دارت معارك عنيفة بين عناصر المقاومة الفلسطيني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة أمس، وخصوصاً في رفح.
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود عن حدوث اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومقاتلي الفصائل الفلسطينية في مناطق مختلفة من القطاع.
وفي الأيام الأخيرة، احتدم القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي المقاومة في شمال القطاع. وبعد أشهر قليلة من إعلان تفكيك قيادة حماس في تلك المناطق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الحركة «تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية» هناك.
وفي جباليا، حاولت الدبابات التقدم باتجاه وسط المخيم، وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة. وقال سكان إن قذائف الدبابات تسقط في وسط المخيم وإن الضربات الجوية دمرت عددا من المنازل.
وقال سكان ومسعفون إن عدة أشخاص استشهدوا وأصيبوا في سلسلة من الضربات الجوية على المخيم أثناء الليل. وقال المسعفون إنهم لم يتمكنوا من إرسال فرق إلى بعض المناطق بسبب كثافة القصف الإسرائيلي لكن لديهم تقارير عن سقوط شهداء.
وفي رفح كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة. وسقط شهداء في ضربة جوية على منزل في حي البرازيل.
وأفاد مراسلو فرانس برس عن عمليات قصف بمشاركة المروحيات على أحياء في شرق المدينة طلب الجيش مطلع الأسبوع الماضي سكانها إلى إخلائها.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في رفح وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر اعتباراً من الثلاثاء الماضي.
وقال سكان إن الدبابات الإسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين الذي يقسم الجزء الشرقي من المدينة، ولا يزال الجزء الشرقي من رفح «مدينة أشباح».
وأبلغ السكان عن احتدام القتال وعن مشاهدة قوات ودبابات إسرائيلية في جنوب شرق منطقة رفح.
وقال جاك ليو السفير الأمريكي لدى إسرائيل أمس الأحد إن التوغل في رفح لا يزال في نطاق مقبول لواشنطن.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت الأحد «جنود وآليات العدو» قرب معبر رفح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن تكبد قواته إصابات خطيرة جراء العمليات القتالية المستمرة في قطاع غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له «إصابة جنديين بجروح خطيرة في جنوب قطاع غزة»، فضلا عن إصابة «3 موظفين متعاقدين مع وزارة الدفاع بجروح منها واحدة خطيرة بجنوب قطاع غزة».
في هذه الأثناء، استمرت حركة النزوح كثيفة من رفح سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، لا يعرفون إلى أي يذهبون بعد أن استحالت معظم مناطق القطاع ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس «السلطات الإسرائيلية تواصل إصدار أوامر التهجير القسري.. هذا يجبر سكان رفح على الفرار إلى أي مكان.. الحديث عن مناطق آمنة كاذب ومضلل. لا يوجد مكان آمن في غزة».
وقال محمد حمد (24 عاما) لوكالة فرانس برس «عشنا الجحيم خلال ثلاثة أيام وأسوأ الليالي منذ بداية الحرب». وحمد من بين 300 ألف فلسطيني تقول إسرائيل إنهم فروا من شرق رفح التي قصفها الجيش بعد صدور الأمر بإخلائها.
وتزامن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تعثّر الجولة الأخيرة من المباحثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف إرساء هدنة تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل. وكانت الحركة قد أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه «بعيد كل البعد عن مطالبها».
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس إنها فقدت الاتصال بمسلحين يحرسون أربعة من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من بينهم هيرش جولدبيرج بولين الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع خلال الأيام العشرة الماضية. وجاء في بيان لكتائب القسام «نتيجة القصف الصهيوني الهمجي خلال العشرة أيام الماضية انقطع اتصالنا مع مجموعة من مجاهدينا تحرس أربعة من الأسرى الصهاينة من بينهم الأسير هيرش جولدبيرج بولين».
وأفادت وزارة الصحة بغزة أمس بأن حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة ارتفعت إلى 35091 شهيدا منذ السابع من أكتوبر.
وقالت الوزارة في بيان إنه تم إحصاء «57 شهيدا و82 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية». ولفتت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفا و827 منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وحذرت وزارة الصحة بغزة أمس من انهيار المنظومة الصحية في غزة خلال «ساعات قليلة» بسبب شح الوقود جراء تقييد العدو الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب «ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك