عالم يتغير
فوزية رشيد
النخبة الشيطانية ونظرية البيبسي والكولا!
{ في الزمن الأول للمشروبات الغازية المضرّة بالصحة، بحسب الاكتشافات الطبية لاحقا، كان البيبسي وكانت الكولا أو الكوكاكولا تتربعان على عرش تلك المشروبات إيذانا بدخول مرحلة غازية جديدة تطل على البشرية في استهلاك ما يضر بها! شركتان كبريان، التنافس بينهما مطرد وعلى أشده في جذب أعداد أكبر من المستهلكين، حتى بلغ التنافس حد الصراع بين الشركتين، لتطل بعد ذلك المفاجأة التي ربما لا يزال عدد كبير من الناس لا يعلم عنها، وهي أن صاحب الشركتين هو شخص واحد أو جهة واحدة! فلِمَ إذًا كان الصراع بينهما والمالك واحد؟!
{ في نظر النخبة الدولية أو الشيطانية أن الصراع مهم بين الجهات في العالم؛ لأن ذلك يخلق روح التنافسية وبالتالي المزيد من الابتكار، ومن المهم ألا تعلم الأطراف عن ذلك حتى يكون الصراع حقيقيا! وفي النهاية فإن خيوط اللعبة كلها بيد ذات الجهة التي تتحكم في معطيات الصراع وكيفيتها وكيفية استمرارها أو إيقافها إذا لزم الأمر! القصة هنا ليست الصراع بين البيبسي والكولا، وإنما تم طرحه كنموذج لما يجري في العالم على يد ذات النخبة! ولكن هذه المرة على المستوى السياسي العالمي وعلى مستوى الاقتصاد والمال والتجارة! وعلى مستوى الإعلام والعوالم الافتراضية مؤخرا؛ لأن الذي يدير الصراعات والأزمات والحروب والأوبئة وقتل البشر أيضا، هي ذات النخبة الشيطانية القائمة على العلوم الباطنية والمنظمات السرية والسحر الأسود! في كيفية ضمان الاستمرارية لوجودها وسطوتها وهيمنتها سواء على البشرية أو على ثروات الأرض! وما الأيديولوجيات المتضاربة والمتصارعة كمثال آخر، إلا أحد ابتكاراتها! وأبرز عنوان لذلك هو الصراع الذي كان قائما بين الرأسمالية والشيوعية والاشتراكية! أو بين أمريكا والغرب من جهة والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى! وهناك كتب وتوثيق من كتّاب غربيين يلحقون الأيديولوجيتين لذات الأيدي الماسونية الخفية! مثلما قرار إزالة الاتحاد السوفيتي، ليخرج العالم من عالم القطبين والحرب الباردة إلى عالم الاستفراد الرأسمالي بالنظام الدولي الغربي وبإدارة وسطوة ذات النخبة!
{ في الأيديولوجيات هناك صراع حقيقي بحسب نظرية البيبسي والكولا، ولكنه يبقى صراع تكتيكي لاستمرار الصراع الدولي وتوالد الحروب وتجذر الأزمات! فيما البوتقة الاستراتيجية من الثروات تصب في النهاية في خزينة النخبة الشيطانية التي ترعى في إطار خفي أيضا الثورات في الغرب والعالم منها الثورة الفرنسية وبعدها الثورة البلشفية! ومنها الحربان العالميتان الأولى والثانية! ومنها إنشاء الكيان الصهيوني والانقلابات المدبرة في أمريكا الجنوبية وفي العالم، ومنها أجندة تقسيم الشرق الأوسط وإسقاط الأنظمة باسم الدمقرطة! ومنها حتى جلب الملالي إلى السلطة في إيران، والتخلي عن «الشاه» لأن الدور الإيراني المطلوب هو دور شيعي طائفي لزرع الفتن وزرع الطائفية والمليشيات الإرهابية وخطاب الكراهية لخلخلة استقرار أهم الدول التي تحمل في طيات أراضيها (نفط وغاز وغيرها من الثروات)، وهذا ما حدث خلال العقود الأخيرة!
والوقائع والأحداث خير شاهد على ذلك، باعتبار أن المنطقة العربية بما تحمله من ثقل في الموقع والثروات والإمكانيات البشرية والدينية، لا بد من السيطرة عليها لخدمة الاستراتيجية الكبرى في الهيمنة على العالم، وترويضها في أي صراع أو حرب قادمة مع قوى عالمية ستنشأ وأهمها الصين!
{ ما نراه كمثال في العلاقة بين أمريكا وإيران هو تخادم المصالح في إطار رؤية أمريكية لتحالف خفي بين الطرفين، فيما الصراع التكتيكي والمصالح المتضاربة مستمرة وحقيقية، كما في الصراع بين البيبسي والكولا! وحيث لإيران أهمية استراتيجية في تدمير الدول العربية لا تقل عن أهمية دور الكيان الصهيوني وإن كان أمر الكيان الصهيوني (أكثر وظيفية وعضوية) في أسباب إنشائها لخدمة الأهداف الاستعمارية الجيوستراتيجية للنخبة أو للنظام الدولي الغربي القائم!
{ وكان المهم في ذلك التخادم والصراع معا بين أمريكا وإيران أن تكون الدولة (شيعية) وفي الوقت ذاته أن تظهر أمام العالم في صورة عداء للغرب! لكي تنطلي اللعبة على العرب وأن أمريكا في النهاية هي المنقذ! أما إذا خرجت إيران في صراعها عن إطار اللعبة المرسومة، فذلك يحتاج إلى ردع تكتيكي لإعادتها إلى الطريق المرسوم! كما يحدث اليوم مع الضربات المدروسة للمليشيات التابعة لإيران! هي (لعبة المكر والخبث) من النخبة الشيطانية، وحيث يظهر أن قطع الشطرنج ومنها إيران موظفة في النهاية داخل استراتيجية النخبة أو الدولة العميقة! حتى لو أظهرت إيران رأسها لخدمة مصالحها الخاصة كالاستيلاء على حصة من نفط سوريا والعراق وغير ذلك من المصالح الخاصة، فإن عصا النخبة موجودة في حالة التمادي في التعبير عن تلك المصالح الخاصة لإيران! ومرة أخرى قصة البيبسي والكولا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك