عالم يتغير
فوزية رشيد
الإمبراطور العاري ووجهه القبيح!
{ في منتدى دافوس الأخير، وهو المنتدى الدولي المعروف، تحدث وزير خارجية «مالطا» حديثًا صريحًا وهو يصف الحالة التي وصلت إليها «الأمم المتحدة» والعجز الذي يتخلل وضعها في «مجلس الأمن»، تحت التأثير الأمريكي والوجه القبيح لأمريكا وهي تدعم إسرائيل في كل سلوكياتها اللاقانونية واللا أخلاقية واللا إنسانية! قال: «إذا كان وجهك قبيحًا فلا تلم المرآة! وفي حالة الأمم المتحدة الوجه القبيح ليس الأمم المتحدة، إنما كان ولا يزال موقف الولايات المتحدة على مر السنين، وهو دعم «إسرائيل»، والسماح لها بفعل ما تشاء! وأعتقد حتى ضد مصالح «إسرائيل» والإسرائيليين. إذًا تعلمون أن هذه هي المشكلة، وهذا هو ما يحدث الآن: وهو أن الولايات المتحدة التي تحب التجول حول العالم «متنكرة» بملابس حقوق الإنسان وسيادة القانون والديموقراطية، ولكن الإمبراطور لا يرتدي أي ملابس! والمثير للاهتمام أن الاتحاد الأوروبي، وكلمة «خصي» تبدأ بـ«EU» أيضاً! لأنه في هذه الحالة كان الاتحاد الأوروبي مجرد «خصي» أي «مخصي» في حرملك سياسة الولايات المتحدة حول هذا! وحتى تتوقف الولايات المتحدة عن هذه المجازر أو تستمر في ذلك تعلم -إسرائيل- أنها يمكن أن تفعل ما تشاء! وبعد كل شيء الفلسطينيون لا شيء! إنهم ليسوا بشرا كما قالت وتقول نحن لا نقتل بشراً»!
{ بهذا التصريح لوزير خارجية «مالطا» في مؤتمر دولي كبير وأمام العلن، أضاف إلى الوعي العالمي ما يعرفه هذا الوعي أصلاً ومنذ زمن طويل! وأن الأمم المتحدة لا تعبر في واقعها، لا عن القانون الدولي ولا عن المبادئ الدولية! وأن ما اكتسبته من وجه قبيح (هو في الحقيقة وجه الولايات المتحدة) التي تسلطت على العالم وعلى هذه المنظمة الدولية «الأعلى»! وقادت النظام الدولي إلى مسارات ومطبات دولية خطيرة انعدمت فيها ومعها العدالة والمبادئ والقوانين والشرعية الدولية! فدخلت بذلك مسارات القبح العالمي «الذي أنتجته الهيمنة الأمريكية منذ عقود طويلة! وتبعتها فيه دول الاتحاد الأوروبي التي تؤدي دور «المخصي» في الحرملك الأمريكي!
{ هذا الوعي العالمي الذي بدأ يتصاعد بعد أحداث غزة سواء على المستوى الشعبي أو على مستوى عديد من دول العالم، يثبت أن «الهيكلية» التي تقوم بها كل مؤسسات «النظام الدولي» بقيادة أمريكا والغرب، هي بالفعل هيكلية خربة وباتت مكشوفة للعيان!، تماما مثل مسرحية «الإمبراطور العاري» الذي يريد (رغم عريه) أن يواصل دور التنكر بلباس حقوق الإنسان وسيادة القانون والديموقراطية!، ولكن اليوم بات «الجميع» يعرف أنه عار من كل ذلك اللباس! وأن على العالم أن يبحث عن نظام دولي «جديد» ليس بمعنى أن تسيطر دولة واحدة وبشكل انفرادي على مصير العالم ككل، وإنما أن يكون نظاما بقيادة عالمية متعددة الأقطاب، تراعي مصالح كل الدول والقوى، وتحقق جوهر المنظومة الحقوقية للإنسان وللقانون الدولي، وتؤسس مبدأ «المشاركة الدولية» في تحقيق مصالح العالم من دون تسلط أو محاباة لدول بعينها، هي في حقيقتها دول استعمارية! وما انحيازها إلى الكيان الصهيوني إلا لأنه يحقق دوراً (وظيفيا) لهذا النظام الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة والغرب ليس في المنطقة فقط وإنما في العالم!
{ إن الأحداث القاسية التي أنتجتها «حرب الإبادة الجماعية» في غزة أو في فلسطين، جعلت العالم كله يدرك الوجه القبيح لهذا التسلط الأمريكي على الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية التي عجزت عن اتخاذ الموقف الإنساني والأخلاقي الصحيح بسبب دعم أمريكا لتلك الإبادة الجماعية التي أصابت بعض الدول بصمت الحملان الخائفة أو العاجزة! ولكن جعلت دولا أخرى ترفع صوتها ويرفع رؤساؤها وجوههم في وجه هذا القبح والعري المكشوف أمامهم ولكل العالم، وسواء في جنوب إفريقيا أو في أمريكا اللاتينية أو لشعوب العالم، فهم أكثر من أجاد قي توصيف ما يحدث اليوم، وأنه لا يمكن البقاء معه في خانة الصمت، لأنه أزاح (ستار الزيف الأخير) الذي مارسته وتمارسه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في «الحرملك الأمريكي»!
وحتما المواقف تنتجها الشجاعة في مواجهة الحقيقة وما وصلت إليه من بشاعة! ولم يعد يجدي بعد اليوم التنكر بلباس الفضيلة فالإمبراطور الأمريكي رآه العالم كله عاريا! ولن يتماهى مع تنكره الأحرار والعقلاء في العالم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك