العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

كلمة حق أمريكية

هذه‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬قالها‭ ‬كاتب‭ ‬أمريكي‭ ‬ونشرتها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬مجلة‭ ‬أمريكية‭ ‬معروفة‭.‬

‭  ‬الكاتب‭ ‬هو‭ ‬جاك‭ ‬ميركنسون‭ ‬وهو‭ ‬كبير‭ ‬المحررين‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬نيشن‮»‬‭. ‬كتب‭ ‬مقالا‭ ‬نشرته‭ ‬المجلة‭ ‬يعلق‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬أجهزة‭ ‬إعلام‭ ‬أمريكية‭ ‬وتتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬خلافات‭ ‬شديدة‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭ ‬ورئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬نتنياهو‭. ‬

لنتأمل‭ ‬ماذا‭ ‬يقول‭.‬

يشير‭ ‬الكاتب‭ ‬بداية‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭ ‬مؤخرا‭ ‬زعمت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬ونتنياهو‭ ‬تتبع‭ ‬مسارا‭ ‬متدهورا‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬القطيعة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وأن‭ ‬واشنطن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬حليف‭ ‬يمكنهم‭ ‬التأثير‭ ‬عليه‭.‬

ويورد‭ ‬الكاتب‭ ‬تقارير‭ ‬كثيرة‭ ‬لأجهزة‭ ‬إعلام‭ ‬أمريكية‭ ‬تردد‭ ‬نفس‭ ‬المزاعم،‭ ‬اذ‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬بايدن‭ ‬غاضب‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬نتنياهو،‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬الخلافات‭ ‬حادة‭ ‬جدا‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬بايدن‭ ‬قد‭ ‬يمارس‭ ‬ضغوطا‭ ‬على‭ ‬نتنياهو‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬التوترات‭ ‬والخلافات‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بلغت‭ ‬حدا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭.‬

الكاتب‭ ‬يعلق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬استخدام‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭ ‬لتعبير‭ ‬القطيعة‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬يعطي‭ ‬القارئ‭ ‬انطباعا‭ ‬أن‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬الإدارة‭ ‬سيحدث‭ ‬قريبا‭. ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬القارئ‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يقرأ‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬قبل‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭ ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

ويضيف‭: ‬ولكن‭ ‬القارئ‭ ‬العادي‭ ‬الذي‭ ‬تابع‭ ‬تغطيات‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬وتطورات‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬سوف‭ ‬يكتشف‭ ‬بسهولة‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬اطلاقا‭ ‬بالواقع‭ ‬ولا‭ ‬بحقيقة‭ ‬موقف‭ ‬بايدن‭ ‬وبطريقة‭ ‬إدارته‭ ‬الحرب‭.‬

يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الإحباط‭ ‬في‭ ‬تصاعد‭ ‬وأن‭ ‬المخاطر‭ ‬زادت‭ ‬وأن‭ ‬التوترات‭ ‬أصبحت‭ ‬أكبر‭ ‬والخرق‭ ‬اتسع‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬ونتنياهو،‭ ‬تعطي‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬نفد‭ ‬صبره‭ ‬وأن‭ ‬التوتر‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الانفجار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬تنفي‭ ‬صحة‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭.‬

يقدم‭ ‬الكاتب‭ ‬أربعة‭ ‬شواهد‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬تثبت‭ ‬زيف‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬وتبين‭ ‬حقيقة‭ ‬مواقف‭ ‬بايدن‭ ‬وإدارته‭:‬

1‭ - ‬إن‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مستمرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رادع‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬بالذات‭ ‬لردعها،‭ ‬وقد‭ ‬ادت‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

2‭ - ‬إن‭ ‬بايدن‭ ‬والمشرعين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬معه‭ ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭ ‬بل‭ ‬رفعوا‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭ ‬وصوتوا‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬مساعدات‭ ‬جديدة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بوصفها‭ ‬‮«‬مساعدة‭ ‬أمنية‮»‬‭.‬

3‭ - ‬إن‭ ‬بايدن‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬إطار‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

4‭ - ‬إن‭ ‬بايدن‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬أي‭ ‬ضغوط‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬ورغم‭ ‬انه‭ ‬أصدر‭ ‬أمرا‭ ‬رئاسيا‭ ‬يمنح‭ ‬الصلاحية‭ ‬بقطع‭ ‬سريع‭ ‬للمساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تخرق‭ ‬الحماية‭ ‬الدولية‭ ‬للمدنيين،‭ ‬فإن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬سارع‭ ‬بالتوضيح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإسرائيل‭. ‬ورفض‭ ‬بايدن‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬شروط‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭.‬

ويختم‭ ‬الكاتب‭ ‬مقاله‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬ان‭ ‬نأخذ‭ ‬بأي‭ ‬جدية‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬غضب‭ ‬أمريكي‭ ‬أو‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬بايدن‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬تقديم‭ ‬الأسلحة‭ ‬بلا‭ ‬شرط‭ ‬ولا‭ ‬ضابط‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنك‭ ‬تعلم‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭ ‬الجماعي‭.‬

هذا‭ ‬تلخيص‭ ‬واف‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مقاله،‭ ‬وما‭ ‬ذكره‭ ‬ليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعليق‭. ‬هي‭ ‬كما‭ ‬نرى‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬حاسم‭ ‬وبخصوص‭ ‬قضية‭ ‬مصيرية‭.‬

يبقى‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬تستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنها‭ ‬والتأمل‭ ‬عربيا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا