مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
جلالة الملك والمعاني الوطنية الكبرى
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تفضل بتوجيه كلمة إلى شعب البحرين بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم. كما تفضل جلالته بتوجيه كلمة في الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة.
يجب أن نتوقف مطولا أمام ما قاله جلالة الملك في الكلمتين وما تضمنتاه من معان وطنية كبرى.
بدايةً كان جلالته حريصا على أن يتوقف بكثير من الوفاء والعرفان للراحل الكبير سمو الأمير عيسى بن سلمان ودوره التاريخي في تقدم البحرين ونهضتها. جلالته اعتبر، عن حق تام بالطبع، أن الراحل الكبير أوجد قاعدة عظيمة وعميقة من التراحم والتآخي بين الناس، وأن جلالته يسير على نهجه ويستلهم أفكاره ومبادئه.
هذا ليس وفاءً من جلالة الملك للراحل الكبير الأمير عيسى فقط، وإنما هي رسالة اعتزاز بتاريخ البحرين وبما بذله كل الرواد الأوائل من جهود في سبيل نهضة البلاد وتقدمها. وهي رسالة بأن مواصلة أداء هذه الرسالة هي أمانة بعنق كل الأجيال في البحرين جيلا وراء جيل.
وفي مناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لم يشأ جلالة الملك أن يتحدث عن نفسه ويتفاخر بما قدمه للبحرين، وإنما فضَّل أن يقطع لشعب البحرين عهدًا أمام الله وأمام الشعب. أما العهد فهو أن يظل جلالته يعمل من أجل أن تبقى البحرين دوما نموذجا للتحضر والتقدم وأن تتواصل مسيرة البناء والتطوير بكل القوة والعزم. جلالته قال إنه نذر نفسه من أجل ذلك.
بهذا العهد والوعد الذي قطعه جلالة الملك على نفسه فإنه يقدم نموذجا لزعيم كبير لا يهمه إلا تقدم بلاده وشعبه. وهذا هو عهدنا بجلالته دوما.
وجلالة الملك كان حريصا أشد الحرص على أن يتوقف بكثير من الإشادة والاعتزاز بشعب البحرين ومواقفه الوطنية المشهودة، وبالأخص الإجماع الشعبي الوطني على ميثاق العمل الوطني، وما جسده ذلك من ولاء للقيادة والتفاف حولها.
جلالته يوجه ليس فقط رسالة تقدير لشعب البحرين، وإنما يعبر عن اعتقاد راسخ بأنه ما كان للبحرين أن تتجاوز الأزمات وأن تحقق ما حققته من تقدم ونهضة لولا مثل هذه المواقف الوطنية المشهودة للشعب.
وجلالة الملك كان حريصا على أن يعبر عن الثقة المطلقة والإيمان الكامل بقدرة البحرين على مواجهة أي تحديات، ومواصلة مسيرة التقدم والنهضة وتحقيق كل ما تصبو إليه من مكانة ورفعة.
جلالته أكد هنا أن هذه الثقة لا تأتي من فراغ وإنما تستند إلى مقومات وأسس راسخة. في مقدمة هذه الأسس أبناؤنا وشبابنا الذين أصبحوا على درجات عالية من الكفاءة وقادرين على أن يضعوا البحرين في موقع الريادة. وفي مقدمة هذه الأسس مؤسساتنا الدستورية التي أصبحت راسخة وتمارس دورها الوطني على أكمل وجه. وإجمالا فإن البحرين أوجدت كل الآليات الكفيلة بتحقيق ما نصبو إليه.
وكم كان جلالة الملك حكيما عندما أكد امتنانه لكل الآراء والنصائح التي تُقدم لجلالته، وتأكيده أن تقديره الكبير لما أطلق عليه جلالته «التناصح وسماع بعضنا البعض». هذه رسالة وطنية كبرى بأن الكل يجب أن يكون شريكا في صنع مستقبل الوطن وتحقيق ما نتطلع إليه من آمال.
حين نتأمل هذ المعاني الوطنية الكبرى التي تضمنتها كلمتا جلالة الملك في هذه المناسبة الوطنية التاريخية لا بد أن نفتخر ونعتز بملكنا برؤيته الوطنية وآماله وتطلعاته لمستقبل البحرين الأجمل والأفضل.
مع جلالة الملك برؤيته وفلسفته، فإننا شديدو الثقة والإيمان، كما قال جلالته، بأن البحرين «ستبقى مرفوعة الرأس والشموخ»، وبأن «انطلاقة البحرين ستظل مستمرة ومتواصلة»، وبأنها ستبقى «مملكة حامية للحقوق والحريات وواحة أمن وأمان ومنارة مشعة بالتسامح والانفتاح الحضاري».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك