أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 80 شخصاً في الساعات الـ24 الأخيرة حتى صباح أمس.
وفي الساعات الأولى من صباح أمس أفاد شهود ومراسلون في وكالة فرانس برس عن تنفيذ القوات الإسرائيلية غارات جوية على مناطق مختلفة من غزة، بما في ذلك مدينة رفحو المكتظة بنحو 1.4 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النازحين.
ودارت معارك عنيفة في شرق رفح حيث توغّل الجيش الإسرائيلي بدباباته في السابع من مايو وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبرها وأغلق بوابة مهمّة أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان المهدّدين بالمجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.
كما طال القصف غرب رفح، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق المدينة بشكل متواصل، وفقاً لشهود.
وقالت هديل رضوان (32 عاماً) التي نزحت من مدينة غزة لوكالة فرانس برس إنّ «القصف والغارات متواصلان. إنّه أمر مخيف للغاية. أنا خائفة على أطفالي».
وأضافت: «هربنا من شمال القطاع باتجاه رفح بسبب عمليات القصف والآن يتكرّر السيناريو ذاته. جهّزنا أغراضنا للفرار مجدّداً، ولكن لا نعرف إلى أين نذهب. ليس لدينا مكان نذهب إليه وليس لدي خيمة حتّى».
وبعد مرور سبعة أشهر على العدوان عادت القوات الإسرائيلية للقتال في مناطق بشمال قطاع غزة يفترض أنها طهرتها قبل أشهر، ما يسلط الضوء على الشكوك المتزايدة إزاء هدف القضاء على حركة حماس الذي تعلنه الحكومة الإسرائيلية.
ودار قتال عنيف في منطقة الزيتون بمدينة غزة وفي محيط جباليا شمالي المدينة، وكلاهما سيطر عليه الجيش العام الماضي قبل أن يواصل تقدمه في القطاع.
ووسط ضغوط دولية لوقف إطلاق النار يسلط تجدد القتال هناك الضوء على القلق في إسرائيل من أن عدم وجود خطة استراتيجية واضحة لغزة سيترك حماس مسيطرة فعليا على الجيب الذي تحكمه منذ عام 2007.
وقال ميخائيل ميلشطاين ضابط المخابرات العسكرية السابق وأحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في شؤون حماس: «إذا اعتمدنا على استراتيجية الاستنزاف المستمر أو العمليات المحددة ضد حماس، فإنه لن يتحقق هدف انهيار حكومة أو مقاتلي الحركة».
وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل يوم الاثنين إن واشنطن تشك في قدرة إسرائيل على تحقيق «نصر كاسح في ساحة المعركة».
وفيما أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 82 فلسطينياً على الأقل خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أشارت إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع منذ اندلاع العدوان قبل أكثر من سبعة أشهر إلى 35173 شخصاً غالبيتهم من المدنيين.
إلى جانب ذلك عبرت منظمة الصحة العالمية أمس عن ثقتها الكاملة في إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة لعدد الشهداء، قائلة إن الوزارة تقترب بالفعل من تأكيد هذا العدد، وذلك بعدما شككت فيه إسرائيل.
وحدّثت وزارة الصحة في القطاع الأسبوع الماضي تحليلها لإجمالي عدد الشهداء البالغ نحو 35 ألفا، وقالت إنه تم التعرف بشكل كامل على هويات نحو 25 ألفا منهم حتى الآن، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأثار ذلك ادعاءات من إسرائيل بعدم الدقة إذ سبق وذكرت السلطات الفلسطينية أن أكثر من 70 بالمائة من الشهداء من النساء والأطفال. وأعادت وكالات الأمم المتحدة نشر هذه الأرقام نقلا عن مصدرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك