العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي: استمرار الصراع في غزة كارثة إنسانية

السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

أكد‭ ‬وانغ‭ ‬يي‭ ‬عضو‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للجنة‭ ‬المركزية‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الصيني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصيني‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تحصل،‭ ‬وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬للحضارة‭ ‬الحديثة،‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬عام،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬ونزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فلا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‭.‬

وأضاف‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬نشرتها‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية‭: ‬يعد‭ ‬الدفع‭ ‬بتحقيق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ومنع‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬مقدمة‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭. ‬إن‭ ‬إطالة‭ ‬الحرب‭ ‬تعني‭ ‬تحديا‭ ‬متزايدا‭ ‬لضمير‭ ‬البشرية‭ ‬وتقويضا‭ ‬مستمرا‭ ‬لأساس‭ ‬العدالة‭. ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬اعتمد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬مؤخرا‭ ‬أول‭ ‬قرار‭ ‬يطالب‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬ملزما،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تنفيذه‭ ‬بشكل‭ ‬فعال،‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬والدائم‭ ‬وغير‭ ‬المشروط‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ضمان‭ ‬وصول‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬عوائق،‭ ‬لأنه‭ ‬مسؤولية‭ ‬أخلاقية‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬أي‭ ‬تأخير‭. ‬

وقال‭ ‬‮«‬يرفض‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬رفضا‭ ‬قاطعا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الصراع‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬بحق‭ ‬سكان‭ ‬غزة،‭ ‬ويدعم‭ ‬بنشاط‭ ‬إقامة‭ ‬آلية‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت،‭ ‬ويقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬باستمرار‮»‬‭.‬

كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تصحيح‭ ‬الظلم‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬باعتباره‭ ‬حلا‭ ‬جذريا‭ ‬للصراع‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬أثبتت‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مجددا‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تمكن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬الوطنية‭ ‬المشروعة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وجوهر‭ ‬قضية‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الخروج‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وإزالة‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬والكراهية‭ ‬بشكل‭ ‬جذري،‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬العدالة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتنفيذ‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬وتسوية‭ ‬الهموم‭ ‬الأمنية‭ ‬المشروعة‭ ‬لكل‭ ‬الأطراف‭ ‬سياسيا‭.  ‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ممر‭ ‬دولي‭ ‬مهم‭ ‬لنقل‭ ‬البضائع‭ ‬والطاقة،‭ ‬فإن‭ ‬صيانة‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لأمر‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬انسياب‭ ‬سلاسل‭ ‬الصناعة‭ ‬والإمداد‭ ‬العالمية‭ ‬ونظام‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬ويتفق‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬أعرب‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬عن‭ ‬انشغاله‭ ‬الشديد‭ ‬إزاء‭ ‬التصاعد‭ ‬المتواصل‭ ‬للأوضاع‭ ‬المتوترة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وزيادة‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬برمتها،‭ ‬والتأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬انتعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.  ‬

‭ ‬وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الصيني‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬دائم‭ ‬وواضح‭ ‬وشفاف‭. ‬ليست‭ ‬الصين‭ ‬صاحب‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬الصراع،‭ ‬وليست‭ ‬صانعا‭ ‬للأزمة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتفرج‭ ‬بعد‭. ‬ظل‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬القتال‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬منذ‭ ‬التصعيد‭ ‬الشامل‭ ‬للأزمة‭. ‬أجرى‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬تواصلا‭ ‬شخصيا‭ ‬وبشكل‭ ‬معمق‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬هي‭ ‬المخرج‭ ‬الوحيد،‭ ‬آملا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬سويا‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬المواتية‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬سياسيا‭ ‬عبر‭ ‬الحوار‭. ‬كما‭ ‬أصدر‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬ورقة‭ ‬الموقف‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وبعث‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬للقيام‭ ‬بالوساطة‭ ‬المكوكية‭ ‬ونقل‭ ‬الرسائل‭ ‬وتوضيح‭ ‬المواقف،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬وترك‭ ‬الخلافات‭ ‬جانبا‭ ‬وبلورة‭ ‬التوافقات‭. ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬التفاقم‭ ‬والتصعيد‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬لذا‭ ‬ينبغي‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬التضامن،‭ ‬ويحشد‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬ويتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ملموسة‭ ‬لتهدئة‭ ‬الصراع‭.‬

ويتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتمسك‭ ‬دائما‭ ‬بالحل‭ ‬السياسي‭. ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬الصراع‭ ‬أو‭ ‬الحرب،‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭. ‬يدعم‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬سلام‭ ‬دولي‭ ‬مقبول‭ ‬لدى‭ ‬الجانبين‭ ‬الروسي‭ ‬والأوكراني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مناسب‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭.‬

وبشأن‭ ‬تايوان‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية‭ ‬إن‭ ‬تايوان‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭. ‬ينص‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬القاهرة‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬حكومات‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1943‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تايوان‭ ‬التي‭ ‬سرقتها‭ ‬اليابان‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭. ‬وتنص‭ ‬المادة‭ ‬الـ8‭ ‬من‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬بوتسدام‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1945‭ ‬والهادف‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬إعلان‭ ‬القاهرة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رقم‭ ‬2758‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الصين‭ ‬الواحدة‭ ‬بوضوح‭. ‬شكلت‭ ‬هذه‭ ‬الصكوك‭ ‬الدولية‭ ‬الملزمة‭ ‬قانونيا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬ورسخت‭ ‬الأساس‭ ‬التاريخي‭ ‬والقانوني‭ ‬لكون‭ ‬تايوان‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الصين‭. ‬لذلك،‭ ‬إن‭ ‬مسألة‭ ‬تايوان‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬الصينية‭ ‬بحتا،‭ ‬وسبل‭ ‬إعادة‭ ‬توحيد‭ ‬الوطن‭ ‬الأم‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬شؤون‭ ‬الصينيين‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬المضيق‭ ‬بأنفسهم‭. ‬سنسعى‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التوحيد‭ ‬السلمي‭ ‬بأقصى‭ ‬جهد‭ ‬وأصدق‭ ‬نية‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يكون‭ ‬خطنا‭ ‬الأحمر‭ ‬واضحا‭ ‬جدا‭ ‬أيضا،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬بفصل‭ ‬تايوان‭ ‬عن‭ ‬الصين‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭.‬

وعن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعلاقة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الصين‭ ‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تخص‭ ‬رفاهية‭ ‬الشعبين‭ ‬وتخص‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية‭ ‬والعالم‭. ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬عقد‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬لقاء‭ ‬ناجحا‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬الأخير،‭ ‬حيث‭ ‬توصل‭ ‬الرئيسان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أفق‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو‮»‬‭ ‬الموجه‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭. ‬إن‭ ‬موقف‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬من‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬صادق،‭ ‬وإن‭ ‬علاقات‭ ‬قابلة‭ ‬للتوقع‭ ‬ومستدامة‭ ‬وسليمة‭ ‬ومستقرة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمثل‭ ‬نعمة‭ ‬للشعبين‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬الفهم‭ ‬الخاطئ‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬الصين‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬قائما،‭ ‬وسياسته‭ ‬الخاطئة‭ ‬لاحتواء‭ ‬الصين‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬جارية‭. ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬واصل‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬استمالة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحلفائه‭ ‬لتأجيج‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬الإقليمية‭ ‬باستمرار‭ ‬والإسراع‭ ‬بتشكيل‭ ‬منظومة‭ ‬احتواء‭ ‬الصين‭ ‬وتشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬وفرض‭ ‬الحصار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬على‭ ‬الصين‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ألا‭ ‬ينظر‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬أو‭ ‬بعقلية‭ ‬اللعبة‭ ‬الصفرية،‭ ‬وألا‭ ‬يقول‭ ‬شيئا‭ ‬ويفعل‭ ‬شيئا‭ ‬آخر‭ ‬دائما‭. ‬إن‭ ‬عيون‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ثاقبة،‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬أكثر‭ ‬بمن‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الصحيح‭ ‬للتاريخ‭ ‬والعدالة‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تأتي‭ ‬به‭ ‬الصين‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬هو‭ ‬التعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬والكسب‭ ‬المشترك‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬قوة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬عرقلة‭ ‬تنمية‭ ‬الصين‭ ‬ونهضتها‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ديناميكية‭ ‬داخلية‭ ‬ضخمة‭ ‬ومنطق‭ ‬تاريخي‭ ‬حتمي‭.‬

إن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬الأمريكية‭. ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتدخل‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للغير‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الشعبين‭ ‬الصيني‭ ‬والأمريكي‭ ‬مواصلة‭ ‬التواصل‭ ‬والتعاون،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬للصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬باعتبارهما‭ ‬دولتين‭ ‬كبيرتين‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬الطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عمن‭ ‬سيفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬يمثل‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتعاون‭ ‬والكسب‭ ‬المشترك‭ ‬المرجعية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬نستند‭ ‬إليها‭ ‬للنظر‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭. ‬وفي‭ ‬المكالمة‭ ‬الهاتفية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬والرئيس‭ ‬جون‭ ‬بايدن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الأخير،‭ ‬أشار‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدولتين‭ ‬الكبيرتين‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬قطع‭ ‬التواصل‭ ‬والتعامل‭ ‬بينهما‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حدوث‭ ‬الصراع‭ ‬والمواجهة،‭ ‬يجب‭ ‬عليهما‭ ‬إيلاء‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالوئام‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للاستقرار‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصداقية‭ ‬كأساس‭.  ‬

لن‭ ‬ترجع‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬يمكنها‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أجمل‭. ‬إن‭ ‬الجانب‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاون‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الكسب‭ ‬المشترك،‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬تخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬العالم،‭ ‬وتضطلع‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الدولية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا