلفة لإيجاد حل لهذه المشكلة المركبة».
من جانبه، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب أمس عن «عدم موافقته على السيطرة» الإسرائيلية على قطاع غزة بعد الحرب.
وأضاف: «أدعو رئيس الوزراء إلى إعلان أننا لن نحكم غزة... لن أقبل أن تسيطر إسرائيل على غزة».
وأفاد صحفيون من وكالة فرانس برس وشهود عيان عن غارات جوية وقصف مدفعي ومعارك خلال الليل والصباح في رفح (جنوب) وجباليا وحي الزيتون في جنوب مدينة غزة (شمال).
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس خوضها مواجهات مع القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين. وأشار جيش الاحتلال أيضا إلى معارك «كثيفة» في هذه المدينة.
وأشار الجيش إلى حصول قتال في «مناطق محددة» في شرق رفح، مؤكدا أنه شنّ عملية على مركز تدريب لحماس وقضى على مقاتلين وضبط كمية كبيرة من الأسلحة.
وفي مخيم جباليا شمال غزة قال سكان إن دبابات إسرائيلية دمرت مجموعات من المنازل لكنها واجهت مقاومة شديدة. وقال أحد السكان وقد عرف نفسه فقط باسم أبو جهاد: «الغزاة بيحاولوا انهم يدمروا المخيم، وبيقصفوا بيوت الناس على روس اللي فيها، بنعرف عن عائلات كتير محاصرين داخل بيوتهم».
وقال الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إن مسلحيه قتلوا وأصابوا جنودا مشاة إسرائيليين في جباليا، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قضى على العديد من المسلحين في المخيم، الذي زعم أنه طهره قبل أشهر.
وأعلنت إسرائيل مقتل جندي في جنوب غزة، وقال مراسل لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن هذا هو أول قتيل من الجيش في رفح منذ بدء العملية البرية هناك.
وفي الشمال، قال الجيش الإسرائيلي إنه أنهى عملية في منطقة الزيتون أسفرت عن مقتل «عشرات» المسلحين. وقال سكان إن الدبابات انسحبت من المنطقة، وإن عشرات المنازل دمرت أو لحقت بها أضرار، في حين قال مسعفون فلسطينيون إن عشرات المدنيين استشهدوا وأصيبوا.
من ناحية أخرى تفاقم الخلاف بين إسرائيل والأمم المتحدة مع مطالبة جيش الاحتلال بتفسير للقطات فيديو تظهر مسلحين بجوار مركبات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ونفت الأونروا مزاعم التعاون مع حماس.
وقالت الوكالة إنها تفحص اللقطات وستكشف عن المعلومات بمجرد توافرها. وقال سامي أبو زهري القيادي البارز في حماس لرويترز إن الرجال كانوا هناك لحماية عملية توزيع المساعدات.
وأوضح أبو زهري لرويترز: «هذي ادعاءات زائفة وكاذبة، هذه قوة شرطية تؤمن مراكز المساعدات من عمليات النهب والسرقة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك