القاهرة - الدوحة - الوكالات: تضاءلت احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أمس على ما يبدو في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلب حركة حماس بأن يتضمن أي اتفاق إنهاء العدوان على القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وغادر وفد حركة حماس القاهرة مساء أمس للتشاور على أن يعود إليها غدا لاستكمال المفاوضات حول الهدنة، وفق ما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من الاستخبارات المصرية.
وأوردت القناة في موقعها الإلكتروني نقلا عن «مصدر مطّلع» أن «وفد حركة حماس غادر القاهرة مساء أمس (الأحد) للتشاور على أن يعود بعد غد (الثلاثاء) لاستكمال المفاوضات». وكان وفد الحركة التفاوضي قد وصل إلى القاهرة السبت. وذكر مسؤول مطلع على محادثات الوساطة في وقت متأخر من مساء أمس إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز توجه من القاهرة إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري.
وأضاف المصدر «بيرنز في طريقه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات».
وفي وقت سابق من أمس أكدت حركة حماس في بيان «تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية، وحرصها وتصميمها على الوصول إلى اتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية وينهي العدوان بشكل كامل ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة وعودة النازحين وتكثيف الإغاثة وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل الأسرى».
وقال مسؤولون فلسطينيون إن وفد حركة حماس تمسك بموقفه المتمثل في أن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء العدوان، وذلك خلال اليوم الثاني من المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر.
ولم يتوجه مسؤولون من إسرائيل إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات لكن نتنياهو أكد أمس مجددا هدف إسرائيل المعلن منذ بداية العدوان قبل ما يقرب من سبعة أشهر، وهو نزع سلاح حركة حماس وتفكيكها إلى الأبد. وقال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتا من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، والذين يُعتقد بأن عددهم يتجاوز 130.
وأضاف «لكن في حين أبدت إسرائيل استعدادا، لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وبقاؤها في السلطة... لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك». وقال مسؤول مطلع على المحادثات لرويترز «أحدث جولة من الوساطة في القاهرة على وشك الانهيار».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن حماس غير جادة على ما يبدو فيما يتعلق بالتوصل إلى هدنة.
وأضاف «نلاحظ مؤشرات مقلقة على أن حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق معنا... هذا يعني أن تحركا عسكريا قويا سيبدأ في رفح في المستقبل القريب جدا، وكذلك في بقية أنحاء القطاع».
وفي بيان صدر بعد تعليقات نتنياهو بقليل، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس إن الحركة «ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى».
وحمَل هنية نتنياهو مسؤولية «اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن العدوان الإسرائيلي على القطاع أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 34600 فلسطيني وإصابة أكثر من 77 ألفا، ودمر أيضا جزءا كبيرا من القطاع الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية.
وأعلنت إسرائيل عزمها منذ أشهر إرسال قوات إلى مدينة رفح الجنوبية التي يلوذ بها أكثر من مليون من سكان غزة النازحين.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الجمعة إن هذا التوغل سيعرض حياة مئات الآلاف للخطر وسيمثل ضربة قوية لعمليات الإغاثة في القطاع بأكمله.
وقال سكان ومسؤولون بقطاع الصحة إن طائرات ودبابات إسرائيلية واصلت قصف مناطق في أنحاء القطاع الفلسطيني الليلة قبل الماضية مما أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك