القدس المحتلة – الوكالات: أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوما بريا في رفح «مع أو بدون» هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وأطلق نتنياهو تحذيراته رغم معارضة الكثير من العواصم العربية والغربية ومنظمات إنسانية عملية برية في رفح التي أعربت عن تخوّفها من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في حال شن هجوم على هذه المدينة التي لجأ إليها 1.5 مليون فلسطيني.
في الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد حركة حماس على مقترح الهدنة أربعين يوما التي تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال ورهائن محتجزين في غزة.
وعلى هذا الصعيد، قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس أمس إن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر حتى «مساء الأربعاء» رد حركة حماس على مقترح هدنة في غزة قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: «إسرائيل ستتخذ قرارا بمجرد أن تقدم حماس ردّها... سننتظر حتى مساء الأربعاء قبل اتخاذ قرار» بشأن إرسال الوفد من عدمه.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعرب أثناء وجوده في الرياض يوم الإثنين عن «أمله» الحصول على ردّ إيجابي من حماس «على اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل».
لكن رغم استنكار الكثير من العواصم العربية والغربية ومنظمات إنسانية تؤكد إسرائيل أنها ستمضي قدما في خطتها لشن هجوم بري على رفح الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تعدها إسرائيل المعقل الرئيسي الأخير للحركة.
وقال نتنياهو خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن وفق ما نقل عنه مكتبه: «فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل».
ويؤكّد نتنياهو أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007، وتحرير الرهائن.
وبعد اجتماع عُقد يوم الإثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر اللتين تقودان جهود الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة غادر وفد حماس العاصمة المصرية إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الأخير، حسبما أفاد مصدر من الحركة وكالة فرانس برس.
وقال المصدر: «نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن»، في وقتٍ أفاد موقع قناة «القاهرة الإخباريّة» المقرب من الاستخبارات المصريّة بأنّ وفد حماس «سيعود» إلى القاهرة مع «ردّ» مكتوب على هذا المقترح.
ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء العدوان بعدما تم التوصل إلى هدنة مدة أسبوع في نهاية نوفمبر سمحت بالإفراج عن 240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل مقابل 105 رهائن من بينهم 80 إسرائيليا ومزدوج الجنسية.
ميدانيا استشهد سبعة فلسطينيين، وأصيب آخرون، أمس، في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الطيران الحربي نفذ سلسلة غارات في المنطقة الشمالية والغربية من مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة نحو 15 آخرين، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بعدة قذائف منازل المواطنين في مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
ووفق الوكالة، شنت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات على حي الزيتون في مدينة غزة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، وإصابة 10 آخرين.
وواصلت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على محور الشهداء قصف أحياء تل الهوى، والشيخ عجلين، والزيتون، تزامن ذلك مع إطلاق الزوارق الحربية قذائف نحو ميناء الصيادين غرب المدينة.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على بلدة ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة سبعة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، فيما استهدفت المدفعية منطقة أبراج الشيخ زايد في بيت لاهيا بالقذائف.
وأطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف صوب منازل المواطنين في المنطقة الشرقية وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين ستة شهداء متحللة في حي الأمل غرب المدينة، فيما لا تزال عمليات البحث جارية لانتشال جثامين من تحت الركام.
وتمكنت طواقم الإسعاف والإنقاذ حتى صباح أمس من انتشال جثامين 24 مواطنا بينهم طفل ونساء، عقب استهداف طائرات إسرائيلية منازل المواطنين في مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوب القطاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك